وزير الإعلام السوداني: أميركا تتلكأ في رفع العقوبات عن بلادنا

أحمد بلال طالب واشنطن بالضغط على المعارضة المسلحة بالجلوس للحوار

وزير الإعلام السوداني: أميركا تتلكأ في رفع العقوبات عن بلادنا
TT

وزير الإعلام السوداني: أميركا تتلكأ في رفع العقوبات عن بلادنا

وزير الإعلام السوداني: أميركا تتلكأ في رفع العقوبات عن بلادنا

وصفت الخرطوم الشروط الأميركية حول رفع العقوبات عن السودان بالتلكؤ والهروب من الاستحقاقات التي ظلت تتحدث عنها واشنطن في كل فترة.. في وقت أنهى فيه المبعوث البريطاني الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان زيارته إلى الخرطوم التي استغرقت ثلاثة أيام، أجرى خلالها لقاءات مع المسؤولين السودانيين وقيادات من تحالف قوى «نداء السودان» المعارض، وذلك في إطار تحريك عملية السلام ووقف الحرب وإجراء الحوار الوطني الشامل.
وكان مسؤولون أميركيون قد أعلنوا أن واشنطن رهنت رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بحزمة من المطالب التي يتوجب على الخرطوم الإيفاء بها.
وعقد المبعوث الأميركي إلى السودان، السفير دونالد بوث، ونائب وزير الخارجية للاقتصاد والشؤون المالية أندرو كيلر مؤتمرًا، الاثنين الماضي، حول العقوبات على السودان، بمشاركة محافظ البنك المركزي، وممثلين عن مكتب وزارة الخزانة الأميركية لمراقبة الأصول الخارجية.
ومن جانبه، قال وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة، الدكتور أحمد بلال، لـ«الشرق الأوسط»، إن الولايات المتحدة تتلكأ في الإيفاء بوعودها مع بلاده بخصوص رفع العقوبات، التي استمرت قرابة عشرين عامًا، مشددًا على أن السودان لا يدعم ولا يأوي الإرهاب، وأنه حاول تسليم أسامة بن لادن إلى واشنطن لكنها رفضت، فقامت الخرطوم بإبعاده. كما أنها قامت بتسليم كارلوس المطلوب دوليًا إلى فرنسا عام 1994، وقال بهذا الخصوص: «نحن لا نفعل ذلك خوفًا من أميركا بل لأن هذا من واجبنا الأخلاقي.. ونحن نبذل جهودًا مضنية لتحقيق السلام طيلة السنوات الماضية.. ووقعنا على خريطة الطريق في حين تلكأت المعارضة»، داعيًا واشنطن إلى الضغط على المعارضة المسلحة والسياسية بالجلوس للحوار.
وأوضح بلال أن العقوبات سببت ضررا للمواطن السوداني، خصوصا في التحويلات البنكية بهدف تلقي العلاج في الخارج، وهو ما يعتبر واحدة من العقوبات على الشعب وليس الحكومة، معتبرًا الحديث عن مذكرة الاعتقال في حق الرئيس عمر البشير من قبل المحكمة الجنائية الدولية ذريعة من واشنطن، مضيفا: «أنا شخصيًا غير متفائل بأن تقوم الولايات المتحدة بخطوة جادة في تطبيع العلاقات ورفع العقوبات عن السودان في وقت قريب».
واستبعد مسؤولون أميركيون، بحسب وكالة «أسوشييتد برس»، قيام الرئيس باراك أوباما بتخفيف العقوبات قبل تركه البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل، مؤكدين أن وجود الرئيس السوداني عمر البشير على سدة الحكم ووضعه بصفته مطلوبا لدى المحكمة الجنائية الدولية يعقد من أي خطوات يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة للتطبيع مع السودان.
وتضع واشنطن السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتجدد عقوبات اقتصادية عليه منذ عام 1997، بسبب استمرار الحرب في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وذلك رغم رفعها عقوبات مماثلة عن كوبا وإيران، ولكنها سمحت للشركات الأميركية بتصدير تكنولوجيا الاتصالات إلى السودان، كما سمحت بمنح السودانيين تأشيرات دخول إلى أراضيها من سفارتها في الخرطوم، فضلا عن استثناءات تتعلق بالمجال الزراعي.
إلى ذلك، أجرى المبعوث البريطاني لدولتي السودان وجنوب السودان، كريستوفر أتروتت، محادثات مع ممثلي الحكومة السودانية والمعارضة خلال زيارته إلى الخرطوم، وهي الزيارة الأولى له منذ تعيينه في أغسطس (آب) الماضي.
وقال المبعوث، وفقًا لتعميم صحافي من السفارة البريطانية في الخرطوم، اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، إنه أكد للأطراف أن الفرصة متاحة لتحقيق السلام في السودان عن طريق الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى، مشيرًا إلى التزام بلاده في دعم السلام وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية، وأنه حث كافة الأطراف على إبداء المرونة للوصول إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى دارفور للتوصل إلى وقف دائم للحرب، وإجراء حوار وطني شامل.
ومن جهته، قال قريب الله خضر، المتحدث باسم الخارجية السودانية، إن وزير الدولة بالخارجية كمال الدين إسماعيل دعا المبعوث البريطاني لدى لقائهما إلى العمل على تطوير العلاقات بين البلدين بناء على المصالح المشتركة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.