10 نقاط جديرة بالدراسة من المرحلة السابعة للدوري الإنجليزي

مانشستر سيتي سقط للمرة الأولى وانكشف دفاعه وفينغر نال هديته من الحكام ويونايتد يعاني من سوء الحظ

يد كوتشيلني منحت آرسنال الفوز على سوانزي وقدمت الهدية لفينغر
يد كوتشيلني منحت آرسنال الفوز على سوانزي وقدمت الهدية لفينغر
TT

10 نقاط جديرة بالدراسة من المرحلة السابعة للدوري الإنجليزي

يد كوتشيلني منحت آرسنال الفوز على سوانزي وقدمت الهدية لفينغر
يد كوتشيلني منحت آرسنال الفوز على سوانزي وقدمت الهدية لفينغر

سقط مانشستر سيتي للمرة الأولى هذا الموسم وثبت أن دفاعه وحارس مرماه ليس بالقوة التي يتمتع بها هجومه، فيما نال أرسين فينغر هدية من الحكام في ذكرى احتفاله بمرور 20 سنة على قيادة المدفعجية، بينما ما زالت فرق وستهام وسوانزي وسندرلاند تعاني سوء النتائج، ويونايتد من سوء الحظ، في أبرز 10 نقاط مستخلصة من المرحلة السابعة للدوري الإنجليزي.
1- برافو يبث شعورًا بعدم الارتياح في صفوف مدافعي سيتي
من المعروف أن حارس المرمى الجيد قادر على نشر شعور بالطمأنينة في صفوف زملائه، ـ وربما ينتهي الحال بكلوديو برافو إلى هذا الأداء داخل مانشستر سيتي. ومع ذلك، فإنه يبدو في الوقت الحاضر النقيض للهدوء، ذلك أن حضوره ينشر بين مدافعي فريقه شعورًا بالوهن وعدم الارتياح. في الواقع، قضى برافو مباراته الأخيرة في محاولة الظهور بمظهر شخص غير مبالٍ في مواجهة ضغط مستمر. ورغم أنه نجح بالفعل في إنقاذ مرماه من بعض الأهداف المحتملة، ظل إصراره على تمرير كرات صعبة وبهدوء لأقرانه المدافعين مصدر قلق لهم. في الحقيقة، بدا برافو أشبه بضيف في إحدى الحفلات يصر على أن يهب الجميع واقفين وينخرطوا في الرقص كل خمس دقائق. قلب الدفاع نيكولاس أوتيمندي يتمتع بكثير من الخصال الجيدة، لكنه لا يبدو الشخص المناسب للاضطلاع بدور المنقذ لصد هجمات محتملة ومتكررة كما حدث من جانب لاعبي توتنهام هوتسبر ست أو سبع مرات خلال نصف ساعة.
من يدري، ربما ينجح برافو بمرور الوقت في تحويل خط دفاع مانشستر سيتي إلى ماكينة تمرير جرارة. أما في الوقت الحاضر، فيبدو عنصرًا حساسًا، يلتزم بتعليمات المدرب غوارديولا حرفيًا، في وقت يبدو منطقيًا أكثر أن يلعب المباريات مع وضعه في الاعتبار فكرة وجود أقران له أمامه يمكنهم مساعدته.
2- الحكام يقدمون لفينغر هدية في ذكرى توليه تدريب آرسنال
ليس هناك سوى نقطة واحدة تستحوذ على الاهتمام حاليًا فيما يتعلق باللقاء الذي جرى على استاد تيرف مور، وهي مدى قانونية الهدف الذي جاء في الدقيقة الـ93 من عمر المباراة ليمنح آرسنال خامس فوز له ببطولة الدوري الممتاز على التوالي، ويحرم بيرنلي من النقطة التي كان يستحقها عن جدارة لأدائه المنظم الواثق. وفي الوقت الذي ربما يكون الحكام صائبين في اعتبارهم لوران كوتشيلني داخل الملعب أثناء تعامله مع ضربة الرأس التي أطلقها ثيو والكوت، فإنه ليس هناك ما يبرر إخفاقهم في رؤية اللمسة الأخيرة من جانب اللاعب الدولي الفرنسي بيده على الكرة. في الحقيقة، حتى خلال المباراة ذاتها، ومن داخل المكان المخصص للصحافيين في أعلى الاستاد من الخلف، بدت لمسة اليد واضحة تمامًا. وعليه، فإن هدف الفوز الذي احتسب لصالح آرسنال ربما يعيد إحياء الدعوات للاستعانة بتقنية الفيديو فيما وراء تقنية خط المرمى، لكنها في الواقع لم تكن ضرورية في هذه الحالة على وجه التحديد. وليس هناك عذر لإخفاق الكثير من الحكام داخل الاستاد في رصد التجاوز المتمثل في لمسة اليد. وبذلك، نال أرسين فينغر أفضل هدية ممكنة في الذكرى الـ20 لتوليه مسؤولية تدريب آرسنال ـ والمثير أن الهدية جاءت من جانب الحكم كريغ باوسون ومعاونيه.
3- ما يزال باركلي بعيدًا عن الاستفادة من كامل إمكاناته
نجح روس باركلي، الذي كان قد تعرض بالفعل لتوبيخ قاس وعلني من مدربه رونالد كويمان هذا الموسم، في إعادة إثبات قدراته داخل صفوف إيفرتون، وبذل محاولات للحيلولة دون فقدانه الكرة كثيرًا. ومع هذا، ما يزال الطريق أمامه شاقا وطويلا لاستعادة سابق تألقه. أمام كريستال بالاس، قدم باركلي واحدة من المباريات الضعيفة، لكن تبعًا للمعايير الرفيعة التي أقرها الجميع عند التعامل معه، جاء أداؤه رديئًا للغاية، وظهرت مؤشرات توحي بأن جماهير ملعب غوديسون بارك بدأت تنقلب ضده. في كل الأحوال، سيتعين على اللاعب التأقلم مع هذه الضغوط الإضافية، مثلما قال كويمان لدى تحديده موعدًا نهائيًا أمام اللاعب، موضحًا أنه حال عجزه عن التعامل مع الضغوط لن يكون له مكان داخل الدوري الممتاز. ومن بين ما قاله كويمان أيضًا إن باركلي لم يعد صبيًا، مشددًا أن اللاعب الذي شارك مع المنتخب ويكمل الـ23 من عمره في ديسمبر (كانون الأول) القادم ينبغي أن يكون مثمرًا الآن، لا أن يدور الحديث عن إمكاناته. ورغم ما أثاره من مشاعر إعجاب لصرامته وصراحته في محاولته إعادة تأهيل باركلي، لا يبدو أن كويمان قريب من العثور على الحل الذهبي لمشكلة اللاعب ـ تمامًا مثلما كان الحال مع جميع المدربين الآخرين الذين تعاملوا مع اللاعب وشعروا بالإحباط حيال التفاوت في أدائه. وقد استعان كويمان بكيفين ميرالاس بديلاً عن باركلي، القرار الذي بدا صائبًا، لكن من الواضح أنه لم تكن لديه ثقة كافيه في الدفع بلاعبه الجديد إنير فالنسيا كي يشركه قرب نهاية المباراة رغم أن هدف واحد كان يمكن أن يضمن له الفوز.
4- هل سيلتزم كونتي بالدفاع القائم على ثلاثة لاعبين؟
بدل أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي نهجه المعتاد أمام هال سيتي باختياره تشكيلا يقوم على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع. وقد تخلى عن برانيسلاف إيفانوفيتش، وربما لم تكن مصادفة أن يقدم تشيلسي واحدًا من أقوى عروض أدائه الدفاعي منذ أسابيع. المؤكد أن أداء هال سيتي كان رديئًا، لكن ذلك لا ينفي أن تشيلسي استجاب بصورة جيدة ونجح في التعافي من الهزائم التي مني بها مؤخرًا على يدي آرسنال وليفربول من خلال إدخال تغييرات على تشكيلة الفريق. وفي ظل استمرار إصابة جون تيري، لعب ديفيد لويز في قلب ثلاثة مدافعين في الخلف، يجاوره من الجانبين سيزار أزبيلكويتا وغاري كاهيل، مع اضطلاع فيكتور موزيس وماركوس ألونسو بدور ظهيري الجناح.
