استبعد قياديان كبيران في حركة فتح وحماس عقد أي لقاءات جديدة في قطر، أو توصل مثل هذه اللقاءات إلى حلول، وذلك على الرغم من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين في الحركتين عن وجود اتصالات قطرية بهذا الشأن. وقال القيادي في حركة حماس خليل الحية إن حركته ملت اللقاءات الثنائية مع حركة فتح، وإن حركته تراكم قوتها الآن وتسعى إلى إشعال الانتفاضة من جديد.
وأضاف الحية، وهو عضو مكتب سياسي في حماس، في تصريحات بثها موقع الحركة الرسمي: «نحن مللنا اللقاءات الثنائية ومللنا الاتفاقات والانقلاب عليها، ونحن نقول إنه يوجد اتفاق واضح وقّعت عليه كل الفصائل الفلسطينية.. فتعالوا نجلس بالكل الوطني الفلسطيني لنضع آليات لتطبيقه بكل وطنية وكل مسؤولية». وتابع الحية موضحا: «نحن مع المصالحة قلبا وقالبا، لكننا نريد أن نذهب إلى المصالحة لترتيب بيتنا الفلسطيني حتى نقف في وجه الاحتلال، ومطلبنا اليوم مع ذكرى انتفاضة القدس الأولى بأن نجمع قوانا لترتيب البيت الفلسطيني، وإشعال الانتفاضة من جديد كرد طبيعي على هذه الحالة الفلسطينية العامة». وأكد الحية أن حركته تجمع قوتها وتراكمها وتقويها «لأننا لا نأمن أن يقتحم الاحتلال علينا بيوتنا ومزارعنا في أي وقت، وبالتالي سندافع عن شعبنا»، مضيفا بالقول: «نحن لا نسأم ولا نخجل من القول إننا نراكم قواتنا، لأن العدو يراكم قوته بكل أشكالها، وتدعمه كل قوى العالم ولا يخجل من ذلك، فأميركا أعلنت أنها ستدعمه خلال 10 سنوات بـ36 مليار دولار، لذلك نتمنى من أمتنا العربية والإسلامية أن تدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بمثل هذا الرقم».
وعاد الحية ليهاجم فتح قائلا إن الخلاف معها هو خلاف رؤية ومنهج ومتجذر من سنوات طويلة، وقال بهذا الخصوص: «الخلاف في الساحة الفلسطينية ليس خلافًا على مناصب أو مكاسب، بل على رؤية ومنهج سياسي، وهذا الخلاف متجذر منذ أكثر من 28 عامًا».
وجاءت تصريحات الحية في وقت أعلن فيه مسؤولون في فتح، بينهم الرئيس عباس ورئيس وفد الحركة للمصالحة عزام الأحمد، أن اتصالات قطرية تجري لجمع الوفدين من جديد في قطر. وكانت حوارات سابقة في العاصمة القطرية الدوحة قد فشلت بعد خلاف حول برنامج حكومة الوحدة المرتقبة وموظفي حركة حماس.
وأصرت حماس في المباحثات السابقة على توظيف فوري لجميع موظفي حكومتها السابقة، والبالغ عددهم 54 ألف موظف، ورد وفد فتح بأن هناك لجنة قانونية مستعدة لتوظيف البعض، وتعويض آخرين بحسب ما تقتضيه مصلحة العمل والشواغر، لكن «حماس» رفضت ذلك، كما رفضت الاعتراف ببرنامج الحكومة الحالية كبرنامج للحكومة القادمة، وطلبت إدخال تعديلات.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الخلافات ظلت على حالها ولم يجر حتى حلحلة الملفات فيها. واستبعدت المصادر عقد لقاء قريب بسبب موقف حماس، إذ قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي أمس: «أنا لا أعتقد بأن هناك لقاء مرتقبًا ولا غير مرتقب مع حماس، وفي حال تحققه فسيكون لقاء شكليًا لا يمكن أن يتمخض عنه أي شيء إيجابي نحو أي اتفاق جوهري بخصوص الوحدة الوطنية، التي أتمناها كفلسطيني وطني يؤمن بضرورة وحدة الشعب الفلسطيني ووحدانية تمثيله، وتوحده من أجل الحرية والاستقلال». وأضاف موضحا: «لكن وهم إنهاء الانقسام موجود فقط في عقول من لا يفهمون السياسة، ولا يقرأون استراتيجيات الفكر الذي تنتهجه حركة حماس كحركة داخل فلسطين مرجعيتها خارج البلاد، فهي ملتزمة بأجندة خارجية تتحكم بها حركة الإخوان العالمية، والتي لا تتفق ولا تتقاطع مع الأجندة الوطنية الفلسطينية البحتة، التي تستمد قرارها من شعبها ومصلحتها الوطنية، وهدفها الرئيسي، إنهاء الاحتلال، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».
«حماس» و«فتح» تستبعدان عقد لقاءات أو اتفاقات قريبة في قطر
الطيراوي: إنهاء الانقسام وهم في عقول من لا يفهمون استراتيجية «حماس»
«حماس» و«فتح» تستبعدان عقد لقاءات أو اتفاقات قريبة في قطر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة