«حماس» و«فتح» تستبعدان عقد لقاءات أو اتفاقات قريبة في قطر

الطيراوي: إنهاء الانقسام وهم في عقول من لا يفهمون استراتيجية «حماس»

«حماس» و«فتح» تستبعدان عقد لقاءات أو اتفاقات قريبة في قطر
TT

«حماس» و«فتح» تستبعدان عقد لقاءات أو اتفاقات قريبة في قطر

«حماس» و«فتح» تستبعدان عقد لقاءات أو اتفاقات قريبة في قطر

استبعد قياديان كبيران في حركة فتح وحماس عقد أي لقاءات جديدة في قطر، أو توصل مثل هذه اللقاءات إلى حلول، وذلك على الرغم من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين في الحركتين عن وجود اتصالات قطرية بهذا الشأن. وقال القيادي في حركة حماس خليل الحية إن حركته ملت اللقاءات الثنائية مع حركة فتح، وإن حركته تراكم قوتها الآن وتسعى إلى إشعال الانتفاضة من جديد.
وأضاف الحية، وهو عضو مكتب سياسي في حماس، في تصريحات بثها موقع الحركة الرسمي: «نحن مللنا اللقاءات الثنائية ومللنا الاتفاقات والانقلاب عليها، ونحن نقول إنه يوجد اتفاق واضح وقّعت عليه كل الفصائل الفلسطينية.. فتعالوا نجلس بالكل الوطني الفلسطيني لنضع آليات لتطبيقه بكل وطنية وكل مسؤولية». وتابع الحية موضحا: «نحن مع المصالحة قلبا وقالبا، لكننا نريد أن نذهب إلى المصالحة لترتيب بيتنا الفلسطيني حتى نقف في وجه الاحتلال، ومطلبنا اليوم مع ذكرى انتفاضة القدس الأولى بأن نجمع قوانا لترتيب البيت الفلسطيني، وإشعال الانتفاضة من جديد كرد طبيعي على هذه الحالة الفلسطينية العامة». وأكد الحية أن حركته تجمع قوتها وتراكمها وتقويها «لأننا لا نأمن أن يقتحم الاحتلال علينا بيوتنا ومزارعنا في أي وقت، وبالتالي سندافع عن شعبنا»، مضيفا بالقول: «نحن لا نسأم ولا نخجل من القول إننا نراكم قواتنا، لأن العدو يراكم قوته بكل أشكالها، وتدعمه كل قوى العالم ولا يخجل من ذلك، فأميركا أعلنت أنها ستدعمه خلال 10 سنوات بـ36 مليار دولار، لذلك نتمنى من أمتنا العربية والإسلامية أن تدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بمثل هذا الرقم».
وعاد الحية ليهاجم فتح قائلا إن الخلاف معها هو خلاف رؤية ومنهج ومتجذر من سنوات طويلة، وقال بهذا الخصوص: «الخلاف في الساحة الفلسطينية ليس خلافًا على مناصب أو مكاسب، بل على رؤية ومنهج سياسي، وهذا الخلاف متجذر منذ أكثر من 28 عامًا».
وجاءت تصريحات الحية في وقت أعلن فيه مسؤولون في فتح، بينهم الرئيس عباس ورئيس وفد الحركة للمصالحة عزام الأحمد، أن اتصالات قطرية تجري لجمع الوفدين من جديد في قطر. وكانت حوارات سابقة في العاصمة القطرية الدوحة قد فشلت بعد خلاف حول برنامج حكومة الوحدة المرتقبة وموظفي حركة حماس.
وأصرت حماس في المباحثات السابقة على توظيف فوري لجميع موظفي حكومتها السابقة، والبالغ عددهم 54 ألف موظف، ورد وفد فتح بأن هناك لجنة قانونية مستعدة لتوظيف البعض، وتعويض آخرين بحسب ما تقتضيه مصلحة العمل والشواغر، لكن «حماس» رفضت ذلك، كما رفضت الاعتراف ببرنامج الحكومة الحالية كبرنامج للحكومة القادمة، وطلبت إدخال تعديلات.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الخلافات ظلت على حالها ولم يجر حتى حلحلة الملفات فيها. واستبعدت المصادر عقد لقاء قريب بسبب موقف حماس، إذ قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي أمس: «أنا لا أعتقد بأن هناك لقاء مرتقبًا ولا غير مرتقب مع حماس، وفي حال تحققه فسيكون لقاء شكليًا لا يمكن أن يتمخض عنه أي شيء إيجابي نحو أي اتفاق جوهري بخصوص الوحدة الوطنية، التي أتمناها كفلسطيني وطني يؤمن بضرورة وحدة الشعب الفلسطيني ووحدانية تمثيله، وتوحده من أجل الحرية والاستقلال». وأضاف موضحا: «لكن وهم إنهاء الانقسام موجود فقط في عقول من لا يفهمون السياسة، ولا يقرأون استراتيجيات الفكر الذي تنتهجه حركة حماس كحركة داخل فلسطين مرجعيتها خارج البلاد، فهي ملتزمة بأجندة خارجية تتحكم بها حركة الإخوان العالمية، والتي لا تتفق ولا تتقاطع مع الأجندة الوطنية الفلسطينية البحتة، التي تستمد قرارها من شعبها ومصلحتها الوطنية، وهدفها الرئيسي، إنهاء الاحتلال، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.