ترحيب فلسطيني بقرار اليونيسكو حول الأقصى.. وإسرائيل تجمد عضويتها

مجلس الأمن يبحث «المستوطنات» وسط قلق عالمي حول سياسات تل أبيب

فلسطينية تطل من فتحة في جدار منزلها بعد تعرضه لقصف الطيران الإسرائيلي في غزة (إ.ب.أ)
فلسطينية تطل من فتحة في جدار منزلها بعد تعرضه لقصف الطيران الإسرائيلي في غزة (إ.ب.أ)
TT

ترحيب فلسطيني بقرار اليونيسكو حول الأقصى.. وإسرائيل تجمد عضويتها

فلسطينية تطل من فتحة في جدار منزلها بعد تعرضه لقصف الطيران الإسرائيلي في غزة (إ.ب.أ)
فلسطينية تطل من فتحة في جدار منزلها بعد تعرضه لقصف الطيران الإسرائيلي في غزة (إ.ب.أ)

أثار تصويت لجنة في اليونيسكو ليلة أول من أمس على مشروعي قرارين حول القدس الشرقية المحتلة غضبا عارما في إسرائيل، التي علقت تعاونها مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، فيما اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن المنظمة فقدت شرعيتها. لكن السلطة الفلسطينية رحبت من جهتها، عبر حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله، بقرار اليونيسكو. وقرر وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس تعليق كل نشاط مهني مع (اليونيسكو) على الفور، وذلك بعد تصويت إحدى لجانها على مشروعي قرارين حول القدس. وقال الوزير، الذي يشغل أيضا منصب رئيس لجنة إسرائيل لدى اليونيسكو في بيان: «وفقا لهذا التصويت ستتوقف فورا كل مشاركة ونشاط للجنة الإسرائيلية مع المنظمة الدولية، ولن تجري أي لقاءات أو مقابلات، ولن يجري أي تعاون فني مع منظمة تقدم الدعم للإرهاب». والنصان اللذان قدمتهما دول عربية، بينها مصر ولبنان والجزائر أول من أمس، اعتمدا في جلسة لإحدى اللجان في اليونيسكو بـ24 صوتا، مقابل ستة أصوات معارضة، وامتناع 26 وغياب اثنين، على أن يعرضا الثلاثاء المقبل للتصويت أمام المجلس التنفيذي لليونيسكو.
ووجه الوزير الإسرائيلي إلى دول العالم الممثلة في المنظمة رسائل، جاء فيها أن «القرار هو إنكار للتاريخ ويعطي دعما للإرهاب»، موضحا أن تعليق التعاون يعني رفض لقاء ممثلين لليونيسكو، أو المشاركة في مؤتمرات دولية.
ويهدف مشروعا القرارين حول «فلسطين المحتلة» إلى «الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية»، ويطالب مشروع قرار حول المسجد الأقصى إسرائيل «القوة المحتلة بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي، الذي كان قائمًا حتى سبتمبر (أيلول) من عام 2000، إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد».
وتعترف إسرائيل، التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية، على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. كما يطالب المشروع إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق المسجد، مؤكدا أن تلة باب المغاربة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى. وأثار هذا النص غضبا واسعا لدى الطبقة السياسية الإسرائيلية، خصوصا أنه لا يأتي على ذكر جبل الهيكل. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن «النصين الجديدين ينكران علاقة إسرائيل بجبل الهيكل (المسجد الأقصى وباحاته)»، مضيفا أن «القول بأنه لا توجد علاقة لإسرائيل بجبل الهيكل وحائط المبكى هو كالقول إن الصينيين لا علاقة لهم بسور الصين، وإن المصريين لا علاقة لهم بالأهرامات». لكن المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا نأت بنفسها عن مشروع القرار، مشددة على أهمية طابع القدس بالنسبة للمسيحية والإسلام واليهودية، والتعايش بين الأديان السماوية الثلاثة الذي أدى إلى إدراج المدينة على قائمة التراث العالمي للإنسانية. وقالت في بيان أمس إن «تراث القدس لا يقسم، وكل من الأديان لديه الحق في الاعتراف الضمني بتاريخه وبعلاقته في المدينة، ونكران أو الرغبة في محو أي من التقاليد اليهودية أو المسيحية، أو الإسلامية من شأنه أن يهدد وحدة الموقع»،
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود في بيان أمس «إن هذا القرار يدين الاحتلال ويعبر عن الرفض الدولي لخطواته كافة، ويؤكد بطلان ادعاءاته وسياساته»، مضيفا أن «منظمة اليونيسكو بما تمثله من ضمير عالمي في حماية التراث الثقافي الإنساني، وبما تحمله من رسالة إنسانية وثقافية وسياسية، تضيف اليوم قرارا هاما إلى قراراتها الرافضة للاحتلال، والتي تؤكد الاعتراف بالوضع التاريخي والديني والثقافي الحقيقي والطبيعي في مدينة القدس العربية، عاصمة دولة فلسطين، إضافة إلى رفض وإدانة المنظمة الأممية للانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل، القوة القائمة باحتلال المواقع الأثرية والدينية».
ويعد المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. كما يعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد، وهو يعتبر أقدس الأماكن لديهم. ويحق لليهود زيارة المكان ولكن الصلاة محصورة بالمسلمين.
من جهة ثانية عقد مجلس الأمن الدولي أمس، اجتماعا لإجراء مناقشات غير رسمية بشأن المستوطنات اليهودية، التي يتم بناؤها في الضفة الغربية المحتلة، وهي منطقة يطالب بها الفلسطينيون من أجل دولتهم المستقبلية.
وترى الأمم المتحدة أن المستوطنات كيانات غير شرعية. وهناك قلق عالمي حول سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967. وكان قرار صدر مؤخرا بشأن توسيع المستوطنات وتسبب في إدانة حادة من قبل الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل. ودعت إلى اجتماع مجلس الأمن ماليزيا وأنغولا ومصر والسنغال وفنزويلا الأعضاء غير الدائمين بالمجلس، حيث أدان الأعضاء عملية التوسع الاستيطاني المستمرة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.