يورغن كلوب.. الألماني الذي أعاد الحياة لفريق ليفربول

شخصيته تتسم بالبساطة والتواضع.. وعلاقاته مع أعضاء النادي تعتمد على الصدق والمصارحة

الرغبة في تحقيق الانتصارات عادت إلى ليفربول مع انضمام كلوب («الشرق الأوسط») - تعامل كلوب مع إصابات ستوريدج وغياباته بصبر وحب (الشرق الاوسط) - انضمام زيليكو بوفاك إلى طاقم تدريب ليفربول أعطى دفعة قوية للفريق («الشرق الأوسط») - فرحة كلوب بكل هدف انعكست على لاعبيه (الشرق الاوسط)
الرغبة في تحقيق الانتصارات عادت إلى ليفربول مع انضمام كلوب («الشرق الأوسط») - تعامل كلوب مع إصابات ستوريدج وغياباته بصبر وحب (الشرق الاوسط) - انضمام زيليكو بوفاك إلى طاقم تدريب ليفربول أعطى دفعة قوية للفريق («الشرق الأوسط») - فرحة كلوب بكل هدف انعكست على لاعبيه (الشرق الاوسط)
TT

يورغن كلوب.. الألماني الذي أعاد الحياة لفريق ليفربول

الرغبة في تحقيق الانتصارات عادت إلى ليفربول مع انضمام كلوب («الشرق الأوسط») - تعامل كلوب مع إصابات ستوريدج وغياباته بصبر وحب (الشرق الاوسط) - انضمام زيليكو بوفاك إلى طاقم تدريب ليفربول أعطى دفعة قوية للفريق («الشرق الأوسط») - فرحة كلوب بكل هدف انعكست على لاعبيه (الشرق الاوسط)
الرغبة في تحقيق الانتصارات عادت إلى ليفربول مع انضمام كلوب («الشرق الأوسط») - تعامل كلوب مع إصابات ستوريدج وغياباته بصبر وحب (الشرق الاوسط) - انضمام زيليكو بوفاك إلى طاقم تدريب ليفربول أعطى دفعة قوية للفريق («الشرق الأوسط») - فرحة كلوب بكل هدف انعكست على لاعبيه (الشرق الاوسط)

حلت السيارة الألمانية ماركة «فوكسهول إنسيجنيا» محل السيارة «بورش باناميرا جي تي إس» ببلدة ميلوود الإنجليزية بليفربول. لكن ليس هذا ما حدث حرفيا، فالأمر ليس أكثر من خيال. لكن كلوب يعتبر سفيرا لـ«فوكسهول» بملعب أنفيلد الفخم الذي جرى تطويره ليستوعب 8500 مشجع إضافي. لكن ليس هذا كل ما في الأمر أيضا. ماذا عن لاعب خط الوسط آدم لالانا الذي بات من بين المرشحين للفوز بلقب لاعب الشهر في النادي بعدما كان مجرد بديل انتقل للنادي مقابل 25 مليون دولار أميركي؟ وماذا عن الفريق الذي فقد هويته ثم بات الآن يشق طريقه بقوة وسط زخم الدوري الممتاز؟ دلائل التطور لا تخطئها العين منذ خطا المدرب الألماني يورغن كلوب إلى النادي أولى خطواته منذ اثني عشر شهرا.
ففي يوم السبت الماضي من العام المنصرم، أي قبل عام بالضبط من السبت الماضي، تولي رسميا المدرب البالغ من العمر 49 عاما، مهمته ووافق على عرض من مجموعة «فينواي» الاستثمارية الرياضية الأميركية، مالكة النادي، ليصبح إحدى أهم الصفقات التي توقعها المجموعة. خاض الفريق 61 مباراة بعد ذلك، انتهت 30 مباراة منها بالفوز، و17 مباراة بالتعادل و14 بالهزيمة، منها مباراتان في نهائي الكأس. يحتل فريقه المركز الرابع في جدول المسابقة، متخلفا بنقطتين عن مانشستر سيتي المتصدر للترتيب، بعدما لعب أمام آرسنال، وتوتنهام، وتشيلسي على ملاعبهم. تحليليا، زادت عدد تسديدات، وتمريرات، وسبرنتات (العدو القصير السريع) ليفربول، وغطى اللاعبون مساحات أكبر في الملعب مقارنة بباقي فرق القمة، وسبقوا باقي الفرق في عدد الأهداف المسجلة بتسجيلهم 18 هدفا حتى الآن مشاركة مع مانشستر سيتي. ففي نفس الفترة من موسم 2013 - 2014 عندما اقتربوا من الفوز بلقب الدوري أكثر من أي وقت مضى، كان رصيد ليفربول، الذي كان يدربه آنذاك بريندان رودجرز، 11 هدفا فقط.
في ذلك الوقت كان لاعب ليفربول لويس سواريز عائدا للتو من فترة الإيقاف ليرفع معدل التهديف بالفريق ويرتقي بمستوى اللعب. هنا يكمن الفارق مع ليفربول بقيادة كلوب، إذ لم يعد التركيز منصبا على المواهب الفردية للاعبين مثل سواريز، وستيفين جيرارد أو فرناندو توريس كي يلهموا الفريق ويجعلوه يتغلب على الفوارق المالية بين ناديهم وغيره من فرق المقدمة بالدوري الممتاز. لكن الأمور المالية لا يناقشها مدرب ليفربول الحالي علانية، فهو لا يناقش إلا ما يخص الفريق ككل، ولا شيء غير ذلك. فاستجابة اللاعبين والجمهور لعاطفة المدرب وفطنته وأمانته - وكلها عناصر نادرا ما تجدها بين غيره من المدربين - كلها ساعدت فيما وصل إليه، ناهيك عن زوجة كلوب، أولا، التي راقت لها الحياة بليفربول.
قال لالانا: «أهم ما نجح فيه هو أنه جعلنا نصدق أنه بات بمقدورنا الفوز حتى إن لعبنا أمام برشلونة أو أي فريق آخر أيا كان اسمه»، مضيف: «بتنا ندخل إلى الملعب ونحن نفكر، هل نفوز إن فعلنا كذا وكذا. هو يجعلك تصدق أن أي فريق يمكن هزيمته». في حين قال جيمس ميلنر، الذي لمع هو الآخر تحت قيادة كلوب حتى في مركز الظهير الأيسر: «هو يقول أشياء قد يفكر فيها كثيرون غيره من المدربين لكنهم لا يعبرون عنها بالقول. هو عاطفي ويقول ما بخاطره، سواء صحيح أو خطأ، والناس تتعلق كثيرا بذلك فهو لا يمثل، وهذا أفضل ما فيه، فما تراه منه هو الحقيقة».
لم تخل الشهور الاثنا عشر الماضية من الأخطاء، منها انهيار الفريق في الشوط الثاني في نهائي بطولة الدوري الأوروبي أمام فريق اشبيلية الإسباني، وهي الذكرى التي لا تزال تؤلم المدرب السابق لفريق بروسيا دورتموند. كذلك يشهد كل من قلب الدفاع ممادو ساكو والمهاجم ماريو بالوتيلي بالنهج المحكم الذي ينتهجه المدرب الذي يجذب الكاميرات وتسلط عليه الأضواء، رغم كراهيته لها.
كانت ذكرى السبت الماضي فرصة وسببا للاحتفال بفترة الراحة الدولية. وصرح إيان إير، المدير التنفيذي لفريق ليفربول، بأنه «لا يعتقد أن كلوب سينسب النجاح لنفسه وحده. فأكبر تغيير رأيناه في الفريق يعود لعدة أسباب، منها انضمام البوسني زيليكو (بوفاك، المساعد الأول للمدرب)، وبيتر(كراويتز، المساعد الثاني للمدرب)، وبيبين ليجندرز (مدرب التطوير المهاري) الذي انتقل للفريق الأول، وجميعهم ساهم في خلق فريق جيد، بالإضافة إلى اتشربرغ (مدرب حراس المرمى). بالإضافة إلى مدرب لياقة بدنية جديد وخبير تغذية الذي انضم للفريق الصيف الماضي».
ويضيف إيان إير «بالنسبة لي، التحدي الأكبر كان في الطاقة التي أوجدها يورغن بالفريق، فهو بالفعل مصدر الطاقة. فهو يمد الفريق بالطاقة الإيجابية، ويتوقع نفس الشيء من الجميع من حوله، وهذا في حد ذاتيه ساهم في تغيير الديناميكية. فأنت لا تدخل في نقاش وتتساءل عن رد فعل الطرف الآخر. من السهل التفاهم معه، وهذا ما ينعكس على الفريق ككل، وعلى طاقم التدريب، والجماهير، وحتى على النادي كمشروع تجاري. فقد انعكس تأثير طاقته على الروح التي ظهر عليها كل من في النادي. لا أعتقد أنه تعمد أن يفعل ذلك، لكن ما رأيناه كان بفعل شخصيته، والنشاط الذي دب في الجميع كان بفعل انتقال عدوى النشاط».
وبالعودة إلى أول مؤتمر صحافي عقده كلوب كمدرب لليفربول، كان من المدهش رؤية كيف أن هذا العدد الضخم من القرارات في هذا اليوم الزاخم تحول إلى واقع ملموس. فبمجرد أن خطا بعيدا عن كاميرات التلفزيون – بعد أن قضى أربعة شهور كاملة في السفر ولعب التنس وقضاء أوقات مسلية مع الأصدقاء والمعارف القريبين والبعيدين – جلس كلوب وسط كمية من الصحف الورقية ونقر بأصبع السبابة على الطاولة، ثم بدأ في رسم خطة محددة الأهداف لليفربول.
على الفريق أن يتمرن على «الهجوم بالكرة» وممارسة الضغط المضاد على الخصم بلا هوادة. قال كلوب: «ليس هذا بمقترح، بل قانون». وفي إشارة دالة على أنه لا يشغل باله كثيرا بلجان التعاقدات والانتقالات والإنفاق، أكد الوافدين الجدد على أن كلوب أكثر اهتماما بتنمية قدرات اللاعبين من معرفة المال المتوفر لشراء مواهب جديدة. أما بشأن اللاعبين المترددين في قبول عرض الانضمام للنادي بسبب عدم مشاركته في مسابقة دوري أبطال أوروبا (تشامبيونز ليغ)، فلن يسعى النادي لإقناعهم، وهو الوعد الذي قطعه كلوب على نفسه ونفذه بالفعل عندما سحب عرضه لضم اللاعب ماريو غوتزة. الرسالة الأهم كانت للنادي بجميع من فيه وهي، بحسب كلوب، خلق جو من «كرة القدم العاطفية»، مضيفا أنه «من المهم للغاية أن نقترب من بعضنا البعض، هم من يؤدون في الملعب ونحن لسنا سوى جماهير. فالمناخ العام في النادي مثالي، لكن لا أحد يستمتع به».
تبنى نادي ليفربول تفعيل قانون الضغط المضاد، في الوقت الذي أظهر فيه العمل الحالي في فترتي الانتقالات (لم تدر حصيلة الانتقالات في الصيف الحالي إلا ربحا ضئيلا) إيمان كلوب الكبير في الفريق الأول الذي ورثه، مع التفكير في المقايضة مع الدوري الألماني (بوندزليغا).
عكَس إحساس الاتحاد بملعب أنفيلد، أي الارتباط بالمكان، تأثير المدرب على فريقه، كما تجلي ذلك في وصوله لمباراة نهائي الكأس مرتين متتاليتين، وأيضا في البداية المبهرة، حيث إن تلك هي المرة الأولى للمدرب التي يقود فيها فريقه من المباراة الأولي في الدوري الإنجليزي الممتاز. جميعنا شاهد رد فعل الجماهير المتحمسة عندما تتغنى باسمه قبيل صافرة النهاية وعند إعلان الفوز على ليستر سيتي، كذلك الصبر الذي تبديه تلك الجماهير عند ضياع فرصة، ورغم ذلك لا يزال هناك الكثير قبل أن يشعر كلوب بالرضا الكامل. والأهم من كل ذلك هو أنه كان أول من طالب بالصبر على الفريق، فقد تعرض فريقه للهزيمة أمام فريق بيرنلي وأدى بشكل ضعيف في الشوط الأول أمام سوانزي سيتي السبت قبل الماضي.
في الليلة التي أعقبت الإعلان عن التعاقد مع كلوب كخليفة لرودجرز، احتفل كلوب بتوقيع عقد مدته ثلاث سنوات بقيمة 7 ملاين جنيه إسترليني في السنة (قبل أن يجرى تعديل العقد ليصبح ست سنوات في يوليو/تموز الماضي) وجرى التوقيع خلال حفل عشاء بفندق هوب ستريت. حضر التوقيع أير، وتوم وارنر مالك النادي، وعدد من طاقم الفريق الذين استمروا بالنادي رغم التغييرات وهم ليجندرز، واشتربرغ، ومدير الأكاديمية أليكس أنغلثروب، واخصائي العلاج الطبيعي السابق كريس مورغان، وطبيب الفريق الأول أندي ماسي.