لقد تمكن كونتي من استغلال هذا التوظيف بنجاح فيما مضى مع يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، وكان قد تحدث بالفعل عن رغبته في جعل فريقه أكثر تماسكًا في أعقاب عدد من المباريات الأخيرة التي جاء أداء الفريق خلالها واهنًا. والمؤكد أن خط الدفاع كان يخوض عملية تعلم مهمة على مدار المباريات، ليتحول الأداء المرتعش في البداية إلى آخر يعكس مستوى كبير من الثقة. ومن غير الواضح بعد ما إذا كان تيري سيتواءم مع هذا التشكيل الجديد وما إذا كان الفريق بتشكيله الجديد سينجح في الصمود أمام الفرق المتميزة بخطوط هجوم أقوى.
5- روميو يحبط جماهير ليستر
في الوقت الذي لم تستمتع جماهير ليستر سيتي بالأسلوب الذي نجح به ساوثهامبتون من التفوق على فريقهم عددًا وأداءً في وسط الملعب، فإنهم بالتأكيد شعروا بالحنين إلى لاعبهم السابق نيغولو كانتي أثناء مشاهدتهم أوريول روميو على وجه التحديد. ورغم أن اللاعب الإسباني افتقر إلى الأداء الديناميكي النشط الذي كان يتميز به كانتي في وسط الملعب، تظل الحقيقة أنه نجح في التجول عبر أرجاء وسط الملعب بأداء تميز بالقوة والدقة الكبيرة، مثلما كان يفعل مع ساوثهامبتون منذ بداية الموسم. وجاء أداؤه متميزًا للغاية عندما نجح في التصدي لجيمي فادري وإسلام سليماني بعد خطأ ارتكبه فيرجيل فان ديك الذي عادة ما يتسم بالتهور في تصرفاته.
جدير بالذكر أن إصابة بالركبة تسببت في إعاقة مسيرة روميو داخل ستامفورد بريدج، لكن الآن بدأ اللاعب البالغ 25 عامًا في الصعود مجددًا كقوة حقيقية داخل الدوري الممتاز، الأمر الذي ربما يدفع تشيلسي للندم على إقدامه على بيع اللاعب إلى ساوثهامبتون مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني العام الماضي. أما كلود بويل، مدرب ساوثهامبتون، فلم تصدر عنه أي شكوى بخصوص اللاعب. وفي هذا الصدد، قال المدرب الفرنسي: «منذ بداية الموسم، قدم أداءً جيدًا للغاية أمام خط الدفاع. إنه لاعب فني، بجانب قدرته على التصدي للكثير من الكرات. إنه عنصر بالغ الأهمية بالنسبة لنا، فهو يضفي هيكلاً على الفريق، كما أن حضوره مثير للغاية بغض النظر عما إذا كان مستحوذًا على الكرة. باختصار، إنه لاعب يثير الإعجاب».
على جانب آخر من غير المعتقد أن إصابة القدم التي أجبرت سيدريك سواريس لاعب ساوثهامبتون على الخروج في الدقيقة الـ26 من المباراة خطيرة، لكنه قد يخضع لكشف بالأشعة في وقت مبكر من هذا الأسبوع للتأكد من مدى خطورتها.
6- مانشستر يونايتد يترك روني في عزلة أكبر
عجز مانشستر يونايتد عن إلحاق الهزيمة بستوك سيتي، لكن جوزيه مورينهو لم يكن مخطئًا في قوله إن المباراة شهدت أفضل أداء لفريقه منذ انطلاق الموسم. ويعيد هذا التصريح إثارة مسألة مشاركة واين روني، ويوحي بأن الطريق لعودته إلى المشاركة أساسيا ربما يكون أطول قليلاً عما سبق اعتقاده. يذكر أن روني قائد الفريق لم يقع عليه الاختيار مجددًا للمشاركة من البداية في تلك المباراة وهو الذي لم يشارك أيضا في المباراة أمام ليستر سيتي والتي انتهت بفوز مانشستر يونايتد بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. ورغم الاستعانة به كبديل خلال الشوط الثاني أمام النادي الذي يحتل المركز الثاني من القاع بجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، أثبت روني مجددًا عدم فعاليته داخل الملعب.
الآن، من المقرر أن يقود روني المنتخب الإنجليزي خلال العطلة الدولية، لكن هل سيستعين به مانشستر يونايتد أمام ليفربول في اللقاء القادم؟ في الواقع يبدو ذلك غير محتمل. بالطبع من الممكن أن تطرأ الكثير من التغييرات على كرة القدم وفي وقت قصير، لكن يبدو روني حاليًا بحاجة لإصابة واحد (أو ثلاثة) من أفراد التشكيل الأساسي من زملائه كي ينجح في استعادة مكانه داخل الملعب.
7- مويز يستفيد من غرائز فان آنهولت الهجومية
لا يبدي ديفيد مويز حماسًا كبيرًا حيال تشكيل 3 - 5 - 2. لكن الانتقال إلى هذا الأسلوب ولو على نحو مؤقت من الممكن أن يؤتي بنتائج جيدة بالنسبة لسندرلاند الذي ما يزال يسعى وراء تحقيق فوزه الأول في إطار هذا الموسم من الدوري الممتاز. وربما ينجح هذا التشكيل في استثارة أفضل قدرات باتريك فان آنهولت، الذي غالبًا ما يبدو أشبه بنقطة ضعف في مركز الظهير الأيسر، لكنه يتحول إلى مصدر خطر هجومي عندما يشارك كجناح ظهير.
ربما كانت تلك مصادفة، لكن أداء سندرلاند تحسن بعد التحول إلى أسلوب 3 - 5 - 2 بمجرد أن جرت الاستعانة بفان آنهولت بديلاً عن المصاب يان كيرشهوف أثناء المباراة التي انتهت بالتعادل أمام وست بروميتش ألبيون، السبت. وقد نجح البديل في تسجيل هدف التعادل الذي أعطى النادي نقطته الثانية فقط خلال الموسم الجديد. ومع تعرض لي كاترمول للإصابة وربما يغيب كيرشهوف أيضًا لبعض الوقت، فإن تغيير أسلوب اللعب في خط ظهر يتألف من ثلاثة لاعبين ربما يسهم في التمويه على نقاط الضعف التي يعانيها خط وسط سندرلاند، حيث يبدو ديدييه إبراهيم إندونغ النقطة الوحيدة المضيئة.
8- سوانزي في حاجة إلى هداف
وقع سوانزي سيتي في حالة من الفوضى، وبغض النظر عن وضع النادي فيما يتعلق بالمدرب، فإن جميع المؤشرات تشير إلى أن هذا الموسم سيكون طويلاً وعصيبًا. ومع أن المباراتين الأخيرتين حملتا معهما وميض أمل، فإن تقديم أداء جيد لمدة ساعة أمام مانشستر سيتي و45 دقيقة أمام ليفربول غير كاف.
وفي هذا الصدد، أكد لوكاس فابيانسكي أن «الأمر برمته يتعلق بالنتائج، وليس تقديم أداء من الممتع مشاهدته». وما يزال سوانزي سيتي يساوره القلق حيال متى سيبدأ في تسجيل أهداف. جدير بالذكر أن سوانزي سيتي سجل ستة أهداف فقط طوال الموسم، كان نصيب ليروي فير منها أربعة. والملاحظ حاليًا أن الفريق يفتقر إلى المساحات ويفتقد بشدة قيادة آشلي ويليامز. وبالنسبة للمدرب فقد حسم النادي أمره بإقالة الإيطالي فرانشيسكو غيدولين وتعيين الأميركي بوب برادلي. من ناحية أخرى، فإنه على المهاجم بورخا باستون، الذي ضمه النادي مقابل مبلغ قياسي، أن يقدم أداءً متألقًا، وباستطاعة غي سونغ يونغ التألق هو الآخر لو أنه تمكن من استعادة اللياقة التي ظهر بها منذ موسمين. أما جيفرسون مونتيرو، فيبقى السؤال المتعلق به: متى سيعود من حالة التيه التي أصابته؟.
9- هل يستحق ديني مكانا مع المنتخب؟
خلال أسبوع استحوذ خلاله المنتخب الإنجليزي على الاهتمام، تركزت الأنظار داخل ملعب فاكريج رود معقل فريق واتفورد على مدرب بورنموث، إيدي هوي، المرشح لتولي تدريب المنتخب بدلاً عن سام ألارديس، وكذلك لاعب خط الوسط جاك ويلشير الذي بدأ يستعيد لياقته وسابق تألقه. إلا أن الاهتمام الأكبر كان من نصيب تروي ديني، مع تسجيله الهدف 99 لواتفورد، والذي جذب إليه الأنظار بشدة السبت. اللافت أنه داخل نادي يميل إلى تغيير الأفراد بمعدل كبير مثل واتفورد، يبقى ديني بمثابة تعويذة دائمة وذلك في موسمه السابع مع الفريق. ورغم أن هدفه بمرمى بورنموث لم يكن بمستوى روعة أدائه أمام وستهام الشهر الماضي، فإن الهدف يبقى دليلاً على قدرته على الاحتفاظ بالكرة ووضع اللمسة النهائية الناجحة، بجانب كونه مؤشرًا على أنه يقترب من استعادة سابق تألقه.
10- وجوه بيليتش الجديدة تناضل للتأقلم مع وستهام
قدم سيموني زازا بداية ضعيفة لمسيرته مع وستهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأخفق المهاجم المنتقل على سبيل الإعارة من يوفنتوس في تسجيل أهداف حتى الآن. ويعد زازا واحدًا من عدة وجوه جديدة يعمل المدرب سلافين بيليتش على دمجها بأسرع وقت ممكن في ظل ظروف عصيبة يمر بها الفريق. وقد شهد النادي بالفعل توقيع عقود انضمام مزيجًا مثيرًا من اللاعبين الجدد إلى صفوفه، وتنوعوا ما بين لاعبين ناشئين واعدين وآخرين مخضرمين وما بين ذلك. ويبقى التساؤل الأكبر: كيف يمكن لوستهام جعل هؤلاء اللاعبين يشعرون بالسكينة داخل النادي في وقت يناضل النادي نفسه للوصول إلى هذه السكينة المنشودة؟
من جانبه، يولي بيليتش دعمًا كبيرًا للاعبيه الجدد. وعن ذلك، قال: «يحتاج بعض اللاعبين لوقت كي يتأقلموا مع الفريق والتكيف معه ـ وبعد ذلك تأتي مسألة الاستاد الجديد وما إلى غير ذلك. وبالطبع، هم جميعًا لاعبون جيدون وسينجحون، أو على الأقل هذا ما ننتظره منهم. إلا أنه يتعين علينا مساعدتهم على الاستقرار والتأقلم مع هذا البلد الجديد والبيئة الجديدة والدوري الجديد بالنسبة له بأسرع وقت ممكن».
ومع ذلك، فإنه على المدى القصير، يتطلع بيليتش نحو بعض الوجوه الأقدم للعودة إلى الفريق ومعاونته. من بين هؤلاء آرون كريسويل الذي يعاود التدريب مع الفريق أثناء العطلة الدولية، وربما يلحق به ديفارا ساكهول وآندي كارول. ورغم أن سجل كلا المهاجمين لا يخلو من مشكلات، فإن بيليتش ليس في وضع يمكنه من استبعاد أي لاعب إلا إذا اضطر إلى ذلك.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.