الصومال: الإعلان عن هزيمة ميليشيات حركة الشباب المتطرفة عسكريًا

الصومال: الإعلان عن هزيمة ميليشيات حركة الشباب المتطرفة عسكريًا
TT

الصومال: الإعلان عن هزيمة ميليشيات حركة الشباب المتطرفة عسكريًا

الصومال: الإعلان عن هزيمة ميليشيات حركة الشباب المتطرفة عسكريًا

بدا أمس أن الانتخابات البرلمانية في الصومال في طريقها للتأجيل للمرة الثانية خلال شهرين بسبب خلاف على كيفية اختيار أعضاء البرلمان الجدد، فيما أعلنت الحكومة الصومالية على لسان وزير خارجيتها عبد السلام عمر، أنها هزمت ميليشيات حركة الشباب المتشددة عسكريا، في عمليات «مشتركة وناجحة» للجيش الصومالي وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.
وتأخر تشكيل مجلس الشيوخ الصومالي عن موعده، حيث كان مقررا أن تقدم الولايات الإقليمية، أمس، ممثليها في المجلس وفقا للجدول الزمني الذي أعلنته لجنة الانتخابات.
وأرجعت مصادر محلية هذا التأخير إلى عدم اكتمال تشكيل ولاية إقليمي هيران وشبيلا الوسطى، بالإضافة إلى معارضة سياسيين من أرض الصومال أسلوب توزيع أعضاء المجلس.
وكان من المقرر البدء في إجراء الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان وعدهم 275 في مطلع الأسبوع الحالي وأن تنتهي يوم العاشر من الشهر المقبل، على أن يختار النواب الجدد رئيسا بحلول يوم 30 من الشهر نفسه.
وتخلى الصومال الذي يواجه تهديدا من حركة الشباب الإسلامية المتشددة التي ترتبط بتنظيم «القاعدة» عن خطط لإجراء انتخابات بالنظام الفردي. وبدلا من ذلك سيختار 14 ألف شخص يمثلون الولايات الاتحادية في مختلف أرجاء البلاد أعضاء المجلس التشريعي. وهو عدد أكبر من 135 من شيوخ العشائر اختاروا أعضاء البرلمان المنتهية ولايته في عام 2012 في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة.
وقد يؤدي هذا التأخير في تشكيل مجلس الشيوخ إلى تأجيل انتخابات أعضاء مجلس البرلمان وانتخاب الرئيس عن موعدهما.
وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أكد على ضرورة أن تجرى الانتخابات المقبلة في القريب العاجل، معتبرا أن البلاد تمر بمرحلة تاريخية في تحديد مستقبلها السياسي منذ 47 عامًا. ووصف حسن تقارير تحدثت عن عرقلة بعض أجهزة الأمن الحكومية لحملات بعض المرشحين، بأنها دعاية تهدف إلى الإساءة إلى سمعة أجهزة الأمن والمرشحين. وعبر بحسب وكالة الأنباء الرسمية عن ثقته بالأجهزة الأمنية، داعيًا إلى حماية حقوق المرشحين بشكل تام وحملاتهم الانتخابية.
من جهته، قال وزير الخارجية الصومالي عبد السلام عمر إن «متشددي حركة الشباب باتوا يسطرون على أقل من 10 في المائة من البلاد»، مضيفا أن كثيرا من قادتها قتلوا، أو انشقوا في الأشهر الأخيرة.
وأوضح عمر في كلمته أمام الدورة الـ71 لجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة في نيويورك، أن «الشباب» ردت باللجوء إلى «تكتيكات حربية غير متسقة لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف (ناعمة) في الصومال، وبشكل متزايد في البلدان المجاورة»، لافتا إلى أن حكومته تحاول «تعزيز العملية الأمنية» لمنع وقوع هجمات جديدة.
وحث عمر المجتمع الدولي مجددا، على دعم الصومال في تصفية ميليشيات حركة الشباب والتي توجد في مناطق ريفية بالبلاد، على حد تعبيره.
إلى ذلك، قتلت القوات الحكومية الصومالية ما لا يقل عن عشرة أفراد من ميليشيات الشباب وأصابت آخرين في حملة أمنية نفذتها قوات حكومة إقليم جنوب الغرب في مناطق تابعة لإقليم باي.
وأفادت مصادر أمنية أن العملية المخططة والتي نفذتها قوات الجيش الصومالي كانت محكمة، وحققت الأهداف المنشودة لضرب أوكار الإرهابيين في جنوب غربي الصومال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.