اقتحم الجيش العراقي أمس قضاء الحمدانية الذي يبعد 15 كيلومترا جنوب شرقي الموصل في اليوم الثاني لانطلاق العملية العسكرية لاستعادة المدينة من تنظيم داعش. وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان مقتضب أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة للجيش العراقي تسيطر على جهة الجنوب الغربي لقضاء الحمدانية».
والحمدانية، الذي يطلق عليه كذلك اسم قرقوش، هو أحد الأقضية التي تقطنها الأقلية المسيحية الذين تم تهجيرها من قبل المتطرفين بعد استيلائهم على الموصل في 2014، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت القوات الحكومية والكردية التي تقترب من مدينة الموصل أمس، أنها سيطرت على نحو 20 قرية على أطراف المدينة في أول أيام عملية لاستعادتها من قبضة التنظيم المتشدد. وبدأ الجيش العراقي بمعاونة قوات البيشمركة في التقدم صوب المدينة فجر أول من أمس تحت غطاء جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وبعد أن وصلت قوات البيشمركة إلى أطراف الحمدانية أول من أمس جاء دور القوات الخاصة العراقية لاقتحام المدينة أمس.
وقال هوشيار زيباري، وزير المالية العراقي المقال والقيادي الكبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، إن العمليات الأولى نجحت بفضل التعاون الوثيق بين الحكومة العراقية ومقاتلي البيشمركة مما سمح بخروج مقاتلي التنظيم من تسع أو 10 قرى شرقي الموصل. وأضاف زيباري في حديث لوكالة رويترز «(داعش) مشوش ويتوقع الهجوم عليه من الشرق أو الغرب أو الشمال». وأضاف أن القوات المهاجمة دخلت اليوم الثلاثاء مرحلة جديدة. وقال: «لن يكون هجوما مثيرا على الموصل ذاتها بل سيكون حذرا للغاية. إنها عملية تنطوي على مخاطرة كبيرة لكل الأطراف». وكشف زيباري أنه وفقا لتقارير استخباراتية «جديرة بالثقة» فإن زعيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، وخبير المتفجرات في التنظيم فوزي علي ما زالا داخل المدينة، مشيرا إلى استعداد التنظيم لمقاومة صلبة.
وما زالت القوات المتقدمة على بعد يتراوح بين 20 و50 كيلومترا من الموصل فيما وصفه مسؤولون بأنه «عملية تحضيرية» لتعزيز مواقع القوات قبل تنفيذ هجوم أكبر يتم خلاله الاستيلاء على قمم التلال والمعابر وتقاطعات الطرق ذات الأهمية.
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن من واجب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منع متشددي «داعش» من الهروب إلى سوريا من مدينة الموصل. ونقل التلفزيون الرسمي عن العبادي قوله إن من مسؤولية التحالف قطع الطريق على تنظيم داعش إلى سوريا. واتهمت قوات موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد التحالف في وقت سابق أمس بالتخطيط للسماح لمتشددي «داعش» الهاربين من معركة الموصل بمرور أمن إلى سوريا.
إلى ذلك، ومع وجود نحو 5.1 مليون شخص في الموصل قالت المنظمة الدولية للهجرة أنها تحضر أقنعة ضد الغاز لاستخدامها في حالة وقوع هجوم كيماوي من جانب المتشددين الذين كانوا استخدموا مثل تلك الأسلحة ضد قوات كردية عراقية. ونقلت وكالة رويترز عن المنظمة أن عشرات الآلاف من المدنيين ربما يجبرون على الخروج من المدينة أو قد تتقطع بهم السبل بين خطوط المواجهة أو يجري استخدامهم دروعا بشرية. وكانت منظمات أخرى معنية بالمساعدات حذرت من المخاطر ذاتها.
بدورها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن روبرت مارديني، من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرق الأدنى والمتوسط، قول: «لا نستطيع استبعاد استخدام أسلحة كيماوية» في المعارك. وأضاف أن الصليب الأحمر يستعد بتدريب العاملين في مجال الصحة ومن خلال توفير المعدات للمرافق الصحية في المناطق المحيطة بالموصل «بحيث يتم استيعاب حالات إصابة الأشخاص بالمواد الكيميائية وتقديم العلاج لهم». وتابع: «الآن لدينا فريق في العراق على اتصال بالسلطات الصحية ويعمل يدا بيد مع موظفي الصحة في العراق لتطوير القدرات على الاستجابة».
القوات الحكومية تكمل ما بدأته البيشمركة شرقي الموصل وتقتحم الحمدانية
زيباري: البغدادي يقود مقاتليه * منظمات دولية تحضر أقنعة غاز تحسبًا لهجمات كيماوية
القوات الحكومية تكمل ما بدأته البيشمركة شرقي الموصل وتقتحم الحمدانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة