السراج يبحث مع مسؤولين جزائريين الحل السياسي للأزمة الليبية

زيارته إلى الجزائر جاءت لبحث جهود التسوية

السراج يبحث مع مسؤولين جزائريين الحل السياسي للأزمة الليبية
TT

السراج يبحث مع مسؤولين جزائريين الحل السياسي للأزمة الليبية

السراج يبحث مع مسؤولين جزائريين الحل السياسي للأزمة الليبية

بينما أشاد فائز السراج، رئيس «المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية»، بـ«دور الجزائر ودعمها المستمر لليبيا»، قال مصدر حكومي جزائري إنها «تسجل عدم دعوتها للمشاركة في اجتماع باريس»، الذي عقد أمس للدفع بالحل السياسي في ليبيا.
وصرح السراج، الذي كان أمس في زيارة للجزائر، للصحافة المحلية بأن «الليبيين يقدرون دور الجزائر ودعمها المستمر لليبيا في السنوات والعقود الماضية»، مشيرًا إلى أن «العلاقات بين البلدين وثيقة ومتبادلة»، وقال إن زيارته إلى «بلده الثاني» الجزائر التي تنتهي اليوم الثلاثاء، جاءت بدعوة من رئيس الوزراء عبد المالك سلال، وأوضح أن «الهدف منها التشاور حول الوضع الليبي وأملي أن تتوج بنتائج إيجابية».
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن السراج، أن «حكومة الوفاق الوطني الليبية تتمنى الخير والسلام والأمن للبلدين»، وذكرت أن السراج «يبحث خلال زيارته الوضع في ليبيا، والجهود الحالية في إطار التسوية السياسية للأزمة في ليبيا. كما ستكون هذه الزيارة أيضا فرصة لتأكيد موقف الجزائر الدائم والداعم لديناميكية السلم، التي تمت المبادرة بها في هذا البلد، والقائمة على الحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية، في إطار احترام السيادة الوطنية». والتقى السراج رئيس الوزراء سلال ووزير الشؤون الأفريقية والمغاربة وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، ووزير الداخلية نور الدين بدوي. وتناولت مباحثاته مع وزير الداخلية مسألة المهاجرين الليبيين السريَين في الجزائر، الذين استثنتهم السلطات من برنامج ترحيل مكثف يشمل مهاجرين أفارقة.
وأفاد مصدر حكومي جزائري، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، بأن «الجزائر لم توجه لها دعوة للمشاركة في اجتماع باريس»، الذي بحث تطورات العملية السياسية في ليبيا والأوضاع الأمنية بهذا البلد، الذي تجمعه حدود مع الجزائر بطول 900 كلم، وقال إن الجزائر «ليست منزعجة من إبعادها عن هذا الاجتماع، رغم أنها احتضنت أول لقاءات الفاعلين السياسيين في ليبيا»، مشيرًا إلى أن «أي حل سياسي للأزمة يختاره الليبيون، تدعمه الجزائر بغض النظر عن الأماكن التي تعقد فيها الاجتماعات للبحث عن هذا الحل».
وأضاف المصدر، الذي يشتغل على «الملف الليبي» في الحكومة: «نحن نرغب في أن ترعى الأمم المتحدة الحل السياسي في ليبيا، لأن مصلحة الليبيين تقتضي إبعاد الأجندات الخارجية المتداخلة في ليبيا، كون كل أجندة تبحث عن تحقيق مصلحة البلد الذي تمثله». ويفهم من ذلك أن الجزائر تفضل عدم تدخل دول بعيدة عن المنطقة في الشأن الليبي.
وتابع المصدر موضحًا: «حذرنا عام 2011 من التدخل الأجنبي، ومن محاولة فرض حل عسكري في ليبيا، لأننا كنا على دراية بأن الاحتكام إلى القوة سيجلب الخراب إلى ليبيا، وسينعكس ذلك على كامل دول المنطقة وبالخصوص الجزائر»، مشيرًا إلى أن «غياب الحل السياسي يطيل من عمر الإرهاب، ويشجع الجريمة المنظمة».
وأكد المصدر ذاته أن الجزائر «شجعت دومًا الحل السياسي، كضامن أساسي لوحدة ليبيا. فقد قلنا إنه لابد من إطلاق حكومة وحدة وطنية، وبضرورة أن تبقى طرابلس هي العاصمة. وقد تمكننا من إقناع المجلس الرئاسي بمغادرة تونس والدخول إلى طرابلس».
ولفت المصدر إلى أن فايز السرَاج «يصرَح بأن الحكومة تبحث عن إقامة مصالحة وطنية بين الأطراف السياسية، وهي فكرة جزائرية محضة مأخوذة من مشروع المصالحة الوطنية عندنا، الذي صدرناه إلى مالي، ونريد أن يعمل به الأشقاء في ليبيا». وأوضح أن «الجزائريين يشاركون الليبيين أفكارًا ومساعي الهدف منها إخراج البلد من منطق الميليشيا»، مشددا على أن «الجزائر ليست في منافسة مع أي بلد، بخصوص البحث عن حل يعيد الاستقرار إلى ليبيا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.