«العطلة» تكلف سوق العقار الكويتية تراجعا بنسبة 20 % في سبتمبر

تقرير يوضح استمرار تأثر حركته بالضغوط والعوامل الموسمية

سوق العقار الكويتية متأثرة بعوامل موسمية والتطورات الاقتصادية (رويترز)
سوق العقار الكويتية متأثرة بعوامل موسمية والتطورات الاقتصادية (رويترز)
TT

«العطلة» تكلف سوق العقار الكويتية تراجعا بنسبة 20 % في سبتمبر

سوق العقار الكويتية متأثرة بعوامل موسمية والتطورات الاقتصادية (رويترز)
سوق العقار الكويتية متأثرة بعوامل موسمية والتطورات الاقتصادية (رويترز)

أشار تقرير عقاري كويتي إلى تأثر أداء مؤشرات السوق المحلية في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بالعطلة «الطويلة نسبيا» لعيد الأضحى المبارك، حيث بلغ عدد أيام العمل الفعلية خلال الشهر 16 يوما فقط مقابل 23 يوما عمل في شهر أغسطس (آب) السابق، الأمر الذي انعكس سلبا على مستويات المبيعات وعدد الصفقات.
وأصدر بنك الكويت الدولي تقريرًا عقاريًا أشار فيه إلى استمرار تأثر السوق بالعوامل الموسمية، حيث تراجعت مبيعات سوق العقار الكويتية بنحو 20 في المائة على أساس شهري في سبتمبر، لتبلغ نحو 125 مليون دينار كويتي فقط (نحو 413.9 مليون دولار)، مقارنة بنحو قارب 156 مليون دينار كويتي (نحو 516.6 مليون دولار) خلال أغسطس.
وفي ذات الإطار، تراجع مؤشر عدد الصفقات الكلية المنفذة في السوق بنسبة 16 في المائة، ليبلغ نحو 268 صفقة فقط، مقارنة بنحو 318 صفقة خلال شهر أغسطس. فيما كان مؤشر متوسط قيمة الصفقة أكثر تماسكا، حيث تراجع بنسبة 5 في المائة فقط على أساس شهري، ليبلغ نحو 465 ألف دينار كويتي (نحو 1.5 مليون دولار) للصفقة الواحدة، فيما بلغت قيمة التراجع في هذا المؤشر نحو 28 في المائة على أساس سنوي، الأمر الذي يعكس استمرار الضغوط على مستويات الأسعار منذ بداية العام مقارنة بمستوياتها خلال العام الماضي.
ولقد طال التراجع في قيمة المبيعات جميع قطاعات السوق، حيث تراجعت مبيعات القطاع السكني بنحو 29 في المائة لتبلغ 55 مليون دينار كويتي فقط (نحو 182 مليون دولار)، فيما تراجعت مبيعات القطاع الاستثماري بنسبة 25 في المائة لتبلغ 43 مليون دينار كويتي (نحو 142 مليون دولار)، إلا أن القطاع الاستثماري قد شهد ارتفاعا ملحوظا في عدد الصفقات المنفذة خلال سبتمبر برغم تراجع عدد أيام العمل الفعلي، حيث ارتفع مؤشر عدد الصفقات في القطاع بنحو 26 في المائة على أساس شهري، فيما تراجع مؤشر متوسط قيمة الصفقة في القطاع متأثرا بمبيعات الشقق الاستثمارية في محافظتي الأحمدي وحولي بأسعار أقل من تلك السائدة في أغسطس، أما القطاع التجاري، فقد تراجعت مبيعاته هو الآخر بنحو 13 في المائة لتبلغ 14 مليون دينار كويتي فقط (نحو 46.4 مليون دولار).
وعلى صعيد متصل، أشار التقرير إلى استمر التراجع في متوسط سعر المتر المربع للعقارات السكنية خلال سبتمبر، حيث تراجع متوسط سعر المتر المربع الواحد بنحو 9 في المائة على أساس شهري، موضحا أن التراجع جاء بضغوط من تراجع أسعار العقارات السكنية في كل من محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير، وبوتيرة أكبر من الارتفاع الذي شهدته أسعار العقارات السكنية في بعض المحافظات الأخرى، ما أثر سلبا على القيمة الكلية للمؤشر.
فيما تراجع مؤشر المتوسط السعري للعقارات الاستثمارية بنحو 5 في المائة على أساس شهري بعد الارتفاع الذي شهده في أغسطس، ولقد تأثر متوسط أسعار العقارات الاستثمارية بتراجع أسعار العقارات الاستثمارية في كل من محافظات حولي والأحمدي.
أما القطاع التجاري، فأوضح التقرير إن عدد الصفقات المسجلة على أساس شهري لا يزال قليل نسبيا، الأمر الذي لا يعكس التغيرات الحقيقية لمتوسط سعر المتر المربع في القطاع، خاصة مع تأثر أسعار العقارات التجارية وبشكل أكبر بخصائص العقار التجاري وموقعه وطبيعة نشاطه من بقية القطاعات العقارية.
أما بقية القطاعات فلم تشهد عددا كافيا من الصفقات خلال سبتمبر، ليتم احتساب متوسط سعر المتر المربع الواحد فيها، بحسب تقرير بنك الكويت الدولي. والذي أوضح قائلا إنه «فيما أظهرت مؤشرات السوق تراجعا خلال شهر سبتمبر، إلا أن وقوع عطلة عيد الأضحى المبارك خلال هذا الشهر تجعل من الصعب بمكان مقارنة أداء السوق بمستويات الأداء السائدة خلال أغسطس، إلا أنه من الممكن القول إن مستويات نشاط السوق ما زالت مقاربة لتلك التي كانت سائدة في أغسطس من العام، إذا ما أخذ بعين الاعتبار عدد أيام العطل التي وقعت خلال سبتمبر».
وبمتابعة أداء سوق العقار الكويتية مع نهاية الربع الثالث من العام، فقد بلغت مبيعات السوق حتى نهاية شهر سبتمبر نحو 1.84 مليار دينار كويتي (6.1 مليار دولار)، أي نحو 54 في المائة من مستويات مبيعات عام 2015. الأمر الذي ينبئ بتراجع المبيعات الكلية لسوق العقار الكويتية خلال عام 2016 بنحو 32 في المائة مقارنة بمستويات مبيعات عام 2015، فيما لو استمرت سوق العقار على ذات مستويات نشاطها التي سادت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
وختم التقرير باستنتاج مفاده أن سوق العقار الكويتية ستظل تتأثر بالتطورات الاقتصادية التي ستشهدها الأسواق حتى نهاية العام، خاصة النفطية منها، الأمر الذي يترك التنبؤ بمستويات نشاط سوق العقار الكويتية المستقبلية مفتوحة على كل الاحتمالات.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».