البرلمان العربي يرفض قانون «جاستا».. ويدعو لتشريعات عربية تواجه «الاستعمار الجديد»

الجروان: المخاطر التي تشهدها المنطقة تحتم الاصطفاف لمجابهتها

البرلمان العربي يرفض قانون «جاستا».. ويدعو لتشريعات عربية تواجه «الاستعمار الجديد»
TT

البرلمان العربي يرفض قانون «جاستا».. ويدعو لتشريعات عربية تواجه «الاستعمار الجديد»

البرلمان العربي يرفض قانون «جاستا».. ويدعو لتشريعات عربية تواجه «الاستعمار الجديد»

رفض البرلمان العربي أمس قانون «جاستا» الأميركي ووصفه بأنه «دعوة للاستعمار والقتل والإرهاب والظلم»، وطالب أعضاؤه (الدول العربية) بالتعامل بندية وإصدار تشريع مشترك من الدول العربية والأفريقية بمحاسبة أميركا على جرائمها في الدول العربية والقاهرة الأفريقية.
جاء ذلك خلال فاعليات جلسة دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، التي اختتمت بمدينة شرم الشيخ المصرية، أمس. حيث شنت الدول أعضاء البرلمان العربي هجوما حادا على ما يسمى بقانون «جاستا»، مؤكدين أنه ليس قانون للعدالة، وإنما يعيد المنطقة إلى حقبة الاستعمار القديم، فيما طالب البعض بضرورة سن قوانين عربية لمناهضة الإرهاب والاستعمار الجديد خصوصًا ضد الولايات المتحدة. وخلصت جلسات العمل إلى أن قانون «جاستا» يخالف القوانين والمبادئ باعتباره الخصم والحكم، وهدفه السيطرة على الدول وانتهاك سيادتها ونهب ثرواتها.
وقد تضمن البيان الختامي لانعقاد البرلمان العربي توجيه دعوة إلى أعضاء الكونغرس بإلغاء قانون «جاستا» لما يمثله من إرباك للعلاقات الدولية ويعكس الفكر الاستعماري القديم، ودعا البرلمان نظراءه في البرلمان الأفريقي والإسلامي والأوروبي بالوقوف مع احترام القانون الدولي.
وفى الشأن السوري أعرب البرلمان عن قلقه مما يحدث وحذر من تأزم الأوضاع وجدد إدانته للقصف العشوائي وما أسفر عنه وإدانة العنف ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، وأكد على قرار جامعة الدول العربية واتفاق «جنيف1» واستئناف المفاوضات.
كما دعم الاتفاق السياسي الليبي والمجلس الرئاسي والجيش وطالب بدعمه لمحاربة الإرهاب. وطالب تركيا بالانسحاب الفوري من العراق ورفض كل التدخلات والدعوة إلى تسوية سياسية ومصالحة وطنية. وفي شأن اليمن أكد البرلمان استمرار المشاورات لحل سياسي شامل وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.
وكان أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي قد أكد في كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن ما تشهده المنطقة العربية من مخاطر تهدد وجودها وتمس صميم وجدانها في مناطق عدة من وطننا العربي بات يحتم الاصطفاف والتضامن، ضمن رؤية واستراتيجية عربية موحدة من أجل مجابهة هذه التحديات. قال إن القضية الفلسطينية ستبقى هي القضية المحورية للشعب العربي الكبير التي نؤكد أن حلها حلاً نهائيًا، يعيد للشعب الفلسطيني جميع حقوقه المغتصبة المنصوص عليها دوليًا المتمثلة في استعادة أرضه، وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف سيعيد للأمة قوتها ويعزز وحدتها، ويضمن للمنطقة استقرارها وأمنها، ويؤسس لعالم أكثر عدلاً ومساواة وسلامًا.
وأعلن الجروان وقوف البرلمان العربي خلف عملية إعادة الأمل والتحالف العربي في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية من أجل إعادة الأمن والاستقرار وإعمار اليمن، مدينًا، وبشدة، ما قامت به قوى الإرهاب الظلامية بضرب سفن الإغاثة الإماراتية التي تنقل الجرحى والمساعدات. وأكد الجروان دعم الشعب العراقي في حربه ضد الإرهاب بجميع أشكاله، مشددا على أهمية وحدة العراق وشعبه بكل مكوناته وأطيافه واحترام سيادته وعدم المساس بوحدة أراضيه، وأدان كل أشكال الإرهاب الذي يتعرض له العراق، وشدد على ضرورة حل مشكلة النازحين الذين يربو عددهم على أكثر من ثلاثة ملايين نازح وعودتهم إلى ديارهم التي نزحوا منها بسبب الإرهاب الظلامي.
وقال رئيس البرلمان العربي: «يدخل علينا فصل الشتاء القارس والعديد من أبناء الأمة العربية نازحون ولاجئون يقطنون الخيام التي لا تقيهم بردا ولا مطرا، وبالأخص منهم اللاجئين السوريين، الذين اطلعنا على معاناتهم على أرض الواقع».
وتابع أن المجازر التي تجري يوميا في مدينة حلب السورية تبعث على التساؤل: «أين هو الضمير العالمي؟! وإلى متى سيحتمي خلف الاستنكار والشجب، فالمسؤولية الإنسانية والقانونية الدولية تحتم على شرفاء العالم التدخل الفوري والعاجل من أجل إغاثة المحاصرين السوريين الذين يموتون قتلا وجوعا وبردا وتهجيرا في مشاهد قتل جماعي منافية لكل المواثيق والمعاهدات الدولية».
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، ودعم التوصل إلى حل سياسي عاجل للأزمة بناء على قرارات مؤتمر «جنيف1»، مؤكدا استعداد البرلمان العربي التام للعمل من أجل دعم هذا الحل المنشود.
كما طالب بعدم استغلال الدين والطائفة لتنفيذ أجندات مغرضة تدخل المنطقة في دوامة من الاضطرابات، ما من شأنه تأزيم المواقف وإشعال فتيل المزيد من الأزمات في المنطقة.
وطالب إيران بإنهاء الاحتلال والتجاوب مع مطلب دولة الإمارات في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، بالتفاوض المباشر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.