الانقلابيون يكثفون قصفهم على سكان تعز انتقامًا لخسائرهم في صعدة

تعيينات عسكرية جديدة في المدينة.. ودعوات لرفع المعاناة الإنسانية

الانقلابيون يكثفون قصفهم على سكان تعز انتقامًا لخسائرهم في صعدة
TT

الانقلابيون يكثفون قصفهم على سكان تعز انتقامًا لخسائرهم في صعدة

الانقلابيون يكثفون قصفهم على سكان تعز انتقامًا لخسائرهم في صعدة

جددت الميلشيات الانقلابية في اليمن قصفها العنيف على الأحياء السكنية في مدينة تعز وعلى قرى وأرياف المحافظة، وذلك جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدتها هذه الميليشيات التابعة للحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على أيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبإسناد من طيران التحالف. واحتدمت المواجهات بشكل أعنف في الجبهات الشرقية والغربية من تعز، في محاولة من الميليشيات التقدم إلى مواقع المقاومة والجيش واستعادة مواقع تم دحرهم منها. وقالت مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وصالح تواصل قصفها على مدار الساعة على الأحياء السكنية في مدينة تعز وخاصة الخاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية، ترافقها محاولاتها المستميتة لاستعادة مواقع جبل الخضر الاستراتيجي، المطل على خط تعز – الحديدة، وهو الموقع الذي تمكنت قوات الجيش والمقاومة استعادته قبل يومين». وأضافت المصادر أن «قوات الشرعية تمكنت من استعادة منطقة العرشان، المجاورة لجبل الخضر، بعد مواجهات عنيفة، سقط فيها قتلى وجرحى قرب القصر الجمهوري في شرق المدينة». وأكدت المصادر «تصعيد الميليشيات قصفها الهمجي على تعز جراء الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها في تعز وفي محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي، التي تشهد معارك عنيفة منذ أسبوع، حققت فيها القوات تقدما وسيطرت على مواقع جديدة تطل على الخط الدولي الواصل بين منطقة البقع ومركز مديرية كتاف، أكبر مديريات محافظة صعدة».
في المقابل، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قرارًا بتعيين قائد للواء (170) دفاع جوي بمحافظة تعز ورئيس لأركان اللواء ورئيس للعمليات، حيث قضى قرار رئيس الجمهورية بتعيين العقيد الركن طاهر العزاني، قائدًا للواء، وتعيين العقيد حمزة حمود سعيد المخلافي، رئيسًا لأركان اللواء، العقيد معاذ اآلياسري، رئيسًا لعمليات اللواء. ويأتي ذلك بعدما تم دمج عناصر من المقاومة الشعبية، قبل أيام، إلى اللواء 170 دفاع جوي، ليكون بذلك من ضمن قوات الجيش الوطني في تعز.
وفي محافظة الحديدة الساحلية الواقعة غرب اليمن، تواصل عناصر المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، استهدافها لمواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وصالح. وتشهد محافظة الحديدة، وضعا معيشيا صعبا في ظل تزايد السخط الكبير من قبل أهالي المحافظة جراء تردي الوضع الأمني والخدماتي وانتشار المسلحين في مداخل المدينة ومخارجها، في الوقت الذي أصبح الأهالي يشعرون بأن أبسط حقوقهم قد سلبتها منهم الميليشيات الغذائية.
وقال قائد الحراك التهامي وقائد المقاومة التهامية، عبد الرحيم شوعي حجري، لـ«الشرق الأوسط» بأن «ميليشيات الحوثي وصالح تواصل جرائمها في إقليم تهامة، وهي الآن تنفذ تهديداتها بجعل أبناء تهامة يعيشون في مجاعة وفقر عبر نهب خيراتها وقتل سكانها». وأضاف أن «مدن تهامة منكوبة، وندعو المجتمع المحلي والدولي لإنقاذ شعب تهامة من الموت المحيط به، فمنذ عامين وتهامة من دون خدمات (ماء - كهرباء) والمجاري طافحة في الشوارع وانتشار السوق السوداء للمشتقات النفطية والغاز المنزلي والعبث بكل المؤسسات الحكومية والموت اليومي الذي يمارس بشكل ممنهج من العصابة الإجرامية والاعتقالات التعسفية وهتك حرمات المنازل وتفجيرها والتعذيب في سجون العصابة الإجرامية لجميع الرفاق وعلى رأسهم عميد المعتقلين التهاميين العميد الركن خالد خليل مؤسس الحراك التهامي – رئيس عمليات المنطقة العسكرية الخامسة ورفاقه الأحرار وتشريد الآلاف من المواطنين ومطاردة الأحرار، وفرض إتاوات مالية بالقوة على أصحاب المحلات الصغيرة والكبيرة حتى المواطن البسيط لم يستثن من ذلك لدعم المجهود العبثي واحتفالاتهم الطائفية العصبوية». وأكد حجري أن ميليشيات الحوثي وصالح تعيش على النهب والفدى وهذا معروف عنها منذ فترة طويلة. وقال حجري إنه يدعو الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الإسراع للدعوة لإنزال الدستور الاتحادي والاستفتاء عليه وبدء العمل به «حتى ولو في المناطق المحررة»، معلنا «رفضه المساس بإقليم تهامة المصادق عليه بقرارات لجنة الأقاليم المنبثقة من مؤتمر الحوار الوطني الشامل». وأضاف: «نؤكد أن توزيع السلطة والثروة بشكل عادل هو الضمان الأساسي لاستقرار البلاد ومن دون هذا ستظل الصراعات قائمة ولن تنتهي». وكان محافظو إقليم تهامة (الحديدة، حجة، المحويت، ريمة)، قد وجهوا نداء استغاثة إلى التحالف العربي والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإغاثة إقليم تهامة والإسراع في رفع الكارثة الإنسانية التي برزت صورها في جميع محافظات الإقليم ومديرياته وخاصة مديريتي التحيتا والخوخة في محافظة الحديدة وما وصلتا إليه من حجم المعاناة الشاملة التي تسببت بها ميليشيات الحوثي وصالح. وجاء ذلك خلال تدشين حفل إشهار اللجنة التنسيقية لإقليم تهامة من أجل الإعداد والتهيئة لقيام الإقليم، بحضور محافظي محافظات الإقليم، وقائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن توفيق القيز، وعدد من قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأعضاء السلطة المحلية والشخصيات السياسية والاجتماعية. وتم خلال التدشين، إعلان تشكيل قيادة للجنة التنسيقية برئاسة محافظ الحديدة عبد الله أبو الغيث، وعضوية محافظ حجة اللواء الركن عبد الكريم السنيني، ومحافظ ريمة محمد الحوري، ووزير الكهرباء والطاقة السابق الدكتور صالح سميع نائبا لرئيس المجلس الأعلى للإسناد ممثلاً عن محافظة المحويت.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.