سوق العقار السعودية تحقق 12 مليار دولار فقط بالربع الثالث من 2016

في أسوأ أداء فصلي منذ 2010 بحسب المؤشرات العقارية

سوق العقار السعودية سجلت أسوأ أداء فصلي منذ نحو 5 أعوام (تصوير: خالد الخميس)
سوق العقار السعودية سجلت أسوأ أداء فصلي منذ نحو 5 أعوام (تصوير: خالد الخميس)
TT

سوق العقار السعودية تحقق 12 مليار دولار فقط بالربع الثالث من 2016

سوق العقار السعودية سجلت أسوأ أداء فصلي منذ نحو 5 أعوام (تصوير: خالد الخميس)
سوق العقار السعودية سجلت أسوأ أداء فصلي منذ نحو 5 أعوام (تصوير: خالد الخميس)

سجلت السوق العقارية السعودية أسوأ أداء لها منذ ما يزيد على 5 سنوات، وذلك خلال الربع الثالث من العام الحالي، إذ بلغت قيمة الصفقات بشقيها «التجاري والسكني» نحو 12 مليار دولار، وهي قيمة متدنية مقارنة بالأعوام السابقة، الأمر الذي يشير إلى اتجاه السيولة المحلية لتسجيل مستويات متدنية جديدة ستنعكس على قيمة العقار بشكل عام.
ويأتي هذا الانخفاض ضمن الآثار المباشرة لقرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء، إضافة إلى تأثير أسعار النفط، والعزوف المتزايد عن عمليات البيع والشراء.
وأشار عقاريون إلى أن ما آلت إليه قيمة المؤشر خلال الأشهر الثلاثة الماضية، هو نتيجة فرض رسوم على الأراضي البيضاء التي بدأ تطبيقها رمضان الماضي، لافتين إلى أن ارتفاع الأسعار هو السبب الرئيس في ما يحدث في السوق العقارية في ظل تناقص السيولة مهما تعددت خيارات التمويل التي يجب أن تكون ركنًا أساسيًا في حال انخفاض الأسعار، وعدم تحميل المستهلك البسيط والكيانات التمويلية مخاطرات عالية قد تنصب على الاقتصاد العام ككل بتحميلها تضخمات غير حقيقية، لافتين إلى أن الحل الوحيد لعودة وقوة السوق هو انخفاض قيمة العقار وهو ما تعمل الحكومة على تحقيقه.
وذكر محمد الوادعي، الذي يدير شركة «نمو العاصمة» العقارية، إلى أن انخفاض الحركة خلال الربع الماضي ليس أمرًا جديدًا، في ظل تخبط السوق وتقلص حركتها إلى نسب كبيرة نتيجة عوامل عدة، متوقعًا أن تزيد نسب الانخفاض أكثر من ذلك خلال الأعوام المقبلة، في ظل تضاؤل السيولة في يد المشترين؛ وهو الأمر الذي يشير إلى حدوث الدورة الاقتصادية المعتادة التي سينحسر عندها التضخم إلى أدنى مستوياته خلال الفترة المقبلة وتسجل الأسعار مستويات جديدة تتجه نحو الهبوط، خصوصًا أن قيمة العقار الآن تتجه نحو الانخفاض - وإن كان بنسب محدودة، وهو أمر إيجابي يوضح حالة السوق خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الوادعي أن هناك فجوة كبيرة بين أسعار العرض وقدرات المشترين، الأمر الذي تسبب في ركود حاد في القطاع، الذي يعتبر الأكثر غرابة من بين القطاعات الاقتصادية الأخرى، لافتًا إلى أن السوق تفرز من وقت لآخر كميات لا بأس بها من العروض، دون أن تجد لها طلبًا يتلاءم معها في السعر أو نوعية الإقبال، إذ إن المستهلك لا يستطيع توفير الأسعار المرتفعة، مضيفًا أن انخفاض معدل الصفقات العقارية أكبر دليل على ذلك.
وطغى الانخفاض على جميع مؤشرات أداء السوق العقارية المحلية الأخرى، إذ انخفض إجمالي صفقات السوق بنهاية الربع الثالث إلى نحو 166.1 ألف صفقة، منخفضًا بنسبة 32.6 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014، وبنسبة انخفاض 21.2 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2015. كما انخفضت أعداد العقارات المبيعة في السوق بنهاية الربع الثالث إلى نحو 178.7 ألف عقار، منخفضة بنسبة 32.5 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014، وبنسبة انخفاض 21.1 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2015.
وشدد خالد الدوسري، الذي يدير عددًا من الاستثمارات العقارية، على أن فقدان السوق هذا المعدل الكبير مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، يحتاج إلى دعم أكبر من ناحية انخفاض السعر. وتابع: «رغم سعي الدولة لاحتواء الأسعار وإعادتها إلى ما كانت عليه عبر سن التشريعات التي تدعو إلى ذلك، إلا أن الحلقة المفقودة تتمثل في ارتفاع أسعار العقار إلى مستويات كبيرة، لا يستطيع كثير من الراغبين الشراء بها، الأمر الذي يعكس الحال في السوق التي تعيش أسوأ أيامها منذ سنوات طويلة في ظل شح السيولة لدى المشترين، خصوصًا لقطاع الإسكان الذي يواجه أيامًا عصيبة في ظل ضبابية الرؤية، وانتظار ما تفضي إليه الرسوم من انخفاض حقيقي في الأسعار، وبالتالي التمكن من الشراء، وبذلك توقف الربح العقاري للمستثمرين».
وأضاف الدوسري أن السوق تترنح بين ارتفاع الأسعار إلى درجة كبيرة، وبطء الحلول لدى المستثمرين الذين لم يستطيعوا معرفة توجه السوق وعقلية المشتري الذي يعزف عن جميع الخيارات نتيجة عدم توافر المال أو وجوده بنسب تقل عن الأسعار الحالية للسوق، لافتًا إلى أن القطاع قد يحقق الكثير من المفاجآت خلال فترة قصيرة، إذ ستقع السوق تحت مقص الرسوم التي ستغير خارطة أداء العقار المحلي، خصوصًا في معدل العرض والطلب وانخفاض الأسعار، خصوصًا أن فقاعة العقار وصلت لأقصى درجاتها بحسب تعبيره.
واعتبر الدوسري أن المشاريع الحكومية غير الربحية لقطاع الإسكان أصبحت الخيار الأكثر ملاءمة حيال معطيات السوق، وأن هناك مشكلة أخرى وهي نقص السيولة، الأمر الذي سيكون له كلمة الفصل في ذلك.
ويعتبر أداء السوق العقارية خلال الربع الأخير الأسوأ منذ الربع الرابع من عام 2010، ويعكس حالة الركود التي تسيطر على السوق، وتراجع معدلات أدائها للعام الثالث على التوالي، ويقف خلف ذلك عوامل رئيسة اقتصاديًا وماليًا، تمثلت في الانخفاض الشديد لأسعار النفط منذ منتصف عام 2014، الذي انعكس انخفاضًا على الإنفاق الحكومي، وبدوره أدى بصورة كبيرة إلى انخفاض معدلات نمو السيولة المحلية والودائع المصرفية، وتباطؤ معدلات نمو الائتمان المحلي، والتمويل العقاري.
إلى ذلك، أكد طارق العريفي، الرئيس التنفيذي لشركة «تمقبل» العقارية، أن مستويات الانخفاض كبيرة وليست محدودة قياسًا ببدء تطبيق الرسوم، إلا أنها تعد مؤشرًا مهمًا للمستقبل الذي سيكون عليه القطاع العقاري، خصوصًا أن المؤشرات العقارية ثابتة ومن الصعب جدًا أن تتحرك إلا في مجال الارتفاع؛ ما يعني أن الانخفاض الحاصل كان من السيناريوهات شبه المستحيلة، إلا أن الواقع الجديد سيجبر الشركات على التعاطي مع الحالة الجديدة، وهي الانخفاض في الطلب الذي سيلقي بظلاله على انخفاض القيمة العامة للعقار بشكل أو بآخر.
ونصح العريفي بتنويع الاستثمارات العقارية، خصوصًا لمن كان يعتمد فقط على عمليات بيع وشراء الأراضي المطورة، إذ إن السيولة لديهم تشهد نزولاً ملحوظًا في ظل توقف عمليات البيع والشراء، رغم توجه بعضهم إلى تجزئة الأراضي إلى مساحات صغيرة لا تتجاوز 350 مترًا في محاولة لبيعها، إلا أنها لم تكن ذات انعكاس ملحوظ على الحركة، مضيفًا أن انتعاش السوق مرتبط بمزيد من الانخفاض، الذي سيمكن الجميع من التملك، ما سيؤدي إلى ازدهار في الحركة العقارية يستفيد منها الجميع.
وتتضح التطورات اللافتة للسوق العقارية المحلية؛ في عمليات بيع واسعة للأراضي بأسعار أدنى بكثير من قبل كبار مالكي الأراضي، وهو أمر كان متوقعًا سابقًا لكن بأدنى من ذلك بكثير، أثناء دراسة آثار بدء تطبيق الرسوم على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني للمدن والمحافظات، وهو ما رسم الشكل الحالي لأداء القطاع.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».