مقتل قيادات انقلابية في انفجار هز صنعاء عشية مظاهرات ضد الحوثي ـ صالح

التحالف ينفي شنه أي عمليات جوية.. وأصابع الاتهام تدور حول قيام جماعات متصارعة في صنعاء بتدبير الحادث

مقتل قيادات انقلابية في انفجار هز صنعاء عشية مظاهرات ضد الحوثي ـ صالح
TT

مقتل قيادات انقلابية في انفجار هز صنعاء عشية مظاهرات ضد الحوثي ـ صالح

مقتل قيادات انقلابية في انفجار هز صنعاء عشية مظاهرات ضد الحوثي ـ صالح

لقي قادة انقلابيون بارزون مصرعهم أمس، في انفجار ضخم هز العاصمة اليمنية صنعاء، أسقط مئات القتلى والجرحى، بينهم محافظ سابق ومسؤول مواليان للحوثي وصالح.
وفي حين أعلن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن عدم شنه أي عملية جوية في صنعاء أمس، تدور شكوك واتهامات حول علاقة جماعات متصارعة في صنعاء، بتدبير الحادث، في ظل وجود تململ في أوساط الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في صنعاء، وفي ظل توترات تشهدها العاصمة المغتصبة، إثر تواصل مظاهرات احتجاجية باتت تخرج يوميا، واستعدادات لمظاهرات يعتزم ناشطون مناوئون للانقلاب تسييرها اليوم، استجابة لدعوات أطلقت في مواقع التواصل الاجتماعي.
ودوى الانفجار في القاعة الكبرى بشارع الخمسين في صنعاء، وفقا لما ذكرته وكالات الأنباء. وقال شهود عيان إن مجلس العزاء كان مخصصا لوالد وزير الداخلية، جلال الرويشان، الموالي للحوثيين، ولم يعرف ما إذا كان الرويشان موجودا في مراسم العزاء لدى حصول الانفجار. وتداول ناشطون يمنيون شكوكهم عن أزمة انقلابية داخلية خشية من المظاهرات المزمع عقدها اليوم، متسائلين عن كيفية وجود قيادات كبرى في مكان مفتوح من دون حماية، وهي كما تداول الناشطون قد تكون ذريعة أو سببا لقمع المدنيين.
ونفى التحالف العربي شن أي غارات على صنعاء أمس، وأكد في بيان أنه لم ينفذ عمليات عسكرية في صنعاء، وأي ضرورة النظر في «أسباب أخرى». وأعلنت وسائل إعلام مقربة من جماعة الحوثي وصالح مقتل أمين العاصمة السابق اللواء عبد القادر هلال، كما تحدثت وسائل إعلامية عن مصرع خالد، نجل صالح، بالإضافة إلى القيادي الحوثي يوسف المداني، وقائد قوات الأمن المركزي الانقلابي عبد الرزاق المروني. ويعكف يمنيون على النزول اليوم إلى ميادين صنعاء في مسيرات سلمية تندد بممارسات انقلابيي اليمن وجرائمهم كافة. وأدى الحشد الذي نظمه الناشطون على مدار يومين قبيل المظاهرة، بأجهزة أمن الانقلاب إلى اتخاذ خطوات استباقية، بينها قطع تطبيق المحادثات الهاتفية عبر «واتساب»، في خطوة عدها مراقبون «تعكس خوفهم» من المظاهرات التي نشطت تحت وسم «#أنا_نازل».
ويقول متابعون وشهود إن المعاناة بلغت حدًا أوصل الناس إلى قناعة تامة بأن الخروج من معضلة الانقلاب هو إسقاطه عبر الأدوات الشعبية وتفعيل المقاومة الشعبية عبر الاحتجاجات المتنوعة؛ مضيفا أن «السيطرة التي فرضتها الميليشيات الحوثية بالسلاح وإرهاب المجتمع واختطافها للدولة مع حروبها الداخلية ورفضها لأي حلول سياسية مع وضع اقتصادي سيئ، أدت إلى إفلاس الدولة وضرب القطاع الخاص وإفقار المواطنين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.