أحكمت السلطات المصرية، أمس، قبضتها على مسجد الإمام الحسين بوسط القاهرة، بالتزامن مع احتفالات الشيعة بذكرى يوم عاشوراء، وحددت نصف الساعة فقط للصلاة بعد كل أذان، وأغلقت باب المسجد نهائيا مساء أمس، وسط تشديدات ووجود عناصر أمنية داخل وخارج المسجد، خوفا من اندساس عناصر شيعية، للقيام بممارسة الشعائر والطقوس الدينية الخاصة بهم.
وقال مصدر أمني إنه «تم التنبيه على توقيف أي مصل يدخل يشتبه في انتمائه للشيعة، فضلا عن تحفز أجهزة الأمن لمنع توزيع أي منشورات أو مطبوعات عليها عبارات وجمل تدعو لنشر التشيع في البلاد».
وحذرت الحكومة، أمس، من القيام بأي ممارسات طائفية داخل مساجد آل البيت، مشددة على أنها ستواجه كل ذلك بقوة. وتوجد في مصر عدة مقامات وأضرحة ومشاهد لآل البيت، تشرف عليها وتديرها الدولة ممثلة في وزارة الأوقاف، وهي إن كانت مقدسة لدى الشيعة، فإنها تعد مزارات عادية لغالبية المصريين، مثل ضريح الحسين بن علي القريب من الجامع الأزهر بوسط القاهرة (الذي يزعم أن رأس الحسين مدفون فيه)، وضريح السيدة زينب بنت علي (وهي نفسها التي يوجد لها مقام جنوب العاصمة السورية، دمشق) في منطقة السيدة زينب، وضريح السيدة سكينة بنت الحسين، وضريح السيدة نفيسة بنت الحسن، ومقام الإمام علي زين العابدين بن الحسين، ومسجد السيدة عائشة، ومسجد السيدة رقية، وغيرها.
وسادت حالة من الترقب والحذر الشديدين أمس في محيط مسجد الحسين، الذي يرأس مجلس إدارته إبراهيم محلب، مساعد الرئيس المصري للمشروعات القومية، رئيس مجلس الوزراء السابق، لمنع وقوع صدام بين الطرق الصوفية ومن يمارسون الطقوس الشيعية.
وسبق أن قام متشددون والمئات من أهالي عزبة أبو مسلم بمركز أبو النمرس، بالقرب من منطقة الأهرامات المصرية الشهيرة في غرب القاهرة، في يونيو (حزيران) عام 2013 وقت حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، باقتحام منزل يسكنه عدد من الشيعة وأضرموا فيه النار أثناء احتفالهم بليلة النصف من شعبان، وقتلوا 4 أشخاص بينهم حسن شحاتة الذي يدعى الزعيم الروحي لمعتنقي المذهب الشيعي بمصر.
وتقول وزارة الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، إن «ما يحدث من طقوس شيعية لا أصل له في الإسلام، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مشكلات في المجتمع»، مؤكدة أن «المسجد شهد تشديدات أمس، وكذلك بعض المساجد الأخرى التي توجد فيها أضرحة، ولم يسمح لأي شخص بالوجود في مسجد الحسين بعد أداء الصلوات الخمس، وتم غلق أبواب المسجد عقب كل صلاة مباشرة، وغلق المسجد نهائيا مساء أمس».
ويشار إلى أن هناك معركة سنوية بين الائتلافات الشيعية والطرق الصوفية تتزامن مع هذه الذكرى السنوية لعاشوراء، وتنظم بعض الائتلافات المصرية فعاليات في محيط الحسين لمنع وجود الشيعة.
وقال المصدر الأمني إنه «تم الدفع بتشكيلات أمنية لتأمين منطقة الحسين في ذكرى عاشوراء، تخوفا من وقوع أي اشتباكات والتصدي لأي محاولات تخريبية قد تسفر عن اشتباكات وأحداث عنف»، مضيفا أن «أي محاولات من بعض الشيعة للخروج عن التعليمات المتبعة في هذا الشأن أو توزيع مطبوعات أو منشورات، سوف يتم التصدي لها بقوة، وضبط فاعلها على الفور، وذلك طوال يوم أمس».
مصر: «الحسين» في قبضة الأمن.. وتوقيف أي مصل يقوم بممارسات طائفية
السلطات حددت نصف ساعة للصلاة وأغلقت المسجد نهائيًا في المساء
مصر: «الحسين» في قبضة الأمن.. وتوقيف أي مصل يقوم بممارسات طائفية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة