تأسست مدرسة غلاطة سراي في القرن الخامس عشر وافتتحها السلطان بايزيد الثاني عام 1481 كمدرسة لتخريج المعلمين الذين يحتاجهم القصر باسم «غلاطة سراي همايون سلطاني».
ويروي المؤرخ أوليا شلبي أن إقامة هذه المدرسة جاء بمحض الصدفة عندما خرج بايزيد الثاني في نزهة على البسفور ووقعت عيناه على حديقة واسعة يتوسطها منزل كان يملكه شخص يدعى غول بابا فنزل السلطان إلى البيت الذي أعجب به كثيرا فوجد صاحبه وأثناء تبادل الحديث معه سأله عن أمنيته لهذا البيت فقال إنه يتمنى تحويله إلى مدرسة وبالفعل حوله السلطان إلى مدرسة وألحق به مستشفى.
واستمرت المدرسة على هذا النحو حتى عام 1820 حيث تم تحويلها إلى مركز طبي وثكنة لمبيت العسكر «قشلاق» وفي القرن العشرين غير السلاطين العثمانيين القانون ليتماشى مع النظام الأوروبي في الثقافة والتعليم والمجتمع وكانت تنتشر في إسطنبول في ذلك الوقت مدارس أجنبية مثل نوتردام وكانت تدرس بلغات أجنبية للطلبة غير المسلمين.
وفي عام 1886 أراد السلطان عبد العزيز أن ينشئ مدرسة تركية على هذا النحو وغير اسم المدرسة إلى «مكتبي سلطاني» وكان يدرس بها الأتراك والأجانب وتقدم مستوى تعليميا على غرار المدارس الأوروبية وكانت اللغة المستخدمة في الأساس هي الفرنسية ولم يكن مسموحًا بالتحدث بغير الفرنسية في وقت الفسحة.
وفي عام 1908 بدأت عملية إصلاح النظام التعليمي وأضيفت اللغات العربية والإنجليزية والإيطالية والأرمينية والألمانية واليونانية إلى اللغات التي يسمح بالتدريس بها فضلا عن استحداث دروس الموسيقى.
وفي هذا الوقت، أسس نادي غلاطة سراي الرياضي في عام 1905 وفي 1927 تم تغيير النظام التعليمي مرة أخرى وفقا لمعايير النظام الجمهوري، وتحولت غلاطة سراي إلى مدرسة ثانوية فقط بعد أن كانت تشمل المراحل من الابتدائي إلى الثانوي وأطلق عليها اسمها الحالي «غلاطة سراي ليسه»، أو «غلاطة سراي الثانوية».
وفي عام 1865 بدأت المدرسة تقبل البنات للدراسة بها في عام 1986 احتفلت المدرسة بمرور 100 عام على افتتاحها وحضر الاحتفال الرئيس الفرنسي شارل ديغول.
وفي عام 1992 وقع الرئيس تورجوت أوزال اتفاقية مع الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران تحولت بموجبه مدرسة غلاطة سراي إلى مؤسسة تعليمية تضم جميع المراحل التعليمية من الابتدائي إلى الجامعة وتقبل المدرسة طلابها فقط ويسمح بالثلث للطلاب الراغبين في التحويل إليها من مدارس أخرى، وفي عام 2005 نحج طالب واحد فقط من مدرسة أخرى في التحويل إليها بسبب صعوبة امتحان القبول بها.
وبقيت اللغة الفرنسية هي الرئيسية في التدريس بها مع إمكانية دراسة لغات أخرى مثل التركية واللاتينية الإنجليزية والإيطالية، ويتمتع الطلاب الدارسون فيها بإمكانية الانضمام إلى غلاطة سراي وجميع الأندية والمؤسسات المرتبطة معه باتفاقيات في أنحاء العالم، والمدرسة معتمدة من الحكومتين التركية والفرنسية ولا تزال تحتفظ بمستواها التعليمي الراقي وبتعليم الفنون مثل الموسيقى والتمثيل وغيرهما من الفنون إلى جانب المواد العلمية.
غلاطة سراي.. أقدم مدرسة تركية تحاكي مدارس أوروبا
نافذة على مؤسسة تعليمية
غلاطة سراي.. أقدم مدرسة تركية تحاكي مدارس أوروبا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة