تشكيل لجنة مناصحة للمغرر بهم من أبناء تعز.. والميليشيات تصعد قصفها

تجدد المواجهات في جبهات المحافظة وريفها * محافظ ذمار يشدد على تكاتف جهود الجيش والمقاومة

قوات الجيش اليمني في إحدى جبهات القتال بمدينة تعز (أ.ف.ب)
قوات الجيش اليمني في إحدى جبهات القتال بمدينة تعز (أ.ف.ب)
TT

تشكيل لجنة مناصحة للمغرر بهم من أبناء تعز.. والميليشيات تصعد قصفها

قوات الجيش اليمني في إحدى جبهات القتال بمدينة تعز (أ.ف.ب)
قوات الجيش اليمني في إحدى جبهات القتال بمدينة تعز (أ.ف.ب)

كشف مصدر مطلع في مكتب محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط»، عن تشكيل لجنة تواصل مجتمعية أقرها المحافظ علي المعمري، للتواصل مع جميع الأطراف وكل المغرر بهم من أبناء تعز، خلال الفترة الماضية، الذين انجروا مع الميليشيات الانقلابية والمواقف التي تتعارض مع مصالح أبناء المحافظة.
وأوضح المصدر ذاته أنه «ستكون مهمة اللجنة إعادة المغرر بهم إلى صف الوطن وإلى الشرعية، وعدم الانجرار وراء الميليشيات الانقلابية».
وبالانتقال إلى الجانب الميداني، يواصل الجيش اليمني، وبشكل أقوى مما كان عليه في السابق، تحركاته لاستعادة المواقع التي لا تزال خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي والموالين للمخلوع صالح الانقلابيين، لتحرير كامل محافظة تعز من الميليشيات مع فك الحصار عنها، بعدما فكت الحصار الجزئي عن خط الضباب في أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، الطريق الواصل بين مدينة تعز وقرى الحجرية، مرورا إلى مدينة التربة ومن ثم مدينة عدن الجنوبية.
أمام ذلك، تستميت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، لجعل تعز خاضعة لسيطرتها واستعادة المواقع التي تم دحرهم منها، غير أنها تمنى وبشكل يومي بالخسائر البشرية والمادية الكبيرة جراء المواجهات مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وبإسناد من طيران التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، من خلال شن غاراتها المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات وتعزيزات ومخازن أسلحة الميليشيات في مختلف الجبهات.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إنه «جراء الخسائر الكبيرة التي لحقت بها، من بينها مقتل قيادات ميدانية في صفوف الميليشيات في مدينة تعز وأرياف المحافظة، صعدت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية وبشكل مستمر على مدار الساعة، قصفها العنيف وبشكل هستيري بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية في مدينة تعز وأرياف المحافظة في حيفان والصلو، جنوب المدينة، مخلفة وراءها خسائر مادية وبشرية».
وأضافت: «قصفت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا ومضادات الطيران، أمس، أحياء ثعبات والجحملية، شرق المدينة، وقرى الضباب ومحيط جبل الهان واللواء (35 مدرع)، غربا، والزنوج وعصيفرة، شمالا، إضافة إلى قصفها المستمر على قرى الأحكوم في جبهة حيفان، جنوب مدينة تعز، ورافقها هجوم على المواقع في محاولة منها التقدم واستعادة ما تم دحرهم منها، لكن المقاومة والجيش تمكنوا من دحرهم وتكبيدهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد».
وفي محافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء حيث المعقل الثاني لميليشيات الحوثي بعد محافظة صعدة، أكد محافظ محافظة ذمار، اللواء علي بن محمد القوسي، ضرورة الوقوف بحزم أمام التحركات العسكرية للميليشيات الانقلابية، وبخاصة التحركات الأخيرة التي تحدث شرق قبيلة الحدأ.
وشدد اللواء القوسي، خلال عقده اللقاء الدولي للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة ذمار برئاسة المحافظ وحضور الوكيل الأول للمحافظة وقيادات وأعضاء مجلس المقاومة، على «تكاتف كل الجهود سواء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقبائل المحافظة لدحر عناصر الميليشيات الانقلابية من المحافظة، والتصدي لمحاولاتها التوسع واستحداث المواقع العسكرية شرق الحدأ، على مشارف حدود بني ضبيان خولان التابعة لمحافظة صنعاء، وقيفة رداع بمحافظة البيضاء والحدود الغربية لمحافظة مأرب».
وأشاد بقوات الجيش الوطني ومقاومة ذمار، الذين قال عنهم إنهم «رفعوا رؤوسنا عاليا ببسالتهم وبطولاتهم في الدفاع عن الوطن في مختلف الجبهات ضد الميليشيات الانقلابية، على الرغم من شح الإمكانات».
وبدوره، حذر الوكيل الأول لمحافظة ذمار، الشيخ محمد عبد الوهاب معوضة، من استمرار توسع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية. ونوه بضرورة «الوقوف بجدية أمام ما تقوم به الميليشيات الانقلابية من استحداثات عسكرية، وانتهاكات وجرائم خطيرة وصلت إلى كل منطقة وقرية».
ودعا معوضة «الشرفاء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية في جميع مديريات محافظة ذمار إلى الانحياز للمواطنين، والاصطفاف إلى جانب الجيش الوطني والمقاومة للدفاع عن المواطنين وحمايتهم من جرائم الميليشيات الانقلابية».
من جانبه، قال نائب رئيس المجلس الأعلى لمقاومة ذمار، الشيخ عبد الحميد الضبياني، إن «بلادنا مغتصبة ولا بد من تحريرها، وإن هناك مؤامرة شرق محافظة ذمار من قبل ميليشيات جماعة الحوثي، ويجب التصدي لها سريعا». مشيرا إلى أن «الوضع خطير للغاية، ولا بد من عمل عسكري في الحدود الشرقية لقبيلة الحدأ».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه القبائل بمنطقة بني ضبيان بمحافظة صنعاء، من التصدي وللمرة الثانية لمحاولة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية تحريك قوة عسكرية كبيرة من مقاتليها باتجاه مناطق بني سبأ شرق قبيلة الحدأ بمحافظة ذمار. وكان المتحدث الرسمي لمحافظة صنعاء، عبد اللطيف المرهبي، قد قال في تصريح صحافي، إن «قبائل منطقة ضبيان تمكنوا من التصدي لقوة عسكرية تابعة للميليشيات الانقلابية ومنعها من التمركز بمنطقة النقيل نبعة، الواقعة على تماس مع محافظة ذمار، وتمركزت القبائل في مناطقهم الحدودية مع محافظة ذمار، ولم يسمحوا للميليشيات الانقلابية بالدخول إلى مناطقهم أو المرور منها، والالتفاف على مقاومة قيفة رداع بمحافظة البيضاء».
وتواصل الميليشيات الانقلابية محاولاتها التسلل إلى مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مواقع مختلفة، وبشكل خاص التسلل والوصول إلى حدود مديرية بني ضبيان والتمركز في أطرافها الجنوبية من اتجاه قبيلة الحدأ، التابعة لمحافظة ذمار وإقامة نقاط تفتيش فيها.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.