البداية السيئة لموسم وستهام، على غير ما كان متوقعا، تضع كثيرا من علامات الاستفهام حول فريق كان يرشحه البعض للسير على خطى ليستر، ومنافسة الكبار على اللقب الإنجليزي.
وبعد السقوط الأخير في ملعبهم الجديد أمام ساوثهامبتون (3 / صفر)، وصف قائد وستهام، مارك نوبل، دفاع فريقه «بالمضحك»، وقال إنه لا يعتقد أن الأمور يمكن أن تزداد سوءا.
كانت التوقعات كبيرة مع بداية الموسم، خصوصا أن وستهام يشارك في الدور الأول المؤهل لدور المجموعات بالدوري الأوروبي، كما أن الفريق انتقل للعب على ملعبه الجديد في الملعب الأولمبي السابق بلندن.
ولكن وستهام خسر من استرا جيورجيو الروماني في الدوري الأوروبي، وتعرض لهزيمة في وقت قاتل من تشيلسي في افتتاحية الدوري الإنجليزي.
وبعدما تغلب على بورنموث، ساءت الأمور، حيث تلقت شباك وستهام 14 هدفا في آخر 4 مباريات.
وفي واحدة من تجليات جرأة نجم خط الوسط الفرنسي الدولي ديميتري باييه، مع كرة ميتة توقع كثيرون، ومنهم مارك نوبل، أن تكون لحظة فارقة بالنسبة لفريق وستهام، بعد بداية صعبة للموسم الجديد أثارت غضبا في مدرجات الجماهير. لقد غطت تسديدة باييه من كرة ثابتة في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة ضد أكريننغتون ستانلي في كأس رابطة الأندية المحترفة على التصدعات في صفوف الفريق لبضعة أيام، لكن سرعان ما تصدعت الأمور مجددا بخسارة قاسية أمام ساوثهامبتون.
الفوز على أكريننغتون ستانلي لم يفلح في تغطية العيوب التي ظهرت على وستهام الذي وجد صعوبة كبيرة في فك شفرات منافسه القادم من الدرجة الثانية على مدار فترات طويلة من المباراة.
ويشعر المدرب سلافين بيليتش، الذي رزق الأسبوع الماضي بطفله الثاني، بما يكفي من القلق، وقد حذر لاعبيه من أن هناك خيطا رفيعا بين سلسلة من النتائج الصعبة، والانزلاق نحو قاع الجدول بشكل لا يمكن إيقافه.
وبعد المنافسة على حجز مكان في دوري الأبطال الموسم الماضي، والوجود بين الأربعة الكبار، يجد وستهام الآن نفسه بين الفرق الثلاثة التي تحتل قاع الدوري الممتاز، بعد أول 6 مباريات للفريق في الموسم الجديد.
وقد اعترف بيليتش بأن الضغط يزداد عليه، وعلى فريقه، وقال: «إنه أمر محبط للغاية. يمكن للاعب واحد أن يخطئ، ولكننا نتحدث عن أربع مباريات. إنه خطأ جماعي. الأخطاء تحدث في أربع مباريات، علينا أن نغير هذا».
هل الفريق بحال جيدة تمنع استمرار هذا التراجع؟ سمع مشجعو وستهام هذا من قبل، رغم أن نوبل قائد الفريق يظل متفائلا حيال المستقبل، ويقول: «أعتقد أن لدينا بكل تأكيد أفضل فريق منذ بدأت اللعب مع وستهام. وأحيانا في كرة القدم تمضي كل الأمور في غير صالحك، وعليك أن تخرج نفسك من هذه الحالة ببساطة عن طريق العمل الشاق والتماسك بين اللاعبين».
وطالب نوبل بالصبر على اللاعبين الجدد الذين استقدمهم النادي، وما زالوا يعانون للاستقرار في إنجلترا. فما زال أداء هافارد نوردفيت مخيبا، رغم الآمال المعقودة عليه، وتم إخراج غوكان توري وسفيان فيغولي في الشوط الثاني ضد أكرينغتون، ولم تكن بداية سيمون زازا وجوناثان كاليري جيدة في الهجوم.
يقول نوبل: «اشترينا هؤلاء اللاعبين لأنهم جيدون.. اللاعبون الذين جلبناهم من الطراز الأول، ليس هم فقط، بل كان لدينا لاعبون يلعبون في الممتاز منذ 10 أعوام، لكنهم لم يكونوا في يوم حظهم».
ويضيف: «عندما تكون النتائج ضدك، يكون الاختبار الحقيقي لمدى تماسكك كفريق. وإذا كنا بحاجة لمزيد من الدعم في الصفوف، لقلت هذا، لكنني أثق فعلا بهذا الفريق وبالمدرب».
ومع هذا، فالهزائم الأولى أمام تشيلسي ومانشستر سيتي لم تكن مفاجئة، إذ إنه على الرغم من تميز فريق بيليتش ضد الفرق الكبرى الموسم الماضي، فالطريقة الدفاعية البحتة التي لعب بها وستهام ضد واتفورد ووست بروميتش، وخسر في كلتا المباراتين بنتيجة 4 / 2، وأخيرا أمام ساوثهامبتون 3 / صفر، هي ما أشعل سخونة الأجواء.
وزادت المشكلات في ملعب لندن الوضع سوءا. فاشتبك المشجعون مع بعضهم بعضا خلال مباراة واتفورد قبل أسبوعين، في حين كانت هناك مشكلات حول التذاكر والضيافة والفصل بين جمهوري الضيوف وأصحاب الأرض، وكانت الأجواء مسممة بشكل أكبر من هذا بالسقوط أمام ساوثهامبتون، مما ينذر بخطر كبير في اللقاء المقبل أمام ميدلزبره، يوم السبت.
