تحديات صعبة تواجه تركيا في تعليم اللاجئين السوريين

995 ألفًا من بين نحو 3 ملايين لاجئ في سن الدراسة

وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خلال زيارة له هذا الأسبوع لأحد مراكز اللاجئين السوريين في تركيا (إ.ب.أ)
وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خلال زيارة له هذا الأسبوع لأحد مراكز اللاجئين السوريين في تركيا (إ.ب.أ)
TT

تحديات صعبة تواجه تركيا في تعليم اللاجئين السوريين

وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خلال زيارة له هذا الأسبوع لأحد مراكز اللاجئين السوريين في تركيا (إ.ب.أ)
وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خلال زيارة له هذا الأسبوع لأحد مراكز اللاجئين السوريين في تركيا (إ.ب.أ)

برزت مشكلة إدماج السوريين في النظام التعليمي كأحد التحديات الكبيرة التي تواجهها تركيا التي استقبلت نحو 3 ملايين لاجئ منهم منذ عام 2011 وحتى الآن.
ووقعت وزارة التربية والتعليم التركية وبعثة الاتحاد الأوروبي في تركيا منذ أيام قليلة اتفاقية تتضمن توفير موارد مالية بقيمة 300 مليون يورو مخصصة من الاتحاد بهدف دمج الطلاب السوريين المشمولين بالحماية المؤقتة بنظام التعليم التركي.
الاتفاقية ستمكن الوزارة من توفير دورات تعليمية باللغة التركية لنحو 300 ألف طالب، ودورات تعليمية باللغة العربية لـ40 ألف طالب، وإعادة 10 آلاف طالب متسرب إلى العملية التعليمية، وتقديم دورات تعليمية خاصة (لم يحددها) لـ20 ألف طالب آخرين.
وكشف رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا فرانسيس بيجيوت أن الاتحاد بصدد توفير مورد مالي يبلغ 200 مليون يورو إضافية مخصصة لبناء مدارس.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاقية اللاجئين وإعادة القبول الموقعة مع تركيا في مارس (آذار) الماضي بتقديم 3 مليارات يورو لصالح اللاجئين السوريين في تركيا حتى نهاية 2017، إلى جانب 3 مليارات يورو إضافية تقدم حتى نهاية 2018، في حال نفاد الدفعة الأولى. وتنتقد تركيا الاتحاد الأوروبي لمماطلته في تقديم مساعداته المالية التي وعد بها.
وبدأت وزارة التربية والتعليم التركية عقد دورات تأهيل للمعلمين السوريين للعمل في مراكز تعليم مؤقتة أقامتها تركيا في مخيمات اللاجئين.
وقال قاسم طاهر أوغلو، منسق مركز إصلاحية المؤقت للتدريب والتأهيل في جنوب تركيا، إن وزارة التربية وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، بدأت تنظيم دورات تأهيلية لـ460 معلمًا سوريًا، في منطقتي إصلاحية ونورداغي، بولاية غازي عنتاب.
وأشار طاهر أوغلو إلى أنه تم الانتهاء من دورتين خلال أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) الماضيين بإشراف اختصاصيي تدريب وتأهيل، مشددًا على أن المعلمين الذين لم يتمكنوا من الحصول على الشهادة لن يتمكنوا من التدريس في تلك المراكز.
