الشرطة تطلب مراجعة أدلة الفساد في الكرة الإنجليزية

ضحايا «ديلي تليغراف» يواصلون السقوط.. آخرهم مساعد مدرب ساوثهامبتون

إيريك بلاك آخر ضحايا ادعاءات الفساد («الشرق الأوسط})
إيريك بلاك آخر ضحايا ادعاءات الفساد («الشرق الأوسط})
TT

الشرطة تطلب مراجعة أدلة الفساد في الكرة الإنجليزية

إيريك بلاك آخر ضحايا ادعاءات الفساد («الشرق الأوسط})
إيريك بلاك آخر ضحايا ادعاءات الفساد («الشرق الأوسط})

ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية، أمس، أن الشرطة طلبت الاطلاع على نصوص تتعلق بتحقيقات في مزاعم فساد بكرة القدم في إنجلترا قبل تسليمها للاتحاد الإنجليزي للعبة. وقالت الصحيفة إنها لا تزال تنوي منح الاتحاد الإنجليزي «النسخ المعنية»، لكنها أشارت في بيان إلى أن «الشرطة طلبت مراجعة المعلومات أولا. ويعرف ذلك اتحاد اللعبة ورابطة الدوري الممتاز».
وتأتي هذه التطورات بعد أن انضم مساعد مدرب نادي ساوثهامبتون، إيريك بلاك، إلى لائحة ضحايا صحيفة «ديلي تليغراف» التي تسببت قبل أيام معدودة باستقالة سام ألاردايس من تدريب المنتخب الإنجليزي بعدما كشفت عن تورطه بأعمال رشوة.
وكشفت «ديلي تليغراف» عن أن بلاك اقترح بأن مبلغ 2000 جنيه إسترليني قد يقنع أحد زملائه في ناد آخر بتزويد شركة متخصصة بتمثيل اللاعبين، بمعلومات عن بعض لاعبيه. ويمنع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مدفوعات مالية من هذا النوع، ويشدد على ضرورة أن يزوده مسؤولو الأندية مثل بلاك بأي اختراقات محتملة للقوانين.
وقامت الصحيفة بإعلام ساوثهامبتون بأنها ستنشر تحقيقا عن بلاك الذي عين هذا الصيف مساعدا للمدرب الفرنسي كلود بويل، دون أن تعطيه مزيدا من التفاصيل، بحسب البيان الذي أصدره النادي قبل نشر التقرير، قائلا فيه: «اعلم نادي ساوثهامبتون اليوم (أول من أمس) من قبل ديلي تلغراف بأنه، وكجزء من التحقيقات التي تجريها الصحيفة، سيذكر اسم مساعد مدرب الفريق الأول إيريك بلاك في تقرير سينشر في عدد (الجمعة)».
وأشار ساوثمبتون إلى أنه طالب الصحيفة بأن ترسل له تفاصيل التقرير، لكنها رفضت ذلك، مضيفا: «لقد اتصلنا اليوم (أول من أمس) بالاتحاد الإنجليزي ورابطة الدوري الممتاز، ونعتزم العمل عن كثب مع الطرفين فيما يخص هذه المسألة عندما تصبح الوقائع أكثر وضوحا»، مؤكدا التزامه بالتحقيق في كل قضية تتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بالنادي وموظفيه.
وكان نادي برانسلي الذي يلعب في الدرجة الأولى، أقال الخميس مساعد المدرب تومي رايت نتيجة ورود اسمه في تحقيق آخر لصحيفة «ديلي تليغراف» التي تسببت في أوائل الأسبوع الماضي في استقالة ألاردايس بعدما نصح صحافيين زعموا بأنهم رجال أعمال من شرق آسيا يملكون وكالة وهمية مختصة بعقود اللاعبين، بكيفية الالتفاف على القوانين. ونشرت «تليغراف» شريط فيديو يظهر ألاردايس وهو يقول إنه بالإمكان الالتفاف على القانون الذي يمنع أن تكون حقوق عقود اللاعبين مملوكة من طرف ثالث غير اللاعب والنادي. ووافق ألاردايس على السفر إلى سنغافورة وهونغ كونغ بصفته سفيرا لمؤسستهم الوهمية مقابل الحصول على مبلغ 400 ألف جنيه إسترليني (519 ألف دولار، 461 ألف يورو). كما انتقد ألاردايس في الفيديو قرار الاتحاد الإنجليزي بإعادة بناء ملعب ويمبلي، وسخر من سلفه روي هودجسون. وذكرت‭‭ الصحيفة أن ثمانية من المدربين الحاليين والسابقين حصلوا على رشا أو أموال بطرق غير قانونية نظير انتقالات لاعبين. ولم يتخذ الاتحاد الإنجليزي أي إجراء بانتظار تزويده بالمعلومات كافة التي تملكها الصحيفة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».