عنف الإنسان.. هل وراءه أصول جينية؟

يرتبط أيضًا بالضغوطات البيئية

عنف الإنسان.. هل وراءه أصول جينية؟
TT

عنف الإنسان.. هل وراءه أصول جينية؟

عنف الإنسان.. هل وراءه أصول جينية؟

في إجابة حول أصل العنف لدى الإنسان، توصل علماء إسبان إلى خلاصة مفادها أن «العنف القاتل يبدو متجذرًا في الأعماق» في الإنسان الحديث، وفي الأنواع الحية القريبة منه، وهي القرود. إلا أن الدوافع إليه ليست وراثية، بل بيئية أيضا. وقد عزوا ذلك إلى وجود الإنسان ضمن فصائل لأنواع حية قريبة منه تتسم بالعنف.
وقد ظل الفلاسفة والعلماء يتساءلون عبر القرون: هل الطبع أقوى لدى الإنسان أم التطبع؟ وأشار بعضهم إلى العنف بوصفه عنصرا أصيلا لدى الإنسان، في حين اعتبره آخرون نتاجا لظروف البيئة والحياة.
وجاء الاستنتاج لدى تدقيق العلماء في جوانب العنف انطلاقا من زاوية جديدة، بتوظيف أدوات علم بيولوجيا التطور التي أظهرت أن العنف قد جرى توارثه جزئيا من واحد من أجداد الإنسان البعيدين الذين كانوا أجدادا للقرود أيضا.
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت أول من أمس، في مجلة «نتشر» العلمية، إن الاستنتاج يفترض «وجود مستوى معين من العنف القاتل لدى الإنسان، وهو العنف الذي ينطلق من احتلال الإنسان لموقعه ضمن فصائل اللبائن المتميزة بالعنف التي يجمعها جد قديم واحد».
وقد جمع الباحثون الإسبان بيانات عن أكثر من مليون حالة موت سجلت بين 1024 من أنواع الحيوانات اللبونة الحالية، إضافة إلى وفيات بين 600 مجموعة بشرية من العصر الحجري (قبل 50 - 60 ألف عام) حتى العصر الحالي. وتمثل هذه اللبائن 80 في المائة من اللبائن الموجودة حاليا.
ودقق العلماء خصوصا في نسبة حوادث الموت الناجمة عن عنف أحد أفراد الفصيلة. وبالنسبة للإنسان، فإن تلك الحوادث نجمت عن الحروب، أو قتل البالغين أو الأطفال، أو أي فعل يؤدي إلى الموت. ووجد العلماء أن حوادث القتل داخل كل فصيلة بلغت نسبة 0.3 في المائة. إلا أن هذه النسبة ارتفعت إلى 1.1 في المائة لدى فصائل القرود والقوارض والأرانب التي لها جد مشترك، ثم ارتفعت النسبة إلى 2.3 في المائة للأجداد الأحدث للقرود.
وخلص الباحثون إلى أن نسبة القتل لدى الإنسان المنحدر من جد بعيد بنحو 200 ألف سنة مضت، وصلت إلى 2 في المائة تقريبا، أي مشابهة لما لدى القرود.
وقال الباحث خوزيه غوميز رايس إن البحث يشير إلى «وجود جانب مرتبط بالتطور فيما يخص عنف الإنسان»، وأضاف أن هذا العنصر التطوري لا يرتبط بالجينات فقط، بل بالضغوط البيئة التي تدفع الإنسان إلى محاولة النجاح وديمومة حياته. وفي الواقع، فإن السلوك والحفاظ على الموقع الجغرافي ساهما أيضًا في حدوث العنف القاتل لدى الإنسان.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.