توتي يطفئ شمعته الأربعين داخل المستطيل الأخضر

معدن ازدادت قيمته ولمع بريقه على مر الزمن

توتي.. قائد روما وأبرز هدافيه وأحد رموزه («الشرق الأوسط»)
توتي.. قائد روما وأبرز هدافيه وأحد رموزه («الشرق الأوسط»)
TT

توتي يطفئ شمعته الأربعين داخل المستطيل الأخضر

توتي.. قائد روما وأبرز هدافيه وأحد رموزه («الشرق الأوسط»)
توتي.. قائد روما وأبرز هدافيه وأحد رموزه («الشرق الأوسط»)

بعض المعادن تحتفظ بقيمتها، وربما تزداد قيمة كلما مر الزمن، هكذا يبدو أيضا النجم الإيطالي المخضرم فرانشيسكو توتي، فلا يزال مشواره مع روما الإيطالي يكتسب قيمة إضافية رغم أنه يقضي حاليا ما يفترض أنه الموسم الأخير في مسيرته بصفته لاعب كرة قدم.
ويحتفل توتي، قائد روما وأبرز هدافيه وأحد رموز النادي، بيوم ميلاده الأربعين الثلاثاء المقبل، فيما يبدو بمثابة احتفال ضخم يتفاعل معه عشاق كرة القدم بشكل عام، ويعيد إلى الأذهان الأهداف الساحرة التي سجلها وكذلك إنجازاته وإحصاءاته. وفي 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، أظهر من جديد المخضرم توتي قدرته الفائقة على الحسم، حيث إنه بعد غيابه عن صفوف روما في أول مباراتين بالدوري الإيطالي في موسمه الجديد، شارك في الشوط الثاني من المباراة أمام سامبدوريا، ولعب دورا بارزا في تحويل تأخر فريق العاصمة على ملعبه 1 - 2 إلى الفوز 3 – 2؛ فقد ساعد توتي زميله إدين دزيكو في تسجيل هدف التعادل 2 - 2 لروما قبل أن يسجل توتي هدف الفوز 3 - 2 من ضربة جزاء في الثواني الأخيرة من المباراة. ورفع توتي رصيده بذلك إلى 249 هدفا في الدوري الإيطالي و305 أهداف في كل المسابقات، وذلك في الموسم الخامس والعشرين له ضمن صفوف روما.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، استعرض توتي نجوميته بشكل أكبر، فقد شارك خلال آخر أربع دقائق من مباراة شهدت ظروفا مشابهة أمام تورينو، وسجل للفريق ثنائية حينذاك ليحول تأخره 1 - 2 إلى الفوز 3 - 2. ووقع توتي عقد استمراره للعام الأخير في يونيو (حزيران) الماضي، وتردد أنه تضمن بندا يفيد ببقائه مع النادي في منصب إداري بعد اعتزاله لاعبا، لكنه أثار مؤخرا التكهنات حول خططه المستقبلية.
وقال توتي عقب المباراة أمام سامبدوريا «صفاء الذهن أمر أساسي؛ فهو أمر يساعد في كل شيء. الهدوء يأتي من الأسرة، وعندما يكون ذهنك صافيا، فإن ذلك يظهر على أرض الملعب». وأضاف: «كيف أعيش هذا العام الأخير لي بصفتي لاعبا؟ أستمتع فيه بالهدوء، وأستمتع بكل يوم، بذهن صاف. إذا كنت أشعر بذلك، فلِمَ أتوقف؟». ويأمل المشجعون بالتأكيد ألا تكون تصريحات توتي مجرد مزاح، ويتمنون أن يشهد شهر مايو (أيار) المقبل إعلانه الاستمرار ومواصلة مسيرته الحافلة لاعبا.
وتعاقد نادي روما أول مرة مع توتي عام 1989 عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. وبدأ مشواره الاحترافي بالظهور الأول في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في مارس (آذار) 1993 قبل أن يرتدي شارة القيادة في 1998 ويتوج مع روما بلقب الدوري عام 2001. وكانت أبرز إنجازاته على المستوى الدولي، التتويج مع المنتخب الإيطالي بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا، وذلك بعد أشهر قليلة من إصابته بكسر في الساق اليسرى، وقد توج بجائزة الحذاء الذهبي في عام 2007 باعتباره أبرز هدافي أوروبا برصيد 26 هدفا.
وكان الراحل نيلس ليدهولم، الذي درب توتي في عام 1997، قد توقع في وقت مبكر مسيرة حافلة لتوتي بعد المستويات التي قدمها اللاعب خلال مشواره بفرق الفئات العمرية بنادي روما. وقال ليدهولم «الناس سيشترون التذاكر فقط لمشاهدته وهو يلعب». وتضاءلت فرص توتي في المشاركة الأساسية خلال الأعوام الأخيرة، لكن ذلك لم يؤثر في نجوميته. ففي الموسم الماضي، سجل خمسة أهداف خلال 13 مشاركة، كانت جميعها من مقعد البدلاء، ليبلغ معدله التهديفي هدفا لكل ساعة، متفوقا بذلك على غونزالو هيغواين الذي حقق رقما قياسيا في الدوري الإيطالي بتسجيل 36 هدفا لنابولي خلال موسم واحد.
وفي المباراة التي انتهت بفوز روما على كروتوني 4 - صفر الأربعاء ضمن منافسات المرحلة الخامسة من الدوري، أبقى المدير الفني لوتشيانو سباليتي النجم توتي ضمن التشكيل منذ البداية وحتى النهاية، وهي فرصة حصل عليها آخر مرة سابقة في مايو 2015، وأخفق توتي في تسجيل الهدف رقم 250 له في الدوري، لكنه قدم دعما واضحا لدزيكو، كما ساهم في تسجيل ثلاثة من الأهداف الأربعة للفريق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».