كيف تتعامل جماهير الكرة مع خفوت حبها للنجوم؟

التلويح بمناديل بيضاء تعكس تعمد السخرية من اللاعبين أو المدربين الذين وجب التخلص منهم

التلويح بالمناديل البيضاء تعبير من الجماهير بأن الكيل فاض من لاعب أو مدرب يجب التخلص منه
التلويح بالمناديل البيضاء تعبير من الجماهير بأن الكيل فاض من لاعب أو مدرب يجب التخلص منه
TT

كيف تتعامل جماهير الكرة مع خفوت حبها للنجوم؟

التلويح بالمناديل البيضاء تعبير من الجماهير بأن الكيل فاض من لاعب أو مدرب يجب التخلص منه
التلويح بالمناديل البيضاء تعبير من الجماهير بأن الكيل فاض من لاعب أو مدرب يجب التخلص منه

رؤية الجماهير تلوح بالمناديل ليس مشهدًا مألوفًا في الكرة الإنجليزية، عكس الحال في إسبانيا مثلاً، لكن في ضوء كفاح كثير من النجوم أبرزهم واين روني، قد يصبح هذا المشهد معتادًا.
اعتياد جماهير الكرة الإسبانية التلويح بمناديل بيضاء تعكس تعمد السخرية من مدرب النادي والمطالبة بآخر ينتشله من محنته. غير أنه في مصارعة الثيران، فإن لتلك الإشارة دلالة إيجابية، حيث تعني طلب الرحمة للثور بدلاً من قتله، وذلك تقديرًا للشجاعة التي أبداها خلال النزال.
وفي حال قررت السلطات منح العفو، فإنها تعلن القرار بأن تلوح بمنديل برتقالي، وعليه فإن استخدام المناديل يعكس العاطفة السائدة بين الجماهير.
فلو أن نادي مانشستر يونايتد كان فكر في السابق في طريقة لاستخدام منديل بلون معين يعكس عاطفة معينة على مدار 138 عامًا هي تاريخ إنشائه، لكانت هناك الآن وسيلة سهلة في متناول الجماهير بملعب أولد ترافورد يستطيعون التعبير بها عما يجب فعله إزاء لاعبهم روني، فمثلاً التلويح بالمنديل الأخضر يعني السماح له باللعب للعودة إلى مستواه السابق، أو المنديل الأبيض ويعني سحبه من هجوم الفريق، أو المنديل القرنفلي ويعني تجربته في مركز آخر، أو المنديل البني ويعني التخلص منه.
وفي ظل غياب نظام كهذا، فإن التململ والغوغائية وعدم التزام الصمت هي طريقة التعبير عند ذكر اسم الفريق مشتملاً على اسم روني، ثاني أكبر هدافي النادي على مدار تاريخه. فصيحات الاستهجان ليست الأنسب في هذه المرحلة، ومواقع التواصل الاجتماعي هي أشبه بفوضى الدجاج. كذلك فإن أي إنسان يقترح تعليق لافتة من طائرة لن يلقى قبولاً.
فغالبية مشجعي فريق يونايتد يأملون أن يعود روني إلى سابق عهده ولا يتراجع عما يبدو كأنه ذهاب بغير عودة، أو أن جوزيه مورينهو يحسم الأمر بأن يظهر القسوة في التعامل معه تجعل الجماهير لا تتوقع عودة اللاعب. فغالبية الناس لا تحب المبادرة بمهاجمة نجم الفريق حتى إن هدد بالانتقال للفريق المنافس.
فعلت جماهير ستوك سيتي ما هو أصعب من هذا، حيث شاهدنا تخبط مارك هيوز، المدرب الوحيد الذي استطاع قيادة الفريق لنصف النهائي في 3 بطولات في القسم العلوي بعد أن أمتعنا بطريقة لعب فريقه الرائعة. لكن المدربين يبدون أقل تخوفًا، فكما شاهدنا منذ عامين في ملعب ستوك سيتي قامت جماهير آرسنال بمضايقة أرسين فينغر بمحطة القطار بعد هزيمة فريقها أمام الفريق الذي يدربه هيوز. كان ذلك قبل فترة من تعليق اللافتة التي قالت: «شكرًا على الذكريات فقد حان وقت الرحيل»، وشاهدناها جميعًا في ملعب الإمارات. وعلى الجانب الآخر، فإن الانقلاب على اللاعبين العالقين بذاكرتنا يبدو تصرفًا جبانًا، وهذا هو سبب حالة الحزن من موقف نادي ستوك سيتي في قاع جدول الدوري الممتاز.
فجماهير النادي تشعر بحالة حزن شديدة، لكنها صامتة لكن خجلهم يمنعهم من الإشارة إلى أن الأداء المخيب للفريق سببه تراجع مستويات اللاعبين جوناثان والترز، وغلين ويلان، وحتى راين شاوكروس. فكثيرًا ما شاهدنا شاوكروس كمدافع أوسط يرعب الخصوم، وكان سببًا في عدم انحناء فريقه ستوك سيتي أمام منافسيه الأقوى، لكن الحال تبدل ولم يعد هو المدافع الذي لا يقهر بعد أن عانى من إصابات في الظهر ألمت به العام الماضي. لا يزال عمره 28 عامًا، ولذلك فإن أمل التعافي ليس ببعيد، لكن في الوقت الحالي يبدو مستوى اللاعب متواضعًا وغير قادر على إعادة التماسك لدفاعات فريق ستوك، وهو الأمر الذي لن ينعم به المدرب توني بوليس عندما يعود إلى ملعبه القديم مع فريق وست بروميتش ألبيون.
كذلك تبدو فرص التعافي ضئيلة بالنسبة للاعب ويلان (32 عامًا) في حين أن اللاعب والترز (33 عامًا) يمثل مصدر القلق الأكبر. فهؤلاء اللاعبون كانوا سببًا فيما حققته فرقهم في الدوري الممتاز لسنوات كثيرة، نظرًا لما تمتعوا به من خصال مثل النشاط، وعدم الأنانية وخلو الأداء من الاستعراض. سوف يكون من الخطأ المطالبة باستبعادهم من فرقهم، لكن جماهير ستوك تعترف بتحفظ بأن عدم قدرتهم على العطاء في أرض الملعب الآن كما كانت في السابق هي سبب تراجع أداء الفريق.
وتبقى الحقيقة المزعجة أنه حتى الآن لم يظهر من اللاعبين الصغار ما يشجع على جلوس ويلان ووالترز وشاوكروس على مقاعد البدلاء. من ضمن أسباب ذلك الإصابات، والاستثمار غير الملائم، وعدم استغلال الإمكانات المتاحة. فمثلاً وقع اللاعب جينالي إمبولا مقابل 18 مليون جنيه إسترليني في يناير (كانون الثاني)، ولم يرقَ للمستوى الذي يحل فيه محل ويلان. وعندما تعرض زندران شاكيري للإصابة منح هيوز فرصة ضئيلة للاعب رمضان صبحي، الشاب المصري الذي وقع للفريق في الصيف الحالي بهدف تقليل الاعتماد على والترز.
ربما كان ويلان ووالترز وروني إلى حد ما ضحايا لحقيقة أن مدربيهم اعتمدوا عليهم، حتى في الأوقات التي احتاجوا فيها إلى الراحة.
فتعرض والترز للتهميش من قبل، وكان ذلك مع نهاية عهد المدرب بويل، ثم عاد اللاعب بقوة ليصبح اللاعب المحبب لجماهير ستوك، بل ولجماهير غيره من الأندية أيضًا. إذ إن جمهور ستوك من تلك النوعية التي لا تعبر عن سخطها على لاعبيها ممن تقدموا في السن، كما يشهد على ذلك تمثال أقيم في ناديهم للسير ستانلي ماثيو الذي لعب لناديهم حتى احتفل بعيد ميلاده الخمسين بينهم، ليعلن اعتزاله بعدها، قائلاً: «كان قرار الاعتزال خطأ، إذ إنه كان بمقدوري الاستمرار لعامين آخرين».
إن كانت الجرأة وروح الإقدام وحدها تكفي لأن يستمر اللاعب حتى يبلغ الخمسين من عمره، فسيكون والترز الرهان الأفضل، لكن هل الجرأة وحدها تكفي؟
دعونا نتجاوز الإشارات بالمناديل، لأنها تجعل الكبار يذرفون الدمع، ولنتجاوز الصراخ للمطالبة بتقاعد معشوقينا السابقين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».