وأضاف المدير التنفيذي لليفربول قائلا: «باستثنائي أنا وأصحاب النادي، لا أعتقد أن يورغن كان يفكر في غيرنا في الغرفة، لكنه تحدث مع الجميع بشكل عام عما حققه في ناديي دورتموند وماينز بسعيه لجمع شمل الجميع. كان هذا ما تحدث بشأنه كثيرا، تحديدا جمع شمل اللاعبين وأسرهم، وطاقم العمل وأسرهم».
أضاف المدير التنفيذي للنادي أن كلوب «ملم بجميع العاملين في النادي، وهذا يشكل أهميه كبيرة له ويلعب هذا الفكر دورا كبيرا فيما يحققه. ردود أفعاله مع الجماهير في يوم المباراة تعتبر جزءا من هذا الفكر، أي إننا جميعا في قارب واحد، وهذا هو السبب في أنه يشجع الجماهير على الغناء دائما، وأحيانا يطلب منهم التوقف. الموضوع باختصار هو إشراك الجميع في الرحلة، سواء كان في غرفة تضم 10 أفراد أو في إستاد به 50 ألف مشاهد».
روح الجماعة تلك وصلت حتى للاعبي ليفربول السابقين الذين فوجئوا بوجود كلوب بحفل عيد الميلاد (الكريسماس) الذي أقاموه، وقضى ساعات يسمع فيها لقصص من الماضي. كذلك وجه المدرب الدعوة لزوجات اللاعبين وأطفالهم لحضور معسكر تدريبي دافئ أقامه النادي في مارس (آذار) الماضي ببلدة تنريف. وعلى النقيض، فإن الدخول للنادي ببلدة ميلود، أو المقر حسبما يسميه كلوب، أصعب وأكثر تعقيدا بالنسبة لأسر اللاعبين في عهد كلوب، مقارنة بالحال في ظل المدربين السابقين. تتصف جلسات التدريب بالتركيز ومحاكاة لحظات ضربات البداية في أول المباراة. وتشمل الجلسات تعليمات تفصيلية دقيقة، مثل الضغط لتقليل المسافات وتضييق الخيارات المتاحة للخصم.
قال أير، المدير التنفيذي «لن أقول إن النادي نفسه قد تغير بدرجة كبيرة، إذ إن يورغن يريد أن يفهم ما تفعله كلاعب والسبب فيما تفعله في مواقف معينة، وحينها إما أنه سيوافقك الرأي أو سيقول لك أنه لا يرتاح لذلك وسيطلب منك تعديل ما تفعل. فهو منفتح لأقصى درجة، وأمين ومن الصعب جدا الدخول في خلاف معه إن كنت مثله منفتحا وأمينا. الأمر يبدو بسيطا، وهو فعلا كذلك. أريد القول إنه بالفعل غير أشياء بطريقة أشبه بنثر غبار سحري، لكن السر ببساطه يكمن في حسن التواصل، والتعاون، والجهد الوفير والعزيمة. هو شخصية يسهل التعامل معها، وليست له أجندة محددة وليس لديه إحساس بالأنا العليا، ليس هو هذا الرجل. تستطيع القول إنه أحد أكبر الأسماء في إدارة كرة القدم في العالم، لكنه لا يتصرف على هذا الأساس. خارج هذا الإطار، هناك إحساس عام سائد بين الناس وكأنهم يودون أن يسألوه: ماذا تخبئ؟ لكن الحقيقة هي أن ما تراه بعينك هو الحقيقة، ليس أكثر. فالتعامل معه يسير بشكل طبيعي، فسواء كنت عاملا بملعب أنفيلد، أو كنت رئيسا مجلس الإدارة، فإنه يتعامل بطريقة واحدة مع الجميع».
أضاف المدير التنفيذي قائلا: «عملت في السابق مع خمسة مدربين في ليفربول الآن، وثلاثة أو أربعة في أندية أخرى، والحقيقة هي أن المدرب قد يجعل حياة اللاعبين صعبة، وذلك لأن بعض المدربين لا يحبون الصراحة، أو لأنهم يتمسكون بقراراتهم الشخصية، لكن يورغن ليس من هؤلاء. قد يكون بيننا اختلافات في الرأي، لكنك تعرف أنك تستطيع أن تدخل في حوار أمين وصريح مع جروغان وأن ذلك لن يؤثر على العلاقة بينكما بأي حال. فهو مباشر وأمين ويسعد أي إنسان التعامل معه. هكذا يجب أن تسير الأمور عندما يكون الهدف واحدا وهو النجاح لنادي كرة القدم، سواء داخل الملعب أو خارجه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».