«هاش».. مطعم الذواقة والمدخنين في لندن

من العناوين المخفية بين أزقة «مايفير» المجهولة

«هاش» والجلسة في الخارج - أطباق تتبدل مع تبدل الفصول - ديكور عصري ومريح
«هاش» والجلسة في الخارج - أطباق تتبدل مع تبدل الفصول - ديكور عصري ومريح
TT

«هاش».. مطعم الذواقة والمدخنين في لندن

«هاش» والجلسة في الخارج - أطباق تتبدل مع تبدل الفصول - ديكور عصري ومريح
«هاش» والجلسة في الخارج - أطباق تتبدل مع تبدل الفصول - ديكور عصري ومريح

روعة وسط لندن تكمن في التنوع الموجود في هذه العاصمة الأنيقة، والميزة التي لا يمكن أن تجدها في أي مكان آخر هي أنها مدينة غامضة تحتفظ بخفاياها لمن يرغب بالاستكشاف، فإذا قمت برحلة مشي في أحياء لندن تكتشف ما لم تكتشفه من قبل وترى ما تراه عينك من ذي قبل، والأهم هو أن هناك أزقة عندما تطأها قدمك تنقلك إلى عالم آخر ومدينة أخرى، وخير دليل على كلامي هذا، منطقة مايفير الراقية، فهي تضم أفخم المحلات وأهم الأسماء العالمية ولكن تحتفظ بأزقة عندما تصلها تشعر وكأنك في قرية ولست في مدينة بعظمة لندن.
وقد تكون أهم عناوين الأكل موزعة حول أحياء مايفير ولكن يبقى هناك عنوان مخفي بعض الشيء، لأنه ليس على مرأى من الجميع ويقع عند زقاق «لانكشير كورت» Lancashire Court، وهذا الزقاق يقع ما بين شارع بوند ستريد وفندق كلاريدجز التاريخي، تصل إليه مشيا على الأقدام فقط، أرضية من الحصى، براح وساحات جميلة تذكرك بالمدن المتوسطية، يطالعك في فيها مطعم «هاش» Hush بطاولاته المتراصة في الخارج صيفا وشتاء، فهو يعتبر متنفسا للمدخنين لأن التدخين مسموح في الحديقة، وتحت مظلات أنيقة وإنارة لافتة، يمكنك أن تتناول طعامك فترة الصباح والغداء والعشاء، فلائحة الطعام منوعة وتعتمد على الأطباق الموسمية وتضم الكثير من المأكولات التي تعتمد على ثمار البحر والخضراوات، ومن ألذ الأطباق التي ننصحك بتذوقها «تارتار التونا أو السلمون» و«الكالاماري المقلي» و«فيش كيك مع صلصة بيضاء وسبانخ» و«رافيولي» من دون أن ننسى أصنافا كثيرة من السلطات على رأسها «البوراتا مع الطماطم» و«برغر هاش مع الجبن».
إضافة إلى الحديقة والجلسة في الخارج هناك جلسات جميلة وأنيقة في الداخل تتوزع على طابقين.
ويعتبر هذا العنوان مغناطيس الموظفين في منطقة مايفير الذين يأتون للتدخين وتناول وجبة لذيذة بعد العمل، أو الذواقة الباحثين عن مكان مخفي لا يصله إلا من جربه أو سمع عنه.
وترى في «هاش» الكثير من العائلات، خاصة وأن موقعه يناسب المتسوقين، فهو يقع مباشرة مقابل محلات «بينك من فيكتوريا سيكريت» الأميركية التي تعتبر المحلات المفضلة لدى المراهقات، لذا ترى المطعم يقدم الشاي الإنجليزي بعد الظهر الذي يجذب الأمهات مع صغيراتهن بعد رحلة تسوق في قلب لندن.
إذا كان المناخ ملائما وتسنى لك الجلوس في الخارج فلا تقلق لأن المكان مدفأ. أما إذا فضلت الجلوس في الداخل فالمقاعد التي يكسوها الجلد الطبيعي مريحة جدا والديكور رائع ولافت، وإذا أردت التوجه لغسل يديلك فستجد نفسك تلتقط الصور للمغاسل المميزة التي تم التركيز على الديكور فيها لتجعلها امتدادا لرونق المطعم المميز.
وبعد النجاح الذي حققه «هاش» على مدى أكثر من 15 عاما افتتح أخيرا فرعا جديدا في منقطة «هولبورن»، فالفرع الثاني يقدم نفس الطعام ولكن أجواءه مختلفة وديكوراته جميلة ولكنها لا تشبه الفرع الرئيسي في مايفير.
الخدمة جيدة، والحجز المسبق ليس ضروريا، ولكن الزيارة الضرورية بين الفينة والأخرى، لأن لائحة الطعام تتبدل بحسب الموسم، والأطباق تعتمد على الشكل الجميل من خلال طريقة التقديم والنكهة، وهناك أطباق كثيرة تناسب الذين يفضلون مشاركة الطعام على طريقة «التاباس» الإسبانية أو المازة اللبنانية.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».