تعهد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية) ورئيس الحكومة المغربية، بمواصلة الإصلاح إذا فاز حزبه بولاية حكومية ثانية. وقال ابن كيران إن شعبيته في استمرار وازدياد ولم تنقص رغم تدبيره للشأن العام لمدة خمس سنوات، مشيرا إلى أن رئيسًا سابقا للحكومة الفرنسية سأله عن سبب عدم فقده شعبيته، وحين عجز ابن كيران عن الجواب قال له المسؤول الفرنسي إن «المواطنين حينما يسمعون السياسيين يتحدثون، فإنهم يعرفون من يريد لهم الخير ومن يريد الضحك عليهم».
وعزا ابن كيران، الذي كان يتحدث بالرباط أول من أمس بمناسبة إطلاق الحملة الانتخابية لحزبه تحت شعار: «صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح»، اتساع دائرة شعبية حزبه باستمرار منذ دخوله الساحة السياسية، إلى كون رأسمال الحزب الأول والأساسي هو «الصدق والمعقول» في تعامله مع المواطنين، وأعطى مثالا على ذلك بازدياد عدد المجالس المحلية التي يتولى تسييرها في كثير من مناطق المغرب.
واعتبر ابن كيران أن حضور نحو 20 ألف شخص مهرجان إطلاق الحملة الانتخابية لحزبه شيء يبشر بالنصر في الانتخابات. وقال ابن كيران إنه لا توجد حكومة في المغرب يتذكرها المغاربة أكثر من حكومته، مشيرا إلى أن أول ما فعل هو أنه تحدث مع الناس واتخذ الإجراءات وشرحها لهم.
وتحدث ابن كيران عن الظروف التي صعد فيها حزبه إلى رئاسة الحكومة، وقال إن سنة 2011 كانت سنة الشك في مصير النظام العربي، بعد ما وقع في تونس وليبيا ومصر وبعض الدول العربية، وأضاف أن حزب العدالة والتنمية رفض المغامرة بالبلاد والمؤسسة الملكية التي تعد الضامن للاستقرار والأمن.
وأوضح ابن كيران أن الضجيج الذي كان في الشارع عام 2011 أفزع الجميع.. «لكنه تبخر وذهب إلى حال سبيله، وبقي الأمان والاستقرار». وقال: «نحن جزء من هذا الأمان والاستقرار»، قبل أن يضيف: «نحن واثقون بأننا سنستمر في هذا الطريق؛ لأن أمن البلاد واستقرارها لا يباع ولا يشترى». وأثنى ابن كيران على الظروف التي طبعت العمل الحكومي، مسجلا أنه لم تسجل أي أزمة حقيقية مثل أزمتي 1981 و1990 رغم الإضرابات العامة والوقفات الاحتجاجية، مشيرا إلى أنها كانت دائمًا تنفض بسلام. وعزا ذلك إلى أن اختيار الحكومة كان ديمقراطيا ولم يذهب في اتجاه إقصاء أي احد. وزاد قائلا إن الناس عندما يرون المعقول «يأتون عندك ولن يسألوك هل عندك لحية طويلة أم لحية قصيرة؟».
وتحدث ابن كيران عن علاقته مع المؤسسة الملكية، وقال إنه دبر العلاقة معها بمنطق الود والتعاون بعيدا عن التنازع، وتمكن من النجاح في ذلك.
وعزا ابن كيران إصلاح حكومته صندوقي التقاعد والمقاصة (دعم المواد الأساسية) إلى أن حزبه وجد مركب البلاد مليئا بالثقوب، وبالتالي «كان لا بد من الإصلاح لإنقاذ المركب من الغرق، ولم يكن هناك مفر من الإصلاح، رغم أنني كنت أعرف أنه يمكن للناس أن يخرجوا إلى الشارع».
وخاطب ابن كيران أعضاء حزبه قائلا إن «هذا الإصلاح لم يطلبه مني أحد، وإن الحكومة أخذته على عاتقها». وزاد قائلا: «ارفعوا رؤوسكم لأنكم أنقذتهم دولتكم من حبل المشنقة الذي كان يلتف على عنقها شيئا فشيئا وكاد يخنقها». وأشار ابن كيران إلى أنه لم يجد طريقة للتخلص من الفساد سوى وضع حد للمقاصة.
وبعث ابن كيران برسائل طمأنة لرجال الأعمال المغاربة، معبرا عن رغبته في العمل إلى جانبهم. وقال: «نحن لا نذهب لنبتزهم ونجمعهم في الفنادق رغما عنهم وهم مفزوعون، بل نرى ما فيه مصلحة البلد ونقوم به». وأشار ابن كيران إلى دور المقاولة في التصدير وجلب العملة الصعبة وخلق مناصب الشغل، داعيا في الوقت ذاته إلى تشجيعها. وقال: «إذا فشلت المقاولة فشل كل شيء في البلد». وخلص ابن كيران إلى القول: «مشكلة البلد هي القناعة التي لم تعد موجودة»، وقال إنه قنوع، وإنه خلال ولايته الحكومية اشترى سيارة صغيرة لزوجته، وأصلح غرفة استقبال الضيوف في منزله، وغرفة النوم، كما أصلح المطبخ.
وكان سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب ووزير الخارجية السابق، قد وجه في بداية المهرجان الخطابي انتقادات حادة لمسيرة الدار البيضاء التي نظمت الأحد قبل الماضي ضد ابن كيران وحزبه، وقال إن حزب العدالة والتنمية هو «حزب الوضوح، ولا يستغفل أحدا.. وليس مثل أولئك الذين استقدموا الناس من البوادي». وقال إن الساحة السياسية تحتاج إلى الوضوح «وهذا ما يتمتع به حزبنا».
وندد العثماني بـ«الحملات الكثيرة والمغرضة ضد بعض قيادات الحزب»، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية يرحب بالنقد البناء، معترفا بوجود بعض النواقص التي شابت العمل الحكومي. بيد أنه قال: «ابتلينا بمعارضة لا تريد النقد والنقاش الصريح»، داعيا إلى الحرص على الارتقاء بالخطاب السياسي.
وشهد المهرجان الخطابي أيضا حفل توقيع رؤساء اللوائح الانتخابية لحزب العدالة والتنمية على «ميثاق المنتخب» الذي يتضمن مجموعة من الالتزامات إزاء الكتلة الناخبة في المغرب، ومبادئ وأسسًا تضبط العلاقة مع الناخب.
ابن كيران يتعهد بمواصلة الإصلاح إذا فاز بفترة حكومية ثانية
قال إن رأسمال حزبه الأساسي هو «الصدق والمعقول» في تعامله مع المواطنين
ابن كيران يتعهد بمواصلة الإصلاح إذا فاز بفترة حكومية ثانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة