الجزائر: أكبر تكتل معارض يحتج على متابعة ناشطين بتهم القذف ضد بوتفليقة

أحزاب «التشاور» لن تشارك في انتخابات البرلمان

من اجتماع لهيئة التشاور والمتابعة للمعارضة الوطنية. («الشرق الأوسط»)
من اجتماع لهيئة التشاور والمتابعة للمعارضة الوطنية. («الشرق الأوسط»)
TT

الجزائر: أكبر تكتل معارض يحتج على متابعة ناشطين بتهم القذف ضد بوتفليقة

من اجتماع لهيئة التشاور والمتابعة للمعارضة الوطنية. («الشرق الأوسط»)
من اجتماع لهيئة التشاور والمتابعة للمعارضة الوطنية. («الشرق الأوسط»)

احتج أكبر تكتل حزبي معارض في الجزائر، أعلن في وقت سابق مقاطعته انتخابات البرلمان المرتقبة في مايو (أيار) المقبل، على متابعة صحافيين وناشطين في شبكة التواصل الاجتماعي، بتهم القذف والإساءة إلى مسؤولين كبار في الدولة.
وأصدرت هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة الوطنية، أمس، مذكرة تتويجا لاجتماعها بالعاصمة، استنكرت فيها «صدور أحكام ثقيلة بالسجن مبنية على أساس متابعات غير مبررة، بذريعة القذف وإهانة رئيس الدولة ضد ناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي»، في إشارة إلى صحافي يدعى محمد تامالت أدانه القضاء شهر يوليو (تموز) الماضي بعامين سجنا نافذا، بسبب التجريح بحق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في قصيدة شعرية نشرها بصفحته الشخصية على «فيسبوك».
وأفاد التكتل المعارض، بأن «عنف النظام السياسي ضد عالم الثقافة والصحافة، امتد إلى المدافعين عن حقوق الإنسان ومناضلي أحزاب سياسية ونقابيين وضباط سامين متقاعدين، وحتى المحامون يتابعون قضائيا أثناء تأدية مهامهم». يشار إلى أن «هيئة التشاور» تضم أحزابا إسلامية أهمها «حركة مجتمع السلم»، ومحافظة مثل «طلائع الحريات» الذي يرأسه رئيس الوزراء سابقا علي بن فليس، وليبرالية مثل «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية».
وجاء في المذكرة أن وسائل إعلام مستقلة عن الحكومة: «تتعرض لضغوط كبيرة بسبب خطها الافتتاحي، تصل إلى حد الغلق التعسفي لقنوات تلفزيونية وجرائد، والحكم على مديري وسائل إعلام وصحافيين بالسجن عقابا لهم على عدم الرضوخ وعدم الولاء للنظام». وأغلقت السلطات العام الماضي فضائيتي «الأطلس» و«الوطن»، بسبب استضافة أشخاص في استديوهاتهما، هاجموا الرئيس وعائلته. وتمت متابعة مدير «الوطن»، وهو قيادي في حزب إسلامي، بتهمة «بث برامج من دون ترخيص من السلطات».
وألغت السلطات في مايو الماضي، صفقة بيع مجمَع «الخبر» الإعلامي المعروف بخطه المعارض للحكومة، لرجل الأعمال يسعد ربراب الشهير بوقوفه ضد توجهات أرباب العمل الموالين للرئيس. وقالت الحكومة إن الصفقة تتعارض مع قانون الإعلام الذي يمنع احتكار وسائل الإعلام بين يدي شخص واحد. وربراب يملك منذ 25 سنة، صحيفة فرنكفونية ذات توجه معارض للحكومة.
وورد في مذكرة «هيئة التشاور»، أن السلطات «تتساهل في اللجوء إلى الحبس الاحتياطي ضد المشتبه فيهم، وتمنعهم من مغادرة التراب الوطني قبل محاكمتهم، وهو ما يعد خرقا لأحكام الدستور وقانون الإجراءات الجزائية الذي يكرس مبدأ قرينة البراءة، ومبدأ الإفراج كقاعدة والحبس الاحتياطي كاستثناء». وأضافت: «في بلدنا لا وجود لسلطة قضائية، بل جهاز قضائي في خدمة عصب النظام المتناحرة، كما لا وجود لسلطة تشريعية بل غرفة تسجيل، ولا وجود لفصل بين السلطات بل وصاية غير مقبولة للسلطة السياسية على العدالة والبرلمان، مما يصادر السيادة الوطنية ويفرض حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن على المواطنين». وترى المعارضة أن القضاء «مجرد جهاز تابع للنظام القائم كبقية المؤسسات الدستورية الأخرى، التي تمكن النظام من إخضاعها لإرادته. فالمحاكم يتم تسخيرها لقمع المجتمع المدني والطبقة السياسة والنقابات ومناضلي حقوق الإنسان». ولاحظت «الهيئة» أن وزارة الداخلية «ترفض منح الترخيص للأحزاب ذات التوجه المعارض، وتحول أحيانا دون تأسيسها، بينما تسمح بنشاط الأحزاب التي تقدم ضمانات الولاء للسلطة القائمة، والهدف من وراء ذلك تشويه الساحة السياسية».
ونددت بـ«شراء ذمم بعض الفئات من المجتمع، بواسطة امتيازات غير مشروعة وتحويلهم إلى زبائن دائمين لمنظومة الحكم». وقالت أيضا، إن السلطة «تتجنب تنظيم انتخابات نزيهة ونظيفة وترفض المسار الديمقراطي السليم، وفي المقابل تدعو الشعب والأحزاب السياسية إلى المشاركة في الانتخابات من دون ضمانات مقنعة، وتسيرها وفق قاعدة الحصص». أما عن التعديلات التي أدخلها الرئيس على الدستور حديثا، فهي في نظر المعارضة: «لا تعدو أن تكون محاولة لتثبيت شبه شرعية للنظام، وتشويها للتعددية السياسية، وتعزيزا لآليات مصادرة الإرادة الشعبية في الاستحقاقات القادمة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.