طائرات «الدرون» المتفجرة.. آخر أسلحة التنظيمات المتطرفة

تستخدمها ضد بعضها البعض.. وتضيف بعدًا جديدًا للحرب الأهلية في سوريا

طائرات «الدرون» المتفجرة.. آخر أسلحة التنظيمات المتطرفة
TT

طائرات «الدرون» المتفجرة.. آخر أسلحة التنظيمات المتطرفة

طائرات «الدرون» المتفجرة.. آخر أسلحة التنظيمات المتطرفة

تعلمت الجماعات المتطرفة مثل تنظيم «حزب الله» وتنظيم داعش تسليح الطائرات من دون طيار المخصصة للمراقبة واستخدامها ضد بعضها البعض، مما يضيف بعدا جديدا للحرب الأهلية في سوريا، كما أفاد بذلك أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين وغيره.
ويظهر فيديو تابع لجماعة تابعة لتنظيم القاعدة، تعرف باسم «جند الأقصى»، طائرة من دون طيار تهبط في إحدى الثكنات العسكرية السورية. وفي فيديو آخر، أسقطت عبوات تفجيرية صغيرة منسوبة إلى تنظيم «حزب الله» المدعوم من إيران وكانت تستهدف جماعة «جبهة فتح الشام» المتطرفة، والتي كانت معروفة من قبل باسم جبهة النصرة، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتيد برس.
وقال أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له مناقشة الأمر علانية، إن الجيش الأميركي على علم بتلك التطورات. ولقد حذر القادة القوات بالاحتماء إذا ما شاهدوا إحدى هذه الطائرات من دون طيار التي كانوا يعتبرونها من قبل طائرات للمراقبة الجوية الاعتيادية. وقال رئيس مشروع الحروب الجوية، المعني بمتابعة ومراقبة الحروب الجوية في العراق، وسوريا، وليبيا، إن الطائرات من دون طيار المسلحة (درون) ليست بالقوة المتوقعة ولكنها سوف تسبب الخوف والذعر للناس.
وقال كريس وودز رئيس المشروع: «هناك الملايين من الطرق التي يمكنك بها تسليح الطائرات من دون طيار (درون) من إطلاق الصواريخ، وربط الأشياء بها ثم توجيهها للاصطدام بالأهداف المختلفة. وتلك هي الأشياء التي كانت تثير قلق ومخاوف الناس لسنوات، ولقد صارت من الواقع الآن».
لم يكن بإمكان المسؤول العسكري الأميركي المصادقة على مقاطع الفيديو المعنية على الفور، مضيفا أن معظم الحوادث التي كانوا على دراية بها تتضمن الطائرات من دون طيار التي اصطدمت ببساطة في أهدافها. ولكن هناك مسؤول عسكري أميركي كبير وسابق يقول بعد مشاهدته للفيديوهات إنه ليس هناك ما يشير إلى أنها فيديوهات وهمية.
ولقد أصدر عدد من الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط، ومن بينها تنظيم داعش، وجند الأقصى، وجبهة فتح الشام، إلى جانب «حزب الله» وحماس، عددا من الفيديوهات التي تشير إلى أنهم يمتلكون عددا من الطائرات من دون طيار لأغراض المراقبة والاستطلاع. كما تمكنت قوات المعارضة السورية والميليشيات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد من استخدام الطائرات من دون طيار رباعية وسداسية الأجنحة بدءا من عام 2014 للتجسس على بعضهم البعض.
وسمحت الطائرات من دون طيار لتلك الجماعات بجمع البيانات حول قواعد العدو، وتحديد المواقع في ميادين القتال، والتسليح، وتحسين الاستهداف.
وأصدر تنظيم داعش الإرهابي فيديو دعائيا متطورا في عام 2014 بعنوان «صليل الصوارم الجزء الرابع»، يفاخر فيه بالاستيلاء على مدينة الفلوجة العراقية. ويبدأ الفيديو بعرض لقطات من طائرة من دون طيار تحوم فوق المدينة الواقعة في غرب العراق قبل أن ينتقل إلى عرض لقطات للمعارك العنيفة على الأرض التي تصور تقدم قوات التنظيم الإرهابي عبر أراضي العراق.
بينما زعم تنظيم «حزب الله» اللبناني امتلاك قدرات تسليح الطائرات من دون طيار قبل عامين من الآن، ولكن الفيديو الأخير للقنابل الصغيرة التي تضرب معسكر المتطرفين بالقرب من مدينة حماه السورية يعد أول توثيق معروف لتلك المزاعم.
ولا يمكن لأغلب هذه الجماعات المتطرفة الحصول على الطائرات من دون طيار إلا من متاجر البيع العادية، وهي المماثلة لتلك المتوفرة في متاجر الولايات المتحدة الأميركية، ويتراوح سعرها بين 1000 إلى 3000 دولار، ويتراوح وزنها من 5 إلى 10 أرطال للطائرة الواحدة - وهو وزن بكل تأكيد ليس كافيا لدعم حمل قنبلة أو صاروخ كبير. غير أن تنظيم «حزب الله» هو الاستثناء الوحيد، حيث يحصل على معظم الأسلحة والذخائر، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، من إيران.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.