تحرك دبلوماسي سعودي ـ خليجي في مجلس الأمن لردع داعمي الإرهاب في اليمن وسوريا

المعلمي لـ «الشرق الأوسط» : أكدنا حق الرياض في الرد على «عدوان الانقلابيين»

عبد الله المعلمي مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي سابق داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك (غيتي)
عبد الله المعلمي مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي سابق داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك (غيتي)
TT

تحرك دبلوماسي سعودي ـ خليجي في مجلس الأمن لردع داعمي الإرهاب في اليمن وسوريا

عبد الله المعلمي مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي سابق داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك (غيتي)
عبد الله المعلمي مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحافي سابق داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك (غيتي)

كشف عبد الله المعلمي، مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عن أن بلاده تنتظر ردا سريعا على الرسالة التي قدمتها الرياض، لرئيس مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، تشدد على ضرورة اتخاذ موقف بشأن تأكيد ضرورة احترام سيادة المملكة، وعدم التمادي في التعدي على المدن والمحافظات السعودية، مشيرا إلى أن بلاده، حذرت المجلس، بأنها تحتفظ بحقها في اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الكفيلة للتصدي لأي عدوان على المناطق السعودية من قبل الانقلابيين عبر الحدود مع اليمن.وقال المعلمي، في اتصال مع الـ«الشرق الأوسط»: «تقدمنا برسالة إلى مجلس الأمن الدولي، اشتملت على قائمة بالهجمات الصاروخية التي شنتها قوات الانقلابيين، عبر الحدود السعودية مع اليمن وطالبنا المجلس بضرورة اتخاذ موقف بشأن تأكيد ضرورة احترام سيادة السعودية». وشددت الرسالة، وفق المعلمي، على ضرورة عدم التمادي في التعدي على المدن والمحافظات السعودية، خصوصا على ضوء الهجوم الصاروخي الأخير الذي قصف في اتجاه الطائف.
وأوضح المعلمي أن هذا الهجوم الصاروخي في داخل السعودية عبر الحدود مع اليمن، يشكل في حدّ ذاته، تطورا نوعيا من حيث نوعية الصواريخ ومداها، مشيرا إلى أن المملكة حذرت من أن الرياض تحتفظ بحقها في اتخاذ كل الإجراءات والتدابير الكفيلة للتصدي لأي عدوان من قبل الانقلابيين.
ووفق مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، فإن السعودية، تنتظر ردا سريعا، حيث قال: «من جانبنا رفعنا الرسالة بهذا الأمر إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، وننتظر ردود الأفعال عليها في أقرب وقت ممكن».
أما فيما يتعلق بمدينة «خميس مشيط»، في قلب منطقة عسير في المملكة، قال المعلمي: «بالفعل، ضمّنا في الرسالة الموجهة لرئيس مجلس الأمن كذلك، كل الهجمات الصاروخية التي وجهت لمناطق أخرى داخل السعودية، منها (خميس) و(نجران) و(جازان) وأماكن أخرى بالإضافة إلى المناطق الحدودية»، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 30 هجوما صاروخيا عبر حدود المملكة، خلال الشهرين الماضيين.
وعلى صعيد المبادرة السعودية - القطرية، بشأن الوضع في سوريا، أكد المعلمي، أنه تم تسليم أكثر من 60 دولة رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي تحتج فيها على الغضب الذي خيّم على العالم بسبب التصعيد الخطير للعنف الذي يرتكبه النظام السوري وحلفاؤه في مدينة حلب.
وقال: «السعودية باستمرار تقود مبادرات الحلول الممكنة لمناصرة الشعب السوري، وفك الحصار عن المناطق التي تقع تحت الحصار في سوريا والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية، وهذا الخطاب يأتي عقب إخفاق مجلس الأمن الدولي، في التوصل إلى قرار بشأن العمل على وقف العمليات العدائية، والقصف العنيف الجوي الوحشي الذي تتعرض له مدينة حلب، وبقية المناطق الواقعة في شمال سوريا».
وأضاف مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة: «لذلك عبرنا عن موقفنا إزاء هذه التطورات وطالبنا مجلس الأمن الدولي بأن يعاود النظر في الوسيلة المناسبة لمواجهة وإيقاف العنف والتصدي للهجمات الوحشية التي يشنها النظام السوري ضد الشعب بلا هوادة»، مشددا على ضرورة إنقاذ الشعب السوري وإيصال المساعدة الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
وأكد المعلمي أن الرسالة شددت على أن الصراع في سوريا، لن يحلّ من خلال العمل العسكري وتأجيج الصراع المسّلح والطائرات في سوريا، وحذرت الرسالة مجلس الأمن من الوقوف في الجانب الخاطئ من التاريخ لفشله في مواجهة الفظائع في سوريا.
وقال المعلمي: «الجميع على يقين، أنه لا مجال لحل الأزمة السورية غير الحل السياسي، باعتبار أن العمل العسكري لن يحسم هذه القضية، لا بد من حل سياسي يستند على بيان جنيف1 الذي نصّ على ضرورة إقامة سلطة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تمهد الطريق إلى نظام سياسي جديد ودستور جديد وانتخابات نيابية ورئاسية جديدة». وزاد بالقول إن «عدم اتخاذ أي إجراء إزاء ما تتعرض له حلب والشعب السوري، يعني بشكل واضح هو إجراء ضد الشعب السوري، وعدم إنقاذ الشعب السوري من هول ما يتعرض له من تقتيل وتشريد وتعذيب يعني ترك الشعب ليقاسي وحده ويلات الهجمات الوحشية من قبل السلطات السورية، وحلفائها، وهذا بطبيعة الحال يشكل موقفا سلبيا لمجلس الأمن الدولي».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.