في الوقت نفسه، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي ويسي كايناك أن 58 في المائة من اللاجئين السوريين في العالم يواصلون حياتهم في المدن التركية. وقال مساعد وكيل وزارة التربية والتعليم التركية أرجان دميرجي إن هدف الوزارة خلال الأعوام الخمسة القادمة، هو دمج جميع الأطفال السوريين تدريجيًا في النظام التعليمي التركي. وأضاف أن الوزارة عملت منذ بداية تدفق اللاجئين، على إلحاق الأطفال بالمدارس، وأنها تعمل في الآونة الأخيرة على تطوير البنية التحتية للمؤسسات التعليمية التركية، لتكون قادرة على استيعاب الأطفال السوريين.
وشدد المسؤول التركي على أن الوزارة تعتزم دمج الأطفال السوريين وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي ومرحلة ما قبل المدرسة في النظام التعليمي التركي، ليتلقوا تعليمهم جنبًا إلى جنب مع الأطفال الأتراك، لذا يجري في هذه المرحلة تهيئة البنى التحتية اللازمة لذلك.
وأضاف أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يبلغ نحو 3 ملايين لاجئ، 50 في المائة منهم تحت سن الـ19 عامًا، وأن عملية دمج الطلاب السوريين في النظام التعليمي التركي تجري بالتشاور مع الحكومة السورية المؤقتة، التي تمثل الشعب السوري في تركيا. ولفت إلى أنه في الوقت الحاضر، هناك 60 ألف طفل سوري يتلقون التعليم جنبًا إلى جنب مع الأطفال الأتراك، إضافة إلى وجود نحو 250 ألف طفل سوري يتلقون التعليم بلغتهم في مراكز التعليم المؤقتة، موضحا أن هناك 995 ألف سوري في سن الدراسة من بين نحو 3 ملايين في تركيا.
وأعلن المجلس الأوروبي في تقريره أول من أمس الثلاثاء، أن هناك 400 ألف طفل سوري بلا تعليم ولا يجدون مكانا بالمدارس في تركيا رغم الجهود التي تبذلها حكومتها في هذا الصدد.
ولم يتطرق التقرير، الذي يغطي الفترة حتى 17 مارس 2016، مع الفترة التي أعقبت محاولة الانقلاب في تركيا في 15يوليو (تموز) الماضي وحالة الطوارئ التي فرضت بعد ذلك.
ووعدت تركيا في فبراير (شباط) الماضي بأن يتمكن جميع أبناء اللاجئين السوريين ممن هم في سن الدراسة، وعددهم 650 ألفًا في سن التعليم الابتدائي ويعيشون في البلاد، من الالتحاق بالمدارس هذا العام.
وقبل بدء العام الدراسي أجرت وزارة التربية والتعليم التركية تعديلاً يتيح للطلاب السوريين الذين يمتلكون بطاقة الحماية المؤقتة، متابعة دراستهم للسنة الدراسية 2016 - 2017 في الثانويات المهنية التابعة للوزارة حسب الشواغر. وأتاح التعديل للطلاب السوريين الذين أتموا دراسة المستوى الأول من برنامج تعليم اللغة التركية في مراكز التربية الشعبية بالمحافظات التركية أو أولئك الذين تمكنوا من النجاح في اختبار المستوى الأول للقراءة والكتابة باللغة التركية، الالتحاق بالصف التاسع في ثانويات الأناضول المهنية والتقنية التابعة لوزارة التربية.
كما يتيح التعديل للطلاب السوريين الذين لا يعرفون اللغة التركية الالتحاق بالصف التاسع في ثانويات الأناضول المهنية والتقنية، بشرط تعلم اللغة التركية خلال الفصل الأول من السنة الدراسية 2016 - 2017 في إطار برنامج لتعليم اللغة التركية ستعده الوزارة ضمن الثانويات.
واستكملت وزارة التربية والتعليم التركية، التجهيزات اللازمة من أجل تقديم التدريب المهني لما يقرب من 100 ألف طالب سوري تحت الحماية المؤقتة في تركيا، اعتبارًا من العام الحالي.
ويواجه السوريون في تركيا مشاكل كبيرة لمواصلة دراستهم بسبب وجود نسبة كبيرة من الطلاب السوريين ممن انقطعوا عن تعليمهم بمختلف المراحل التعليمية، الجامعي وقبل الجامعي وعدم قدرة الدولة على تلبية جميع المتطلبات الضرورية للتعليم والطلاب.
وحتى يتلقى السوري أفضل خدمات التعليم ينبغي عليه امتلاك هوية لاجئ وعليه يتم منح تلك الهوية للاجئين القادمين من الحدود، حيث إنه من دون هوية اللاجئ لا يمكن للسوريين التسجيل في المدارس التركية. ونشأ الكثير من المدارس السورية في تركيا لكن يتم الاعتماد فيها على مدرسين غير متخصصين، بينما يعاني أبناء مهنة التدريس من الاستبعاد من العملية التعليمية. وبحسب إحصائيات رسمية، وصل عدد الطلبة السوريين الذين توجهوا إلى المدارس مع بداية العام الدراسي المنقضي 2015 - 2016 إلى 370 ألفا من مختلف المراحل، يدرسون في المدارس المؤقتة البالغ عددها 230 مدرسة من مرحلة الحضانة والابتدائية والإعدادية والثانوية، فضلاً عن 70 ألفًا آخرين التحقوا بالمدارس الحكومية التركية. في حين ارتفع عدد الطلاب المتسربين من العملية التعليمية إلى 300 ألف طالب. وارتفع عدد الطلاب السوريين في المدارس المرتبطة بوزارة التعليم التركية في أنحاء تركيا في 2015، حيث وصل إلى ضعفي العدد في 2014 الذي كان 38 ألفا و757 طالبا. وزادت السلطات التركية من قدرة استيعاب مراكز التعليم المؤقتة، من 199 ألف طالب إلى 299 ألف طالب. وكان عدد الطلاب السوريين داخل مراكز السكن المؤقتة في مرحلة الحضانة خلال العام الدراسي 2014 - 2015، قد بلغ 8 آلاف و325 طالبا، وعدد طلاب المرحلة الابتدائية 45 ألفا و147 طالبا، والمرحلة الإعدادية 19 ألفا و536 طالبا، والمرحلة الثانوية 9 آلاف و414 طالبا.
أما عدد طلاب مرحلة الحضانة في مراكز التعليم المؤقتة داخل المدن، فقد بلغ 4 آلاف و508 طلاب، وعدد طلاب المرحلة الابتدائية 59 ألفا و450 طالبا، والمرحلة الإعدادية 32 ألفا و407 طلاب، والمرحلة الثانوية 9 آلاف و400 طالب، ليصل العدد الإجمالي منهم إلى 105 آلاف و765 طالبا سوريا.
ويشتكي الطلاب السوريون، وخاصة طلاب الشهادة الثانوية صعوبات كثيرة أثناء دراستهم، أهمها مشكلة المناهج المختلفة عن المنهاج السوري الذي اعتادوا دراسته. حيث كان الطالب يسجل في السابق عن طريق الشهادة الثانوية الليبية، ولكن بعد إدخال منهاج الثانوي من قبل الحكومة المؤقتة حدثت مشكلة بين الشهادتين، ما أدى لوضع امتحان معياري لحاملي الشهادتين لتحديد علامة النجاح لكل طالب يتقدم لمفاضلة القبول في الجامعات.
ويعتبر الامتحان المعياري تجربة جديدة للطلاب السوريين، حيث لم تكن الحكومة المؤقتة تعتمد هذا النوع من الاختبارات، ووفق التجربة الجديدة يجيب الطالب خلال هذا الامتحان على أسئلة متعددة تشمل جميع المواد، من مختلف صفوف المرحلة الثانوية، ضمن مدة لا تتجاوز 3 ساعات.
وامتنع نحو 6 إلى 7 آلاف طالب جامعي عن الاستمرار في الدراسة بسبب بقائهم خارج التعليم لسنوات منذ ترك بلادهم. ويعد الاتحاد الأوروبي شريكًا أساسيًا في دعم مشاريع التعليم في تركيا، من خلال برامج العودة للتعلم والتعلم الذاتي والافتراضي والوسائل اللازمة لتمكين الأطفال من الوصول للتعليم.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.