وجه واين روني اتهامًا لسام ألاردايس المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي بأنه حطمه، محملاً إياه المسؤولية عما يعتبره قائد المنتخب بعض أكثر الانتقادات إجحافًا التي تعرض لها على مدار الأعوام الـ13 التي شارك خلالها بصفوف الفريق الوطني.
وكشف روني عن سخطه إزاء عدم مشاركته في مركز خط الوسط الذي لطالما سعى للمشاركة به في مانشستر يونايتد. وأشار إلى أنه ما يزال يشعر بالألم بسبب التعليقات التي أدلى بها ألاردايس بخصوص تمتعه بكامل الحرية في اختيار المركز الذي يشارك به في صفوف المنتخب الوطني، الأمر الذي أثار انطباعًا عامًا بأن اللاعب صاحب العدد القياسي من الأهداف مع المنتخب يحظى بمعاملة تمييزية لم يسبق لأي لاعب التمتع بها.
واتضح فيما بعد أن ألاردايس أدرك خطأ تصريحاته وأعتذر لروني على متن الطائرة أثناء عودة المنتخب إلى الوطن في أعقاب الفوز على سلوفاكيا بهدف نظيف دون مقابل، الشهر الماضي. ومع ذلك، أعرب اللاعب عن اعتقاده بأنه تعرض لـ«الذبح» بسبب تعليقات المدرب، وكان الغضب ما يزال باديا عليه في وقت كان يتطلع نحو أول مباراة للمنتخب تحت قياد غاريث ساوثغيت أمام مالطة، اليوم. وجاء حديث روني عن مدربه القديم بنبرة تخلو من الود. وعلى خلاف الحال مع الكثير من اللاعبين الآخرين، لم يتحدث روني مع ألاردايس منذ رحيله المشين عن المنتخب، بل وحتى لم يعبأ بتبادل رسائل نصية معه عبر الهاتف.
وينبع غضب روني من حقيقة أن تصريحات ألاردايس سالفة الذكر خلقت انطباعًا بأن اللاعب ربما يختار تكتيكات اللعب أو حتى يتدخل في اختيار تشكيل الفريق - «الأمر البعيد كل البعد عن الحقيقة» - وخلق الموقف برمته لدى روني اعتقادًا بأنه يتعين على ألاردايس التزام المزيد من الحذر في تصريحاته العلنية.
وقال روني، اللاعب المخضرم الذي شارك في 116 مباراة دولية: «هذا جزء من المشاركة في هذا المستوى من كرة القدم. لقد أدرك أنه ارتكب خطأ، وأخبرني ذلك على متن الطائرة أثناء عودتنا إلى أرض الوطن. لقد أدرك ذلك مبكرًا للغاية، لكن للأسف لم تعد لديه الآن فرصة لتصحيح الأمر».
وأضاف قائد المنتخب الإنجليزي: «لقد خرج سام وقال إنني ألعب بالمركز الذي يحلو لي، لكن الحقيقة أنني لعبت بالمركز الذي حددته التوجيهات الصادرة إلي، وفعلت ما طلب مني فعله. إنني ألعب بأي مكان يحدده المدرب، ولا أختار لنفسي المركز الذي أشارك به. لم يحدث أنني ذهبت إليه وقلت: (أريد اللعب هنا أو هناك). لقد لعبت بالمكان الذي طلب مني اللعب به. لقد سببت تصريحاته سوء فهم بالغ وتعرضت للذبح بسببها. لقد عانيت بسببها. وجرى تحطيمي بصور كثيرة مختلفة في وقت أعتقد أنني قدمت أداءً جيدًا».
واستطرد قائلاً: «كان هذا أمرا مبالغا فيه. لقد لعبت في عمق خط الوسط وأعتقد بصدق أنني قدمت أداءً جيدًا، خاصة خلال الشوط الثاني. لقد ساهمت في السيطرة على المباراة. إنني كأي لاعب آخر استعد للمباراة، وحال وقوع الاختيار علي أشارك على النحو الذي يرغبه المدرب، هذا هو الأمر». وأضاف: «بإمكان أي شخص قول ما يعتقده، أو ما يعتقدون أنهم يعرفونه، لكن بالنسبة لي والمدرب واللاعبين فإننا نعلم جيدًا ما ينبغي عمله». وأكد اللاعب على أنه: «لقد اضطلعت بالدور الذي طلب مني القيام به، والتزمت بالتعليمات الصادرة إلى - كان هذا ما حدث فعليًا. إلا أن كل ذلك نسف في لحظة».
وخلال مقابلة موسعة أجريت معه، أجاب روني عن أسئلة بخصوص تراجع مستواه، وإقصاءه عن المشاركة مع مانشستر يونايتد تحت قيادة المدرب الجديد جوزيه مورينهو وانتشار الظنون بأنه مع اقترابه من عيد ميلاده الـ31 ربما يعاني من انطفاء جذوة نشاطه بالنظر إلى أنه بدأ مسيرته الكروية بعالم الاحتراف مبكرًا.. 16 عامًا. من جانبه، اعترف روني أنه يستحق خسارة مكانه في التشكيل الأساسي لمانشستر يونايتد، وأقر بأنه فقد سرعة الأداء التي ساعدته ذات يوم في التحول إلى مهاجم يهابه الجميع، علاوة على أنه أوضح أكثر عن أي وقت مضى اعتقاده بأنه ينبغي أن يشارك في وسط الملعب في هذه المرحلة من مشواره بالملاعب.
وقال: «سمعت الكثيرين يتحدثون عن فترة انتقالية - حسنًا، دعوني أفعل ذلك. لو أن هذا سيحدث حتمًا، فدعوني أفعل ذلك. أشعر أنني أحرم من فرصة اتخاذ السبيل الذي أريده في مشواري بهدف تعزيزه. إنني محروم من فرصة الانتقال من هناك إلى هناك [الهجوم إلى خط الوسط]. إن الجميع يشعر بالحق في الحديث عن حياتك المهنية والقول بأن إمكانك تعزيزها عبر فعل هذا أو ذاك، بينما ينبغي منحك أنت الفرصة للقيام بذلك».
تكمن مشكلة روني على هذا الصعيد في أن مورينهو سبق وأن صرح بأنه لا يراه سوى لاعب مهاجم، ورغم تأكيد روني على أنه سيقبل بتقدير المدرب، فإنه أضاف: «سيأتي وقت، إذا كنت لا ألعب، ربما سيتعين علي خلاله إبداء قدر أكبر من الأنانية بخصوص المركز الذي أرغب المشاركة به وأن أوضح ذلك تمامًا». وفي وقت سابق بدا روني منزعجا من أسئلة بشأن إقالة سام ألاردايس من تدريب منتخب إنجلترا ولم يظهر مبالاة بتعيين ساوثغيت بدلا منه. وقال روني للصحافيين «هذا ليس أمرا يجب أن نقلق بشأنه» تعليقا على إقالة ألاردايس الأسبوع الماضي إثر خدعة صحافية بعدما قاد المنتخب في مباراة واحدة. وأضاف روني: «نحتاج للترابط سويا كمجموعة والتركيز في كرة القدم وأنا متأكد من عدم وجود مشكلة. هذا الجانب لا يعنينا». وتابع: «أنا واثق من أن الاتحاد الإنجليزي قضى أسبوعين شاقين لكن جميع اللاعبين في حالة تركيز مع أنديتهم وفي التدريبات والمباريات». وأقيل ألاردايس بعدما تم تصويره سرا وهو يدلي بتعليقات غير لائقة خلال تحقيق لصحيفة «ديلي تليغراف» بشأن واقعة فساد.
وتعليقا على أفكار ألاردايس بحسب ما ورد في تقرير صحافي أجاب روني: «إنه أمر مخز. رأى الجميع كم كان ألاردايس متحمسا للمنصب وأظهر ذلك للاعبين وأنا متأكد من أنه ندم بشدة لكن هذا قرار الاتحاد الإنجليزي». وسيقود ساوثغيت إنجلترا في المباريات الأربع المقبلة بداية من مواجهة مالطا اليوم ثم أمام سلوفينيا يوم الثلاثاء بتصفيات كأس العالم 2018.
وكما قرر ألاردايس سابقا قال ساوثغيت إن روني سيبقى قائدا لإنجلترا ووصفه «بقائد رائع للمجموعة» رغم أنه فقد مكانه بالتشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد. وبدا روني منزعجا من جديد من أسئلة بشأن تغيير مركزه من مهاجم إلى لاعب وسط في الأشهر الأخيرة. وقال: «باتت ترهقني قليلا أسئلة عن المركز الذي سألعب فيه. أجبت كثيرا على هذا السؤال ويبقى الرد ثابتا.. سألعب في المكان الذي يريده المدرب ولا أفرض نفسي».
وكان روني أعلن في وقت سابق أنه سينهي مشواره الدولي مع منتخب إنجلترا بعد كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا، عقب مشوار طويل مع المنتخب الإنجليزي. وقال روني «أشعر بأنه عندما يأتي كأس العالم في روسيا سيكون الوقت حان لوداع كرة القدم الدولية.. اتخذت قراري». وأضاف: «روسيا ستكون آخر فرصة لكي أفعل شيئا مع إنجلترا لذا سأحاول الاستمتاع خلال العامين القادمين وأتمنى أن أنهي مشواري مع إنجلترا بشكل جيد».
وروني هو هداف منتخب إنجلترا عبر العصور برصيد 53 هدفا وعزز وضعه كواحد من أبرز لاعبي بلاده منذ بدأ اللعب على المستوى الدولي تحت قيادة المدرب سفين جوران إريكسون عام 2004.
روني: ألاردايس حطمني.. وتعليقاته عرضتني للذبح
قائد المنتخب الإنجليزي يتهم مدربه السابق بتوجيه انتقادات جارحة إليه
روني: ألاردايس حطمني.. وتعليقاته عرضتني للذبح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة