أطلق عشرات النخب والناشطين الشيعة في لبنان «نداء حلب»: «لا تقتلوا الحسين مرتين»، نددوا فيه بالمجزرة المستمرة على عاصمة شمال سوريا وثاني كبرى مدنها. ودعوا على أبواب شهر محرم وذكرى عاشوراء، القيادة الإيرانية وما يسمّى «حزب الله» إلى «الإنصات إلى صوت الضمير الشيعي، الرافض للظلم والطغيان والمنحاز إلى المظلومين». وطالبوا بـ«إعادة النظر في قرار الانخراط مع نظام الأسد الغارق في دماء السوريين ضد الأكثرية من أبناء الشعب السوري». في وقت دعا الناشط السياسي لقمان سليم إلى «ثورة وطنية شاملة ضدّ (حزب الله) لا تبالي بالمخاطر ولا ترهبها التهديدات الأمنية».
النداء الذي فتحت له صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي ««فيسبوك»» للتوقيع عليه، حمل توقيع عشرات من النخب والناشطين من أبناء الطائفة الشيعة في لبنان، أبرزهم: المحامي غالب ياغي، ومالك كامل مروة، والشيخ عباس الجوهري، وعماد قميحة، وأحمد مطر، ومصطفى هاني فحص، ومحمد عقل، وعلي محمد حسن الأمين، وغيرهم، معتبرين أن «العمليات العسكرية الروسية في سوريا ضد الناس، تعدّت بشاعات القتل والهدم والقصف العشوائي، إلى عمليات الإبادة الجماعية في حلب، وهي ترتقي إلى مصاف جرائم حرب». ورأوا أن «ما جرى ويجري في القلمون والمناطق المحاذية للحدود الشرقية مع لبنان، من قبل ميليشيات إيران وما يسمى (حزب الله) هو تطهير عرقي من خلال عمليات اقتلاع شعب من أرضه». وقالوا: «إننا بصفتنا شيعة مستقلين لبنانيين عربا، نعلن أننا براء من دم السوريين ومقولات النصر المدمّر، وبراء من لعبة الصفقات الإيرانية - الروسية - الإسرائيلية».
ورغم السقف المرتفع لهذا النداء، فإن رئيس مركز «أمم للدراسات» الناشط السياسي الشيعي لقمان سليم، اعتبر أنه «بالإمكان فعل شيء أهم وأكثر فاعلية من النداءات التي لن تبدّل شيئا في الواقع». وأكد سليم، لـ«الشرق الأوسط»، أن اللبنانيين «كانوا في السنوات الماضية تحت الاحتلال البعثي، ولم يكتفوا بالبيانات، وأقدموا على خطوات حررت لبنان من هذا الاحتلال»، لافتًا إلى أنه «عندما تكون السكين على رقابنا لن تنفع النداءات، المطلوب سقفه أعلى بكثير ويحتاج إلى خطوات جريئة جدًا، نواجه (حزب الله) وكل شركائه المتورطين في الدم السوري».
ولم يتوقف النداء عند حدود ما يسمى «حزب الله»، إذ خاطبوا طهران قائلين: «من موقع الحرص والمسؤولية الإنسانية والتاريخية، يا إخوتنا في (حزب الله) يا قادة إيران، في الأول من محرّم. اسمعوا صوت الضمير الشيعي الحي من لبنان: لا تقتلوا الحسين مرتين!، لا تذبحوا عبد الله الرضيع وترموه تحت بنايات حلب المتهاوية، لا تكونوا عونًا ونصيرًا للنظام السوري الذي غرق بدماء شعبه». وتوجه الناشطون إلى قادة إيران وما يسمّى «حزب الله» قائلين: «ارفعوا أيديكم وحراب أسلحتكم عن غور أطفال حلب ونسائها. ثقوا في أن الشعب السوري لن يتراجع عن دفن نظام الأسد وهو يسير نحو النصر. لا تكونوا في محرّم الحرام مع قاتلي الإمام الحسين. يا مقاتلي (حزب الله) لا تؤسسوا لثارات لا تنتهي حرارة دمها لمئات السنين. لا تكونوا سببا في حروب ثأرية مذهبية مفتوحة بين غالبية سنيّة وقلّة شيعية في بلاد العرب»، مؤكدين أن «دم السوريين وبيوتهم حرام علينا بشريعة الله وكل الشرائع الإنسانية، وهم الذين كانوا ظهيرنا في كل اعتداء إسرائيلي منذ نشأ هذا الكيان على حدود بلادنا وبلادهم».
وفي تحذير مبطّن من خطورة ما يواجهه لبنان، قال لقمان سليم إن «لبنان يعيش الآن تحت الاحتلال (الإيراني - الحزب اللّهي)، الذي يعيد النفوذ البعثي إلى ساحتنا من حيث لا ندري». ودعا إلى «ثورة لا تكون شيعية فقط، بل ثورة وطنية يقودها طليعة لبنانية لا تبالي بالمخاطر، ولا يرهبها تهديد السلم الأهلي، نقول لسنا شركاء مع (حزب الله) لا في الداخل ولا في الخارج». وقال: «ربما نحتاج إلى خطوات قريبة من الجنون تثبت براءتنا من (حزب الله) وكل ما يفعله حسن نصر الله ومن هو فوق حسن نصر الله وتحته وإلى جانبه».
وتابع النداء: «إننا كشيعة لبنانيين عرب، نرفض عمليات التجويع والقتل المنظم الذي يدمّر حلب الشهباء أقدم مدينة في التاريخ، وندين ضرب البنى التحتية من مستشفيات ومطارات والكهرباء ومراكز مياه الشفة ونشجب استهداف الملاجئ بقنابل فراغية وفتّاكة استعملتها روسيا في الشيشان، وها هو الرئيس الروسي يستخدمها ضد المناطق المحرّرة في سوريا ولا يواصل ضرب (داعش)». وقال: «في الأول من محرم الحرام، نناشد ما تبقى من الضمائر الحيّة أن أوقفوا حربكم (المقدسة)، فهي حرام عليكم، لأنها تستهدف أهل المدينة ومعارضيها وثوارها. فإذا كنتم تظنون يا مسلمي (حزب الله) أنكم تقاتلون تنظيم داعش فأنتم دخلتم سوريا قبل (داعش) بعام ونيّف. وإذا كنتم تعتبرون الشعب السوري وأطيافه السياسية أعداءكم، فها هم باتوا يشكلون ثلث سكان لبنان، وكل أسبوع توقف قوى الأمن اللبناني عشرات الدواعش المنتشرين على كل الأراضي اللبنانية».
وفي صرخة مدوية، قال موقعو النداء: «يا أحرار الشيعة في العالم، يا كل العالم الحرّ. في الأول من محرّم وأيام كربلاء الحسين، نعلن نحن بصوت الضمير العميق لشيعة لبنان أننا براء من جرائم بوتين والأسد ضد شعبنا السوري الثائر والمظلوم، نعلن تضامننا مع أهلنا المنكوبين المقصوفين، ونقول لهم في الأول من محرم لكم بالإمام الحسين أسوة».
ناشطون ونخب شيعية لبنانيون يطلقون «نداء حلب»: لا تقتلوا الحسين مرتين
باحث سياسي يدعو لإطلاق ثورة ضد «حزب الله» لا تبالي بالمخاطر والتهديدات
ناشطون ونخب شيعية لبنانيون يطلقون «نداء حلب»: لا تقتلوا الحسين مرتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة