خبراء ومحللون أتراك لـ «الشرق الأوسط»:«جاستا» قانون «سياسي» سيضر أميركا

أكدوا أن المملكة بعيدة عن مرماه وأنه انتقاص من سيادة الدول

خبراء ومحللون أتراك لـ «الشرق الأوسط»:«جاستا» قانون «سياسي» سيضر أميركا
TT

خبراء ومحللون أتراك لـ «الشرق الأوسط»:«جاستا» قانون «سياسي» سيضر أميركا

خبراء ومحللون أتراك لـ «الشرق الأوسط»:«جاستا» قانون «سياسي» سيضر أميركا

رأى خبراء ومحللون أتراك أن قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» الأميركي أو ما يعرف بـ«جاستا» لن يؤثر على السعودية، معتبرين أنه صدر بدوافع سياسية وأن هناك دولا أخرى يمكن أن تتأثر سلبا من هذا القانون بشكل يفوق المملكة بكثير.
وقال خبير مكافحة الإرهاب، مراد شنر، إن الولايات المتحدة ربما تتضرر أكثر من هذا القانون الذي استخدم الرئيس باراك أوباما الفيتو ضده وأسقطه الكونغرس. ولفت الخبير التركي إلى أن المناخ السائد حاليا في الولايات المتحدة مع سخونة حملات انتخابات الرئاسة هو السبب وراء موقف الكونغرس، لافتا إلى أن المملكة يمكن أن تبطل هذا القانون بسهولة من خلال المطالبة بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل. وأضاف أن القانون ينتقص من سيادة الدول ولا يمكن قبوله كما أنه لا يمكن لأحد القول إن المملكة دولة إرهابية أو راعية للإرهاب لأن العالم كله يعرف أنها تكافح الإرهاب وتشارك في التحالف الدولي ضد «داعش» وأنها عانت كثيرا من الإرهاب أيضا. من جانبه، أكد خبير العلاقات الدولية محمد بيراكلي أوغلو أن القانون ليس في صالح الولايات المتحدة نفسها وسيعود عليها بكثير من الأضرار، لا سيما أن المملكة شريك وحليف استراتيجي مهم في الشرق الأوسط فضلا عن العلاقات الاقتصادية والاستثمارات السعودية الضخمة في أميركا، التي يمكنها أن تؤثر على الاقتصاد الأميركي حال قررت السعودية سحبها. وأوضح أن قانون جاستا سيجر مشكلات كثيرة على أميركا حال تطبيقه وسيؤدي إلى زعزعة الارتباط بالعملة الأميركية والأسواق العالمية، وانخفاض الثقة في الاستثمار في أميركا، لأنه يعد من القوانين التي تهدد الاستثمارات. وأكد أن السعودية ليس لديها ما تخاف منه بسبب هذا القانون وأن هناك دولا أخرى معروفة بدعمها الإرهاب هي التي يجب أن تخشى مثل هذا القانون، قائلا: «لا أعتقد أن هناك دولة ستقبل التدخل في سياستها وفي النهاية ستحول القانون إلى حبر على ورق». وكانت تركيا أعلنت موقفها من القانون المسمى «العدالة ضد رعاة الإرهاب»، في بيان أصدرته الخارجية التركية في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، قائلة إنه «مثير للقلق ولا يتماشى مع القانون الدولي».
ووصفت الخارجية مشروع القانون في ذلك الوقت، قبل أن يقره الكونغرس، بأن تركيا على ثقة في أن مشروع القانون لا يتناسب مع القانون الدولي والمبادئ المذكورة في ميثاق الأمم المتحدة، لا سيما سيادة الدول ومساواتها على وجه الخصوص. وجاء في البيان أن «هذا المشروع مخالف للقانون ويضر بالتعاون الدولي لمحاربة الإرهاب، وستواصل تركيا وقوفها إلى جانب المتضررين من الإرهاب، وتدعم بقوة وجوب محاربته بعيدا عن ازدواجية المعايير والتمييز أيا كان مصدره ونوعه».
وكانت تركيا دعت الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى عدم إقرار مشروع القانون المذكور، كما دعت جميع حلفائها وشركائها لاتخاذ خطوات مفيدة من أجل تعزيز التضامن والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. واستبعد محللون أتراك أن يتسبب القانون في أي أضرار للمملكة لعدم وجود أي أدلة ضدها على الضلوع في الإرهاب أو أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وأن إبطال الكونغرس فيتو الرئيس باراك أوباما هو مسألة سياسية بحتة؛ لأن الديمقراطيين لا يرغبون في خسارة الأصوات في الانتخابات المقبلة، لكن القانون غير قابل للتطبيق لأنه معيب من الناحية القانونية. ولفت المحللون الأتراك إلى أن مسؤولين في إدارة أوباما نفسها حذروا من أن ذلك القانون يشكل سابقة خطيرة، قد تدفع دولاً أخرى للانتقام، وقد يعرّض الولايات المتحدّة لدعاوى قضائية خاصة في محاكم أجنبية، على خلفية عملياتها العسكرية والاستخباراتية خارج البلاد في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».