13 قتيلاً في معارك جديدة بين القوات الحكومية والمتطرفين في سرت

اجتماع تنسيقي ثلاثي في القاهرة للتعامل مع الأزمة الليبية نهاية أكتوبر

جندي فوق دبابة وسط مدينة سرت خلال مواجهات مع تنظيم داعش (أ ف ب)
جندي فوق دبابة وسط مدينة سرت خلال مواجهات مع تنظيم داعش (أ ف ب)
TT

13 قتيلاً في معارك جديدة بين القوات الحكومية والمتطرفين في سرت

جندي فوق دبابة وسط مدينة سرت خلال مواجهات مع تنظيم داعش (أ ف ب)
جندي فوق دبابة وسط مدينة سرت خلال مواجهات مع تنظيم داعش (أ ف ب)

قتل ثلاثة من عناصر قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وعشرة من عناصر تنظيم داعش في سرت، أمس، مع تجدد المعارك في المدينة الساحلية، حسب ما أفادت مصادر طبية وعسكرية.
وقالت القوات الحكومية، في بيان، إن «قواتنا تواصل تقدمها تجاه المعاقل الأخيرة لعصابة (داعش) داخل سرت، وتستهدف بالمدفعية الثقيلة تجمعا للتنظيم المتطرف في الحي رقم 3 الواقع في شرق سرت (450 كلم شرق طرابلس)».
كما ذكرت في بيان آخر أنها تمكنت من تفجير ثلاث سيارات مفخخة، يقودها انتحاريون قبل وصولها إلى أهدافها.
وأعلن المستشفى الميداني التابع للقوات الحكومية أن ثلاثة من المقاتلين الحكوميين قتلوا في سرت أمس، في حين ذكرت القوات الحكومية أن عشرة على الأقل من عناصر التنظيم المتطرف لقوا مصرعهم.
وأطلقت القوات الحكومية في 12 من مايو (أيار) الماضي عملية «البنيان المرصوص» لاستعادة سرت من التنظيم المتطرف الذي سيطر عليها في يونيو (حزيران) 2015.
وقتل في العملية منذ انطلاقها أكثر من 450 عنصرا من المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق، وأصيب نحو 2500 عنصر آخر بجروح بحسب مصادر طبية. وليس هناك إحصائية بأعداد قتلى تنظيم داعش.
وسيشكل سقوط سرت ضربة موجعة للتنظيم المتطرف الذي يتعرض لسلسلة من النكسات في العراق وسوريا.
من جهة ثانية، كشف محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس، عن اجتماع تنسيقي ثلاثي يعقد في القاهرة في 25 أكتوبر المقبل، بين ممثلي الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في إطار السعي لمعالجة الأزمة في ليبيا.
وقال المتحدث في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة، التقى على هامش تواجده في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، جاكايا كيكويتي رئيس تنزانيا السابق والمبعوث الخاص الحالي للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، في لقاء حضره أيضا مارتن كوبلر، المبعوث الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة إلى ليبيا.
وأوضح أن اللقاء تناول آخر تطورات الأزمة الليبية، وأن أمين عام الجامعة عرض خلاله أهم ما دار من مداولات في هذا الشأن خلال اجتماع المجلس الوزاري العربي في 8 سبتمبر (أيلول) الجاري، وهي المداولات التي أسفرت عن إقرار الوزراء لمقترح تعيين ممثل خاص للأمين العام معني بالأزمة في ليبيا، فيما عرض كيكويتي بدوره نتائج الاتصالات التي يجريها في إطار الولاية الممنوحة له من الاتحاد الأفريقي. وتابع قائلا: «لقد تم الاتفاق في نهاية اللقاء على أهمية قيام تنسيق بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في إطار السعي لمعالجة الأزمة في ليبيا، وعلى أن يعقد اجتماع ثلاثي في القاهرة بمقر الجامعة العربية في 25 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، يضم كلا من كيكويتي والمبعوث الأممي للنظر في كيفية تطوير هذا التعاون خلال الفترة المقبلة، وذلك في إطار السعي لتأكيد الدور المحوري للجامعة العربية في التعامل مع الأزمة الليبية باعتبارها أزمة عربية بالأساس، وأيضا أهمية دور الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد انطلاقا من السعي للحفاظ على السلم والأمن على المستوى الأفريقي بشكل عام.
وكان أبو الغيط قد شارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب التشاوري في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف تنسيق المواقف بين الدول العربية فيما يتعلق بالموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة، ومن بينها القضايا والملفات العربية ذات الأولوية.
وأوضح المتحدث عفيفي أن الاجتماع شهد أيضا تناول تطورات عدد من القضايا المحورية خلال الفترة الحالية، يأتي على رأسها التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية وبالأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث اتفق المجتمعون على ضرورة بذل مزيد من الجهد من أجل التوصل إلى تسويات مناسبة في هذا الإطار، مع تأكيد أهمية دور الجامعة خلال المرحلة المقبلة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.