معرض ومؤتمر دوليان في بغداد اليوم لإعادة إعمار المناطق المحررة

السعودية ضمن أكثر من 50 دولة مشاركة

فتى يعاين أنقاض منزل عائلته المدمر في الرمادي («الشرق الأوسط»)
فتى يعاين أنقاض منزل عائلته المدمر في الرمادي («الشرق الأوسط»)
TT

معرض ومؤتمر دوليان في بغداد اليوم لإعادة إعمار المناطق المحررة

فتى يعاين أنقاض منزل عائلته المدمر في الرمادي («الشرق الأوسط»)
فتى يعاين أنقاض منزل عائلته المدمر في الرمادي («الشرق الأوسط»)

أعلن في بغداد عن انطلاق مؤتمر عالمي لإعادة إعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش في العراق، بعد أن تم وضع صندوق دولي للتبرعات في سويسرا عقب تحرير مدينة تكريت قبل أكثر من عام.
وقال المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي، الدكتور مظهر محمد صالح، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «إن معرضًا ومؤتمرًا سيفتتحان اليوم على أرض معرض بغداد الدولي، وبرعاية مجلس الوزراء وصندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية، وبمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبإشراف مباشر ورعاية من وزير التجارة سلمان الجميلي ووزراء الكهرباء والصناعة والإعمار والإسكان والبلديات والاتصالات، وغيرها من الوزارات، وكثير من الجهات الساندة الدولية والمحلية، في إطار الجهود الحكومية المبذولة لإعادة إعمار المناطق المتضررة، وبالتنسيق مع اللجان التحضيرية لمحافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى وشمال بابل وحزام بغداد»، مضيفًا أن المعرض «سيشهد حضور ومشاركة أكثر من 50 دولة عربية وأجنبية ممثلة بشركات، إلى جانب الشركات المحلية التي تمثل القطاعين الحكومي والخاص».
وقال صالح «إن من بين أبرز الدول المشاركة في المعرض والمؤتمر ألمانيا واليابان والولايات المتحدة والصين وفرنسا وإيطاليا، إضافة إلى عدد من الدول العربية في مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات والأردن، بالإضافة إلى مشاركة الحكومات المحلية في المحافظات السبع المشمولة بحملة الإعمار، وهي بغداد والموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى وبابل وكركوك». وأشار صالح إلى أن «الشركات المشاركة متنوعة الاختصاصات كشركات مختصة بالمعدات الإنشائية ومستلزماتها وشركات السيارات الاختصاصية وشركات البناء وواطئة الكلفة وشركات المقاولات الإنشائية والتجهيزات الكهربائية والطرق، وغيرها من الشركات التي تخدم مشاريع الإعمار وإصلاح البنى التحتية للمناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي».
إلى ذلك، قال نائب محافظ الأنبار علي فرحان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «إعادة إعمار المناطق والمدن المحررة في محافظة الأنبار وحدها تحتاج إلى مبلغ يقدر بنحو 22 مليار دولار، حسب اللجان المختصة التي قدرت حجم الدمار الهائل في مدن المحافظة، وخصوصًا الدمار في مدينة الرمادي الذي وصل إلى ما نسبته 80 في المائة، الأمر الذي جعل المدينة والمحافظة منكوبة بعد أن صوت مجلس النواب العراقي على اعتبارها كذلك».
وأضاف فرحان: «هناك أكثر من 90 جسرًا في المحافظة تم تدميرها بالكامل، وشمل الدمار عددًا كبيرًا من شبكات الماء والكهرباء والمستشفيات والمدارس والمباني الحكومية والدوائر الخدمية، إضافة إلى تدمير آلاف المنازل التابعة للمواطنين، وهناك عدد كبير من المناطق السكنية دمرت بالكامل، الأمر الذي جعلنا نعجز حتى على إزالة مئات الآلاف من أطنان الأنقاض وتنظيم المناطق المنكوبة، لكون عمليات التنظيف تحتاج إلى مبالغ ضخمة عجزت عن توفيرها الحكومتان؛ المركزية والمحلية، بسبب الأزمة المالية التي ضربت البلاد بعد انهيار أسعار النفط».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».