الكرة الإنجليزية تدين لفينغر بالكثير رغم نتائجه غير المثالية

في ذكرى مرور 20 عامًا على تولي الفرنسي تدريب آرسنال

رغم الفترات العصيبة التي مر بها خلال 20 عاما يبقى للمدرب الفرنسي بصمة وفضل على كرة القدم الإنجليزية («الشرق الأوسط»)
رغم الفترات العصيبة التي مر بها خلال 20 عاما يبقى للمدرب الفرنسي بصمة وفضل على كرة القدم الإنجليزية («الشرق الأوسط»)
TT

الكرة الإنجليزية تدين لفينغر بالكثير رغم نتائجه غير المثالية

رغم الفترات العصيبة التي مر بها خلال 20 عاما يبقى للمدرب الفرنسي بصمة وفضل على كرة القدم الإنجليزية («الشرق الأوسط»)
رغم الفترات العصيبة التي مر بها خلال 20 عاما يبقى للمدرب الفرنسي بصمة وفضل على كرة القدم الإنجليزية («الشرق الأوسط»)

يصادف اليوم مرور 20 عامًا على تولي المدرب الفرنسي أرسين فينغر زمام مهام تدريب آرسنال. ورغم الفترات العصيبة التي مر بها خلال السنوات الأخيرة، يبقى للمدرب الفرنسي بصمة وفضل على كرة القدم الإنجليزية لا يمكن جحدها.
لذلك، لا يسعنا سوى أن نبعث بأرق التهاني إلى فينغر بهذه المناسبة. لقد كنت تمثل المستقبل ذات وقت. ومثلما الحال مع معظم أيقونات الثقافة الشعبية المتقدمين في العمر، أنجز فينغر الآن إلى حد بعيد الدورة الكاملة المألوفة لهذه الفئة من النجوم - من مبدع شاب، إلى نجم متألق إلى ملك متوج لعالم الابتكار إلى شيء يشبه النقيض تمامًا - شيء أشبه بصورة عتيقة باهتة من الماضي البعيد. بالنسبة لأولئك الذين ما يزالون يتذكرون خطوات فينغر الأولى على صعيد كرة القدم الإنجليزية - عندما خرج علينا كمفاجأة سارة وبدا أشبه بدوق أنيق - ثمة أمر صادم وراء النبرة السائدة في أيامه الأخيرة داخل آرسنال. الآن، يجري الحديث عن فينغر كعقبة أمام التقدم، والرغبة المستمرة التي يبديها البعض تجاه المضي قدمًا والابتكار. أما الحقيقة فدائمًا ما تحتل مكانة وسطى بين الجانبين.
يحمل أمس الخميس الذكرى الـ20 لأول يوم لفينغر كمدرب لآرسنال - وهي حقبة تدريب تعج بالانتصارات والأمجاد والتحولات الكبرى داخل النادي، لكنها سقطت في النهاية في دائرة التكرار والرتابة. وفي أعين الجمهور، يبقى فينغر بطلاً شعبيًا من الطراز الأول. ومع ذلك، أصبح يقف الآن أمامنا كبطل علق في آلة الزمن.
وفي الفقرة الافتتاحية من كتابه الرائع «الأبروفسور»، الذي نشر خلال الفترة التي مثلت ذروة تألق فينغر عام 2001، يصف الكاتب مايلز بالمر بدقة شعور المرء أمام فينغر للوهلة الأولى على النحو التالي: «دخل رجل فرنسي طويل رشيق القوام إلى الغرفة وصعد إلى المنصة. وسرعان ما أدركنا أن أرسين فينغر يشكل نمطًا مختلفًا تمامًا عن الشخصيات التي نألفها».
في الواقع، عند إمعان النظر يتضح لنا أن رد فعل الدوري الإنجليزي الممتاز حيال التأثير الأول الذي خلفه فينغر يكشف الكثير عن مدى رجعية مؤسسة الدوري في منتصف تسعينات القرن الماضي بقدر ما يكشف عن مدى حداثة فينغر: مثل البروكلي المشوي والكشف عن أن تناول تسعة أقداح من الجعة والرقص قفزًا في الهواء في دائرة ليس بالتأكيد «تسخين» بعد المباراة.
وتدريجيًا يتكشف لنا أن النصر الحقيقي الذي أحرزه فينغر خلال أيامه الأولى مع الكرة الإنجليزية لم يكن نتاجًا لأساليبه في التدريب بقدر ما كانت ثمرة ذات الخصال التي أصبحت تميز الفترة الأخيرة من عصره. لقد بدل آرسنال موطنه، وتعاقبت عليه حقب صغيرة. ومع تكرار مشاركاته في المنافسة على البطولات أصبح المقعد الخلفي المكان المخصص له بين أندية الصفوة الأوروبية. وعلى مدار هذه الفترة، ظل فينغر متميزًا بذات الخصال التي مكنته من تحدي الأفكار التقليدية الإنجليزية بقوة ودأب ـ العناد والقدرة على الإقناع، وقبل كل شيء الإصرار على أن يبقى صادقًا مع نفسه.
ومن يدري، ربما كانت القصة بأكملها لتتخذ منحى مغايرًا تمامًا، ذلك أنه بادئ الأمر كان آرسنال يرغب في الاستعانة ببوبي روبسون كمدرب لفترة طويلة الأمد معه، بل ووافق روبسون بالفعل، لكن سرعان ما أقنعه مسؤولو بورتو بالبقاء معهم. أما فينغر فكان على قائمة البدلاء. والتقى في البداية ديفيد دين (نائب رئيس آرسنال سابقًا) خلال حفل عشاء عام 1989، حيث تألق فينغر وبدا متميزًا بين الحضور بشخصيته الساحرة وقدراته التمثيلية (قام بأداء جزء من مسرحية «حلم ليلة في منتصف الصيف») وكذلك مهارته في الرقص.
وبعد سبع سنوات، ولدى الإعلان عن اختيار فينغر لتدريب آرسنال، تفاعلت الصحف الإنجليزية مع القرار على نحو سلبي تجلى في العنوان الرئيس الشهير الذي خرجت به صحيفة «إيفيننغ ستاندرد» في أحد الأيام الأخيرة من سبتمبر (أيلول): «آرسين من؟»، في الوقت الذي تحدثت «صنداي ميرور» بتهكم عن «مسيو فينغر».
وعند معاودة النظر إلى هذه العناوين الآن، يتضح أنها تعكس ضيق أفق وتعصبًا من جانب الصحف الإنجليزية. جدير بالذكر أن ذلك العام ذاته شهد وقوف «مسيو فينغر» على المنصة في ميلانو إلى جانب جورج ويا خلال احتفال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتسليم جائزة أفضل لاعب خلال العام. وخلال الاحتفالية، أعلن ويا: «آرسين فينغر لم يجعلني فقط اللاعب الذي أنا عليه الآن، وإنما كذلك الإنسان الذي أصبحت عليه».
ومع ذلك، جاء توقيت انتقال فينغر إلى آرسنال جيدًا، ففي ذلك الوقت بدا الفريق مهيئًا لإدخال إصلاحات عليه، وبدا وكأنه شخص يستعد للتعافي من الإدمان. وفي تلك الفترة، كان تدفق سيل من أموال جديدة على الدوري الممتاز. وبذلك، كان الفريق على أهبة الاستعداد للتحول إلى الأساليب الثورية الكروية الجديدة لفينغر الذي أشارت إليه الصحف البريطانية طيلة الأعوام الـ12 التالية بلقب «البروفسور» 703 مرات.
وبالفعل، كان فينغر محظوظًا للغاية، فقد توافرت أمامه الكثير من الانتصارات السهلة التي نجح في حصدها خلال السنوات الأولى. وخلال تلك السنوات الأولى، بدا فينغر عاقد العزم وحاسما وواثقا من نفسه، مع نجاحه في إتقان التعامل مع التفاصيل على نحو أفضل من مباراة لأخرى. بوجه عام، يمكن تقسيم الحقبة التي قضاها في إنجلترا إلى ثلاثة مراحل: الأولى: كان فينغر خلالها الأول ببساطة ـ أول مدرب أجنبي ناجح، أول من يتحدى علانية الأجزاء الراكدة من ثقافتنا، وبدا أشبه بقابلة تعين في عملية إعادة ولادة لولاها لكانت ستصبح متعسرة. وبفضل فينغر، ارتفعت المعايير في كل مكان. وقد أقر مختلف المدربين من أليكس فيرغسون إلى سام ألاردايس بالفضل الذي يدينون به إلى فينغر المتمثل في رفع مستويات معايير الأداء. ثانيًا: تتميز أفضل الفرق التي تولى فينغر تدريبها بمستوى رفيع ومتألق من الأداء، يتجلى في أسلوب لعب يعتمد على التمريرات السلسة التي تعد من أفضل ما عاينته كرة القدم الإنجليزية على مدار تاريخها. ثالثًا: لفينغر دور كبير في الفترة التي هيمن خلالها الدوري الإنجليزي الممتاز على كرة القدم الأوروبية ـ تحديدًا بين عامي 2005 و2011، عندما نجح اللاعبون أصحاب القدرات الفنية الرفيعة والقوة البدنية في إضافة إيقاع جديد قوي على كرة القدم الأوروبية. وقد كان فينغر هو من جعل ذلك ممكنًا من خلال مزجه بين أسلوب الجري البريطاني «التقليدي» من ناحية والتكنيكات رفيعة المستوى والسرعة والتمرير الدقيق من ناحية أخرى.
ومع ذلك، تظل الحقيقة في النهاية أنه كان يتعين على فينغر الفوز بعدد أكبر من البطولات. وفي هذا الصدد، تبدو بطولة الدوري الممتاز الموسم السابق فرصة ثمينة أهدرت. كما أن آرسنال كان بإمكانه الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا خلال سنوات هنري عندما كان يبدو أنه ما من مستحيل أمام الفريق. والآن، ربما يكون فينغر قد فارق فترة أوج تألقه بموسمين. في كل الأحوال، تظل الأعوام الـ20 الماضية تجربة ساحرة نجحت في إحداث تحول هائل في نادي آرسنال والكرة الإنجليزية برمتها بفضل تأثير فينغر الإصلاحي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».