رغم التحذيرات من نشوب صراعات بين مكوناتها في مرحلة ما بعد «داعش» إن لم تقسم محافظة نينوى إلى وحدات إدارية جديدة، صوت مجلس النواب العراقي أمس على إبقاء المحافظة على حدودها الإدارية، ما أثار استياء إدارة قضاء سنجار ذات الغالبية الإيزيدية التي نددت بالقرار ووصفت الأصوات التي تطالب ببقاء المحافظة بـ«النشاز».
وقال قائمقام قضاء سنجار، محما خليل لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأصوات النشاز داخل مجلس النواب العراقي متجاوزة على الدستور والقانون العراقي، لأن استحداث محافظات جديدة لا يعد تقسيما، بل هو حق مشروع حسب الدستور العراقي»، مشيرا إلى أن السياسيين والنواب الذين يقفون ضد استحداث محافظات جديدة في نينوى يريدون أن تبقى هذه المناطق متخلفة، ويفكرون في إبادة الأقليات فيها مرة أخرى.
وهدد خليل بالقول: «نحن الإيزيديين والمسيحيين والشبك والصابئة المندائيين، إذا لم يستحدثوا لنا محافظات جديدة في نينوى، فإننا سنترك العراق لهؤلاء الحاقدين في مجلس النواب العراقي، الذين أوصلوا البلد إلى هذه المرحلة، وهم الذين لم يصدر عنهم أي موقف عندما تعرضنا للإبادة على يد تنظيم داعش»، مضيفا أن «استحداث محافظات جديدة في نينوى يعد مطلبا شعبيا، ونحن مصرون عليه».
وحول عدد العوائل النازحة التي عادت إلى سنجار منذ تحريرها من «داعش» نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال خليل: «بلغ عدد العوائل العائدة إلى قضاء سنجار حتى الآن نحو 7 آلاف عائلة، أما عدد العوائل العائدة إلى مركز القضاء فبلغ نحو 170 عائلة».
واحتل مسلحو تنظيم داعش في 3 أغسطس (آب) من عام 2014 قضاء سنجار ذا الغالبية الإيزيدية، والقرى والبلدات الأخرى التابعة له، وفور سيطرته على هذه المناطق بدأ مسلحو «داعش» بحملات إبادة جماعية ضد الإيزيديين أسفرت عن مقتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين دفنهم التنظيم في مقابر جماعية، واختطف «داعش» الآلاف من النساء والفتيات والأطفال الإيزيديين، ونقلهم إلى المناطق الخاضعة له في العراق وسوريا، ووزعوا على مسلحي التنظيم، ومن ثم عرضوا للبيع في أسواق النخاسة.
وبحسب أحدث إحصائية للمديرية العامة للشؤون الإيزيدية في وزارة الأوقاف بحكومة إقليم كردستان، صدرت أمس، فقد «بلغ عدد المختطفين الإيزيديين الذين اختطفهم تنظيم داعش 6413 من كلا الجنسين، وأنقذت حتى الآن نحو 971 امرأة وفتاة، بينما بلغ عدد الناجين من الرجال 327، وبلغ عدد الأطفال الإناث الناجيات 690، والأطفال الذكور الناجون بلغ عددهم 690 أيضا». أما عدد المختطفين والمختطفات الذين ما زالوا في قبضة «داعش» فيبلغ 3735 مختطفا. وتشير الإحصائية إلى أن عدد المقابر الجماعية التي اكتشفت حتى الآن في سنجار بلغ 30 مقبرة، بالإضافة إلى المئات من مواقع المقابر الفردية. أما المراقد الدينية الإيزيدية التي فجرها التنظيم، فبلغت 44 مزارا ومرقدا، حسب الإحصائية.
وتشهد مناطق قضاء سنجار المحاذية لقضائي بعاج وتلعفر قصفا شبه يومي من قبل مسلحي «داعش» الذين يستخدمون في قصفهم قذائف الـ«هاون» وصواريخ الـ«كاتيوشا». ويوضح نائب قائد قوات البيشمركة في سنجار، العميد سمي بوسلي لـ«الشرق الأوسط» أنه «مع تقدم القوات الأمنية في مناطق جنوب الموصل، عزز التنظيم من أعداد مسلحيه الموجودين في مناطق بعاج، فالتنظيم يريد من خلال قصفه المستمر لمواقعنا وتعرضه لنقاطنا في هذه المنطقة، الحفاظ على ما تبقى من المناطق التي يسيطر عليها في البعاج». وشدد على أن «قوات البيشمركة لهم بالمرصاد، وتردُ على نيرانهم بالقوة، وتمكنت حتى الآن من إحباط هجماتهم كافة، وقتلت العشرات من مسلحي التنظيم»، لافتا إلى أن قصف التنظيم لا يشكل أي خطر على المدنيين لأنهم بعيدون عنه.
إدارة سنجار تندد برفض البرلمان العراقي تقسيم نينوى إلى محافظات عدة
عودة 7 آلاف عائلة نازحة إلى القضاء
إدارة سنجار تندد برفض البرلمان العراقي تقسيم نينوى إلى محافظات عدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة