«مصر للطيران» تستأنف رحلاتها بين الأقصر ولندن بعد توقفها لمدة عام

إصابة 3 ركاب في تدافع أثناء إخلاء طائرة بمطار القاهرة

«مصر للطيران» تستأنف رحلاتها بين الأقصر ولندن بعد توقفها لمدة عام
TT

«مصر للطيران» تستأنف رحلاتها بين الأقصر ولندن بعد توقفها لمدة عام

«مصر للطيران» تستأنف رحلاتها بين الأقصر ولندن بعد توقفها لمدة عام

فيما أصيب ثلاثة ركاب بسبب تدافع أثناء إخلاء طائرة بمطار القاهرة أمس بعد إنذار كاذب عن نشوب حريق فيها، قالت شركة مصر للطيران إنها ستستأنف رحلاتها الجوية بين الأقصر ولندن اليوم (الاثنين)، بعد توقفها لمدة عام.
وعلقت عدد من الدول الغربية، على رأسها روسيا وبريطانيا، رحلات الطيران إلى مصر، منذ سقوط طائرة الركاب الروسية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، وسط شبه جزيرة سيناء، ومقتل جميع ركابها (224). وتعتقد روسيا ومعظم الدول الغربية، أن الحادث ناجم عن عمل إرهابي، إلا أن اللجنة التي شكلتها مصر للتحقيق قالت إنه «لم يثبت ذلك حتى الآن».
وتسعى القاهرة إلى استئناف حركة الطيران واستعادة السياحة، التي تمثل دعما قويا للاقتصاد المصري والعملة الصعبة. وقال صفوت مسلم، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران، أمس، إنه في إطار حرص الشركة الوطنية على عودة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر؛ كونها أحد أهم مصادر الدخل القومي، قررت «مصر للطيران» إعادة تشغيل رحلاتها الجوية بين مدينتي الأقصر ولندن بعد التعليق المؤقت للخط لمدة عام.
وفقا لبيان الشركة، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإنه من المقرر أن تبدأ أولى رحلات مصر للطيران من الأقصر إلى لندن اعتبارًا من اليوم (الاثنين) 3 أكتوبر من خلال طراز البوينج 737-800 الذي يتسع لـ144 راكبًا بواقع 120 مقعدا للدرجة السياحية، و24 مقعدا لدرجة رجال الأعمال، إضافة إلى رحلات مصر للطيران اليومية إلى مدن أوروبا عن طريق مطار القاهرة الدولي الذي يربط العاصمة بالمدن السياحية المصرية.
وأضاف مسلم «لقد حرصت الشركة خلال الفترة الماضية على استعادة تشغيل الشبكة بكامل طاقاتها؛ وذلك اهتمامًا من (مصر للطيران) بعملائها المنتشرين حول العالم وبما يتوافق مع سياسة العرض والطلب».
وكانت تركيا قد أعلنت الشهر الماضي استئناف رحلات الطيران بين إسطنبول وشرم الشيخ لأول مرة بعد توقفها لنحو عام، كما أعلنت وزارة الخارجية المصرية تسيير 11 رحلة طيران عارض (شارتر) من مدن إيطالية إلى شرم الشيخ بداية من شهر أكتوبر الحالي.
واستقبل مطار شرم الشيخ يوم السبت الماضي أول رحلة طيران مباشرة من مدينة فرانكفورت الألمانية وعلى متنها 170 راكبا، بعد توقفها لمدة عام. وقال شريف فتحي، وزير الطيران المصري، إن ذلك يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة لعودة حركة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية في المدن السياحية المصرية، خصوصا مدينتي شرم الشيخ والغردقة، وذلك بعد توقف دام لنحو عام.
من جانبها، توقعت روسيا استئناف الرحلات في وقت قريب، وقال مكسيم سوكولوف، وزير النقل الروسي قبل أيام «أستطيع أن أقول إن الزملاء المصريين عملوا كثيرا لتأمين سلامة الطيران وفقا للقواعد الدولية».
وتبذل الحكومة المصرية جهودا كبيرة لزيادة إجراءات التأمين في مطاراتها، من أجل طمأنة الدول الغربية. وبدأت شركة «فالكون» الأمنية الخاصة عملها لتأمين الركاب والأمتعة في مطار شرم الشيخ قبل يومين؛ وذلك ضمن الإجراءات التي تتبعها مصر لتأمين مطاراتها.
وأكد الوزير فتحي، أن «فالكون» بدأت المرحلة الأولى من عملها بتأمين الركاب والأمتعة، على أن يكون الشحن الجوي في المرحلة الثانية، وأضاف أن الشركة ستقوم بالتفتيش الإداري للركاب والأمتعة على أن تظل الضبطية القضائية وتأمين المطارات والمنشآت من اختصاص وزارة الداخلية، وسيستمر عملهم جنبا إلى جانب رجال الأمن التابعين لشرطة المطار لفترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة شهور يتم خلالها تسليم وتسلم المهام الخاصة بالإجراءات المحددة للشركة الوطنية (فالكون).
في السياق ذاته، قالت شركة مصر للطيران إن «ثلاثة ركاب أصيبوا أمس بسبب تدافع أثناء إخلاء طائرة تابعة لها بمطار القاهرة بعد إنذار كاذب بنشوب حريق في مخزن البضائع بها». وأضافت أن «قائد الطائرة التي كانت تستعد للإقلاع من القاهرة إلى مدينة لاجوس النيجيرية وعلى متنها 86 راكبا أمر بإخلاء الطائرة لوجود إنذار بنشوب حريق، وأن الركاب تدافعوا؛ مما أدى إلى حدوث الإصابات».
وقال البيان «أثناء اتخاذ الإجراءات الوقائية من رش وتعقيم مخازن العفش (البضائع) الخاصة برحلة الشركة رقم 875 والمتجهة إلى لاجوس قبل إقلاعها.. تسببت عمليات رش الطائرة بمادة التعقيم وتبخرها إلى إعطاء إنذار كاذب بوجود حريق في المخزن».
وأضاف: «حرصا على سلامة الركاب؛ قام قائد الطائرة بإعلان الطاقم بإخلاء الطائرة بهدوء، إلا أن بعض الركاب تدافع أثناء النزول من الطائرة؛ مما أدى إلى إصابة ثلاثة ركاب، وجارٍ تجهيز طائرة أخرى لمواصلة الرحلة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.