مبادرة ألمانية لهدنة وحل دبلوماسي في القضية السورية

برلماني أوروبي: الاتفاق فشل لأن روسيا تريد حلاً عسكريًا

مبادرة ألمانية لهدنة وحل دبلوماسي في القضية السورية
TT

مبادرة ألمانية لهدنة وحل دبلوماسي في القضية السورية

مبادرة ألمانية لهدنة وحل دبلوماسي في القضية السورية

قال مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية إن مسؤولين كبارا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، سيجتمعون في برلين، اليوم، لبحث سبل حل الصراع السوري، مؤكدا بذلك تقريرا نشرته صحيفة «تاجشبيغل» اليومية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من وزير الخارجية قوله إن الهدف في مثل هذا الوقت العصيب هو البحث عن اقتراحات بشأن كيفية القضاء على العنف في سوريا والعودة إلى العملية السياسية.
وتسعى الدبلوماسية الألمانية بقوة لإعادة مباحثات السلام حول سوريا بين الجانبين الأميركي والروسي إلى مجاريها، بعد وصولها إلى طريق مسدود بفعل القصف الجوي والهجوم البري الذي تنفذه قوات الأسد على حلب.
وكشفت صحيفة «تاغيستسايتونغ» البرلينية، أمس، عن اجتماع خماسي حول تطورات القضية السورية، ينعقد في العاصمة برلين، ويضم مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والبلد المضيف برلين.
ويأتي اللقاء ضمن المساعي الدبلوماسية التي يبذلها وزير الخارجية الألمانية فرنك - فالتر شتاينماير بهدف التوصل إلى هدنة مؤقتة تتيح للمنظمات الدولية إيصال مساعداتها الإنسانية للمناطق المحاصرة.
ونقلت الصحيفة عن دوائر دبلوماسية ألمانية أن الاجتماع يهدف إلى توحيد إرادة الدول الغربية الخمس لإيجاد الحلول والمقترحات الرامية لوقف النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية تحدثت في تقرير لها عن مساع حثيثة يبذلها عميد الدبلوماسية الألمانية شتاينماير بهدف التوصل إلى هدنة بين الفرقاء المتقاتلين في سوريا، فقد أجرى شتاينماير مكالمة مطولة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل سفره إلى إسرائيل لحضور مراسم تأبين شمعون بيريس، كما تحدث بالموضوع مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري أثناء وجوده في إسرائيل.
ودعا شتاينماير في حديثه مع لافروف إلى التعاون بهدف وقف كارثة إنسانية محدقة في سوريا بعد عودة الأطراف المتنازعة إلى لغة السلاح. وطالب شتاينماير الطرفين الأميركي والروسي بالعودة إلى طاولة المفاوضات في جنيف والتوصل في الأقل إلى اتفاق مؤقت لوقف النار يضمن إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في المدن السورية، خصوصا حلب. وطلب من لافروف الموافقة على هدنة يزيد أمدها على 48 ساعة، وضمان التزام الأسد بها. وقال إنه كلما زاد القصف على حلب، وكلما زاد الهجوم البري على شرق حلب عنفًا، قلت فرص السلام، وقلت فرص فتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
واعتبر شتاينماير مثل هذه الهدنة شعورًا إنسانيًا وأخلاقيًا بالمسؤولية أمام المجتمع الدولي، ودعا دول المنطقة المؤثرة إلى التعاون من أجل دفع عملية السلام في سوريا.
إلى ذلك، عزا نائب في البرلمان الأوروبي عن كتلة حزب الشعب الأوروبي فشل محادثات السلام بشأن سوريا بين روسيا والولايات المتحدة، إلى أهداف موسكو العسكرية.
وقال السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ميشائيل جالر، أمس، في تصريحات لإذاعة ألمانيا نقلتها «وكالة الصحافة الألمانية»، إن روسيا ورئيس النظام السوري بشار الأسد يريدان حلا عسكريا على الأرض، مضيفا أن واشنطن أعلنت لذلك وقف المفاوضات.
وأكد جالر أنه ستتم مواصلة المحادثات بشأن سوريا في إطار الأمم المتحدة، معربا في المقابل عن عدم توقعه التوصل إلى حل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».