تحرير 5 مواقع استراتيجية جديدة في كهبوب

تحرير 5 مواقع استراتيجية جديدة في كهبوب
TT

تحرير 5 مواقع استراتيجية جديدة في كهبوب

تحرير 5 مواقع استراتيجية جديدة في كهبوب

تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة في جبهات منطقة كهبوب الاستراتيجية المطلة على ممر الملاحة الدولية «باب المندب» غرب محافظة لحج، بعد معارك عنيفة خلال الـ24 ساعة الماضية، من تحرير واستعادة عدد من المواقع شرق وجنوب جبهة كهبوب، التي تحاول الميليشيات العودة إليها بعد أن تم دحرها منها لأهميتها وكونها منطقة عسكرية مهمة تؤدي للوصول إلى باب المندب، الممر الدولي المهم للمنطقة والإقليم.
وقال أحمد عاطف الصبيحي، ناطق جبهات المضاربة وكهبوب، إن عناصر الجيش الوطني والمقاومة بقيادة العميد عبد الغني الصبيحي، قائد لواء زائد والمحور الغربي للمندب، استطاعت عقب معارك عنيفة استعادة وتحرير 5 من أهم المواقع التي كانت تسيطر عليها قوات موالية للحوثيين وصالح حتى وقت سابق في جنوب شرقي منطقة كهبوب، مؤكدًا سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين في حين شوهدت الأطقم التابعة للحوثيين وصالح وهي تهرع للمكان لانتشال جثث ضحاياهم.
ولفت عاطف إلى أنه كان للحضور اليومي لقيادة المقاومة والجيش بجبهات كهبوب وإشرافها المباشر على المعارك ووقوفها في الميدان أثر وحافز طيب في نفوس المقاتلين، مؤكدًا في الوقت نفسه اعتزام قيادة لواء زايد والمحور الغربي والمقاومة في تطهير كامل المناطق الحدودية في كهبوب والمضاربة ورأس العارة.
بدوره، قال العميد عبد الغني الصبيحي، قائد لواء زايد، وقائد معارك كهبوب، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن عددا من السلسلة الجبلية الصحراوية جنوب شرقي كهبوب باتت اليوم تحت حصار قوات الجيش الوطني والمقاومة، مشيرًا إلى أن سقوطها من أيدي الانقلابيين هي مسألة وقت ليس لا، مرجعًا ذلك إلى كميات الألغام الكبيرة التي زرعتها الميليشيات في صحاري وسلسلة الجبال الممتدة من كهبوب غرب محافظة لحج حتى مشارف مديرية ذباب التابعة لمحافظة تعز والخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
في حين لا تزال المواجهات تشتد بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة، وقوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة ثانية، بناطق شمال غربي كرش الاستراتيجية الرابطة بين محافظتي تعز ولحج، حيث تتركز المواجهات وسط عمليات كر وفر بمناطق التبة الحمراء والمواقع القريبة من منطقة الشريجة وسلسلة جبال القبيطة على مشارف محافظة تعز وسط البلاد.
وجدد طيران التحالف العربي في وقت متأخر من مساء أول من أمس استهدافه تعزيزات عسكرية للميليشيات الانقلابية قادمة من محافظة البيضاء في منطقة المعيقيب ببلاد المفتاح غرب النقوب، وهو مكان استراتيجي يربط ثلاث المحافظات ويشكل معقل تجمع عناصر وتعزيزات الميليشيات.
وقال ناطق اللواء 19 مشاه في بيحان، عبد الكريم البرحي، إن الميليشيات الانقلابية عاودت أمس وأول من أمس قصفها العشوائي باستهداف مناطق مأهولة بالسكان المدنيين بصواريخ الكاتيوشا ومختلف أنواع الأسلحة، وإن تعمد الميليشيات القصف العشوائي لم يكن جديدا على ميليشيات لا تجيد سوى القتل والدمار والإرهاب، فدائما ما يلجأ الحوثيون في حربهم إلى استهداف المواطنين في محاولة منهم للتأثير على معنويات أبنائهم المرابطين في جبهات التصدي لأذرع إيران الإرهابية، ولكي ينتقموا من مجتمع لم ولن يكون حاضنا لهم ولأفكارهم الظلامية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.