ومع هذا، فقد زادت مسألة الملعب عن الحد. وهذا لأنه في حين أن الدراما المحيطة بترك ملعب أبتون بارك كانت من عوامل الضعف التي أصابت وستهام في الموسم الجديد، فإن النقص الدفاعي بات تطورا جديدا الآن. وكان من المستحيل تجاهل هذه المشكلة عندما سقط الفريق بثنائية نظيفة على يد واتفورد، قبل أن يخسر بالأربعة من وست بروميتش، وبثلاثة من سوثهامبتون.
ومنذ الفوز المقنع بهدف نظيف على توتنهام هوتسبر، في الثاني من مارس (آذار) الماضي، تلقى وستهام تقريبا هدفين على الأقل في 14 من مبارياته الـ22 الماضية.
ويعتبر جيمس كولينز وأنجلو أوغبونا ووينستون ريد جميعا خيارات يعتمد عليها عادة في قلب الدفاع، لكنهم أثاروا رعب المشجعين. ويعاني أدريان من عقم تهديفي، فيما يغيب كلا اللاعبين اللذين يشغلان مركز الظهير الأيسر بسبب الإصابة، ولا يملك المرء أن يمنع نفسه من التساؤل عن سبب انتظار وستهام لوقت طويل جد حتى آخر أيام فترة الانتقالات الصيفية لضم ألفارو أربيولا بديلا لتغطية النقص العددي في الجهة اليمنى. ربما ولت أفضل أيام الإسباني البالغ 33 عاما، لكن سام بيرام يظل لاعبا عديم الخبرة، وقد توقف بيليتش عن تجربة الاعتماد على مايكل أنطونيو كلاعب وسط مدافع بعد أن زادت أخطاء الجناح الذي يحتل صدارة هدافي الفريق عن الحد المقبول.
وفي حين أشار بيليتش إلى الأخطاء الفردية، أقر بأنها باتت مشكلة جماعية. وثمة مقارنات تعقد بينه وبين روبرتو مارتينيز، مدرب إيفرتون السابق، الذي ورث دفاعا صلبا من ديفيد مويز، وحوله تدريجيا إلى فريق مفكك، رغم أن هذه المقارنات ليست منصفة تماما.
فقد كان بيليتش بمثابة تجديد لفكر الفريق، بعد خلافته لسام ألارديس العام الماضي، وأدخل أسلوبا يميل أكثر للهجوم، مقارنة بسلفه البرغماتي، وأنهى وستهام الموسم بفارق أهداف إيجابي لأول مرة في تاريخه منذ 1986، لأنه كان رابع أفضل فريق، من حيث عدد الأهداف التي سجلها في الدوري الموسم الماضي. لكنه ليس بالفارس المخدوع، أو العاجز عن التركيز على كل جوانب اللعب. وهو ليس بحاجة لأن تقول له إن وستهام سيضع نفسه في مأزق إذا استمر في الدفاع بهذا الشكل المفرط.
ويكمن التحدي في عمل توازن أفضل. ويقول نوبل: «الأمر لا يتعلق فقط بالمدافعين وحارس المرمى، بل بنا جميعا». وهو محق في هذا. فالدفع بلاعبين مبدعين، من أمثال باييه ومانويل لانزيني في الوسط، يمكن أن يستمر فقط مع جهد جماعي أفضل في حال خسارة الكرة. والقدرة على الدفاع من الأمام كانت غائبة بشكل واضح ضد وست بروميتش وواتفورد وساوثهامبتون، ويحتاج بيليتش إلى نوبل وتشيكو كوياتي لإعادة اكتشاف حماسهم أمام الرباعي الدفاعي.
لقد كان الحظ حليفا لوستهام في عدة مناسبات الموسم الماضي، فكان يركن إلى الدفاع في بعض المباريات قبل أن يندفع في هجمات مرتدة. وكان باييه في كثير من الأحيان الشرارة لهذه الهجمات، وبدأ الفرنسي يزداد شراسة، كان مشاركا في 5 أهداف خلال المباريات الثلاثة الأخيرة التي لعبها. وعلى كل إيجابيات عامه الأول، فإن على بيليتش أن يبرهن على أنه قادر على إخراج أفضل ما لدى فريقه على نحو ثابت.
ويدعم الرئيسان المشاركان لنادي وستهام ديفيد جولد وديفيد سوليفان بيليتش، ولديهم ثقة في النهوض من البدايه المتعثرة التي تركت الفريق في المركز الثامن عشر بجدول الترتيب.
وقال رئيسا النادي في رسالة للجماهير: «ليس هناك شك في أن بداية هذا الموسم ليست تلك التي كنا نريدها، ولكن اطمأنوا نحن نبذل ما في وسعنا لإصلاح الموقف»، وتابعا: «الحقائق واضحة أمام الجميع لرؤيتها. ونحن نعلم أننا نستقبل أهدافا كثيرة، ولا نسجل ما يكفي، ولكن تأكدوا أننا سوف نحل هذه المشكلات».
مارك نوبل قائد وستهام: كل الأمور تسير في غير صالحنا
بعد أن كان الفريق منافسًا على القمة الموسم الماضي.. أصبح في صراع لتفادي مراكز الهبوط
مارك نوبل قائد وستهام: كل الأمور تسير في غير صالحنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة