تأزم موقف فريق مانشستر يونايتد ومدربه الشهير جوزيه مورينهو بعد تلقي الهزيمة الثانية في الدوري إثر أخطاء فنية متكررة، بينما وضح أن أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي في حاجة للثقة بسيسك فابريغاس بعد سقوط فريقه أمام ليفربول، وأن يضع أرسين فينغر مدرب أرسنال ثقته في ثيو والكوت، بينما يمكن لناصر الشاذلي أن يكون رجل النهضة في توتنهام.. هذه أبرز النقاط العشرة المستخلصة من المرحلة الخامسة للدوري الممتاز الإنجليزي.
وسط ملعب يونايتد بحاجة للاعب بارع في التمرير
نظريًا، ما كان ينبغي لمانشستر يونايتد أن يخسر من واتفورد، وليس هذا عدم احترام لفريق المدرب والتر ماتيرازي، الذي لعب بشجاعة وإيمان ليفوز 3 - 1 في ملعب فياكاريج رود. في اللحظة الراهنة هناك شيء غير صحيح في فريق يونايتد، بخلاف المشكلات التي حددها مورينهو، والتي شملت اعترافًا بأن الفريق يعاني سلبية دفاعية في بعض الفترات، وتراجعًا فنيًا لبعض الأفراد العاجزين على تحمل المسؤولية عندما تكون النتائج والعروض متواضعة.
يبدو أن وسط الملعب يفتقد للتوازن الصحيح، في ظل وجود أسماء قوية مثل بول بوغبا، ومروان فيلايني، لكنهما لا يسيطران ويتحكمان في إيقاع اللعب. وكانت هناك فترات من مباراة واتفورد، عندما كان واين روني يتراجع لعمق ملعبه حتى أكثر من لاعبي الوسط هذين، لأسباب لا يعلمها إلا هو. ألم يكن من الجدير الدفع بلاعب يملك مقدرة أكبر على التمرير، مثل دالي بليند، الذي فقد مكانه كقلب دفاع ضد واتفورد، أو مايكل كاريك أو مورغان شنايدرلين، للقيام بأدوار لاعب الوسط المتأخر؟.
ستوك المذعور لا بد أن يعود للأساسيات
تعرض مارك هيوز، مدرب ستوك، للانتقادات من جانب مشجعي فريقه بسبب مبالغته في التعبير عن رد فعله أثناء وقوفه في المنطقة الفنية خلال مباراة توتنهام هوتسبر قبل أسبوع. لكنه كان أكثر خنوعًا خلال المباراة الأخيرة التي تعرض فيها ستوك لهزيمة ساحقة من مضيفه كريستال بالاس برباعية، حيث كان يقف بذراعين مضمومتين إلى صدره وملامح الاشمئزاز بادية على جبينه، قبل أن يركل الهواء غاضبًا عندما سجل أصحاب الأرض هدفهم الرابع. لا يمكن حتى لمدرب يحاول يائسًا الحفاظ على هدوئه أن يكتم شعوره بخيبة الأمل إلى الأبد. يتذيل ستوك سيتي الجدول، وخسر 4 مباريات في بداية مشواره، ولم ينجح حتى الآن في مجرد التقدم في أي مباراة في الدوري هذا الموسم. ويتخلف الفريق بالفعل بفارق أهداف وصل 11 هدفًا، بعد اهتزاز شباكه بالأربعة في 3 من مبارياته الأربعة الأخيرة. والحق أن ستوك يجب أن يعتبر نفسه محظوظًا، لأن النتيجة لم تزد عن الأربعة أهداف.
نسي المدافعون المهمومون بالتعليمات في خضم أعمال الشد والجذب في منطقة الجزاء أن عليهم الالتحام مع المهاجمين في بعض الأحيان أو مراقبتهم. في اللحظة الراهنة يعاني هؤلاء المدافعون من التردد والعصبية، والخوف وربما مجرد الإهمال. على الأقل فطن المدرب إلى الحاجة إلى تذكيرهم بالأساسيات. أن كل هزيمة تلطخ سمعة هيوز في الوقت الحاضر. ستوك من الأندية الصبورة، وكما ذكر ألان باردو مدرب بالاس المتابعين، فمن يقود الفريق هو مدرب خبير، بسيرة ذاتية مناسبة. لكن الحاجة إلى التحسن باتت ملحة. يخوض الفريق سلسلة من المباريات التي تبدو في المتناول في الشهور القادمة: سيواجه وست بروميتش ألبيون، وسندرلاند وهال سيتي وسوانزي سيتي، ووستهام وبورنموث، ثم واتفورد وبيرنلي في منتصف ديسمبر (كانون الأول). وفقط تبدو مواجهة يونايتد على ملعب أولد ترافورد محفوفة بالمخاطر نظريًا. ومع هذا، فإذا استمرت حالة التفكك الحالية التي تسببت في خسارتهم في جنوب لندن، فلن يكون لديه فرصة في تحقيق نتائج إيجابية في أي من المباريات سالفة الذكر. ولطالما كان الدفاع بمثابة حصن هذا الفريق، وعليه أن يعود إلى عادته سريعًا.
الخطأ التحكيمي يشعل الأجواء في غوديسون بارك!
في غضون بضعة مواسم، وشريطة استمرار الإجراءات القضائية الخاصة بمجلس إدارة رابطة الكرة الدولية بحسب ما هو مقرر لها، فإن أهدافًا مثل هدف ميدلزبره الأول في ملعب غوديسون بارك معقل نادي إيفرتون ستتم مراجعته سريعًا – وقد يتم إلغاؤه – عن طريق حكم مساعد مختص بالفيديو. وهو عار من وجوه كثيرة. كان أيتور كارانكا وفريقه ضحية الخطأ البشري الذي لم يتسبب فقط في إعطاء دفعة لإيفرتون، بل امتد تأثيره لمستوى وأجواء المباراة بعد بداية فقيرة من كل الجوانب. نال ميدلزبره نصيبه من الأخطاء التحكيمية عندما عادل الحكم أشلي ويليامز الكفتين بتغاضيه عن اللعبة الخطيرة من جانب غاريث باري الذي رفع حذاءه في مواجهة فيكتور فالديز، وهي اللعبة التي نتج عنها هدف التعادل. الغضب جزء من اللعبة التي من المفترض أن تثير مشاعر المشاهدين. ويوم السبت الماضي، مكن هذا الإحساس بالظلم إيفرتون من إظهار أسلوبه تحت قيادة رونالد كويمان. قال مارتن دي رون: «إيفرتون صعّب الأمور علينا بعد أن أظهر مستواه. أظهروا مدى ارتفاع المستوى الذي طرأ على الكثير من الأندية في الدوري الممتاز. خسرنا المباراة في 15 دقيقة، كان هذا أفضل فريق لعبنا ضده هذا الموسم». كان قرار واحد خاطئ كفيلاً بسقوط إيفرتون في الكثير من المباريات الموسم الماضي، لكن الفريق أظهر تصميمًا في الأسابيع الأولى تحت قيادة كويمان، حيث عدّل تأخره مرتين خلال الفوزين اللذين حققهما. ومن العوامل الأخرى اللافتة في غوديسون، هو أن مدرب إيفرتون ظل يطالب لاعبيه باستمرار بالهدوء وعدم الاندفاع بشكل مفرط في الهجمات المرتدة بمجرد تقدمهم 3 - 1.
قال كويمان: «كانت الطريقة التي سيطرنا بها على الشوط الثاني لافتة».
والكوت يبرر إظهار فينغر الثقة في لاعبيه
خلال الفوز 4 - 1 على هال يوم السبت، ربما بذل جناح منتخب إنجلترا، ثيو والكوت، مجهودًا مكافئًا لكل زملائه من أجل تأمين الانتصار الثالث على التوالي في الدوري لفريق أرسين فينغر. وبخلاف مشاركته القوية في صناعة هدفي ألكسيس سانشيز، سجل والكوت هدفًا رائعًا بنفسه – وهو الهدف رقم 100 في مسيرته – في حين خلقت عرضياته أفضل فرص أرسنال جميعها تقريبًا. كان جمهور الفريق الضيف راضيًا تمامًا، فيما كان بعضهم يشكك في مساهمته. كانت هناك لحظات غاب فيها والكوت لوقت قصير، وكان يستحوذ على الكرة بشكل سلبي، أو يرسل تمريرات خاطئة، لكن هذا هو ما يفعله لاعبو الجناح، حتى في أفضل حالاتهم.
سليماني يثبت أنه ليس لاعبا كسولا
سيتطلب الأمر بعض التأقلم ليصبح معتادا على فكرة الحديث عن المغامرة بدفع 28 مليون إسترليني، لكن إذا استمر إسلام سليماني في تقديم نفس مستوى الأداء الذي قدمه في أول ظهور له بقميص ليستر، فسيؤكد أنه جدير بذلك المبلغ. سجل الجزائري هدفين بالرأس لمساعدة بطل الدوري على تحقيق الانتصار مرتين، فضربات الرأس هي سلاحه الأساسي.
سجل الجزائري 7 أهداف لفريقه السابق سبورتينغ لشبونة هذا العام وحده، والآن هدفين لفريقه الجديد، وهو ما يظهر أنه ليس مجرد صفقة وقوة جديدة، وإنما قدرة على التأقلم مع وضع متغير (انظر سرعة بديهته في تسجيله الهدف الثاني من لمسة عشوائية بالكعب من جيمي فاردي). لكن القوة في الكرات العالية قد لا تكون السبب الرئيسي الذي دفع بطل الدوري إلى كسر رقمه القياسي في الصفقات للتعاقد مع سليماني. وكما أشار كلاوديو رانييري بعد المباراة، فإن لدى سليماني الميل لعمل معدلات جري مكثفة، وهو ليس كسولا، فيما يتعلق بالسرعة. سيضيف المزيد من القوة الفنية في الثلث الأخير للفريق أيضا. كذلك هيأ سليماني فرصا لمارك ألبرايتون وداني درينكووتر في الشوط الأول، وكان لديه القدرة على الجري بالكرة على حافة منطقة الجزاء المكدسة باللاعبين منتظرا اللحظة المناسبة. ومن شأن وجود لاعب آخر يستطيع أن يصنع شيئا من لا شيء أن يشتت الفرق الأخرى بالطبع عن مراقبة فاردي ورياض محرز، ومع استمرار المباراة، شعر الأخير بفائدة وجود مواطنه الجزائري. وقال رانييري بعد المباراة: «لعب سليماني بشكل جيد، لكن هناك أيضا ترابط جيد بينه وبين فاردي ومحرز. لقد اشتريناه لهذه الصفات».
قدرة هوي على التحليل تبشر بالخير
كان عنصر الإثارة الأكبر من هزيمة بورنموث 4-0 من مانشستر سيتي هو سلوك المدرب إيدي هوي عقب المباراة. ربما أظهر المدرب تقبلا على مضض للهزيمة، بسبب المواهب الرفيعة التي يتمتع بها كل من كيفين دي بروين ورحيم ستيرلينغ وفيرناندينهو وكومباني. لكنه كان أيضا يركز على فريقه وأرسل رسالة بأنه شأن جوزيب غوارديولا، على مسار التحسن الدائم.
وقال هوي: «طبيعتي هي أن أقوم دائما بالتحليل والتفكير بأننا كان من الممكن أن نؤدي بصورة مختلفة». وبعد الإلحاح عليه بشأن ما إذا كان يعجب بأداء سيتي، قال هوي: «يمكن أن يحدث ذلك عندما يواجه سيتي فريقا آخر. لا أفكر في مدى تقديمهم لكرة قدم جيدة. كل ما هنالك هو التركيز على فريقنا وكيف يمكننا إيقافهم وأن نفرض أنفسنا في المباراة». وهذا هو التوجه تحديدا الذي قد يسمح لهوي بالوصول إلى القمة بنفسه.
بيكفورد يتألق لكن قد يتأثر بالهزائم
في يوم آخر، ومع حارس مرمى آخر، كان من الممكن أن يتلقى سندرلاند نصف دستة أهداف ضد توتنهام، لكن لأنه يملك جوردن بيكفورد، الذي لمس الكرة أكثر من أي لاعب آخر في فريقه على ملعب وايت هارت لين ويملك كل المؤهلات ليصبح أفضل حارس في هذا البلد حال دون زيادة النتيجة. لكن هل تعرضه لوابل من الأهداف كل أسبوع سيكون جيدا له على المدى الطويل؟ يقف أمام الحارس صاحب الـ22 عاما، مدافعون متواضعو المستوى ويقعون باستمرار في أخطاء تافهة، تسمح له بالتألق مع إنقاذ فريقه مرة بعد أخرى. لكن هذا قد لا ينطبق على مباراة لا يكون له دور كبير فيها كل دقيقتين. إن وجوده في فريق خاسر، بصرف النظر عن الطبيعة المبهرة لعروضه، ليس بالمظهر الجيد.
ورغم كل الإشادة التي يستحقها، فإن الهزيمة ليست جيدة أبدا لثقة الحارس.
فابريغاس يمكن أن يمنح تشيلسي مزيدا من السيطرة
لقد صار واضحا منذ تولى أنطونيو كونتي تدريب تشيلسي، أن أسلوب لعب الإيطالي مبني على الكثافة العددية ورفع معدلات الجري. وهذا هو السبب الرئيسي في ترك سيسك فابريغاس على مقاعد البدلاء، لكن عندما فقد الفريق السيطرة أمام ليفربول على ملعب ستامفورد بريدج مساء الجمعة، وكان بحاجة ماسة إلى بعض السيطرة، ظل لاعب الوسط الذي يمكن أن يعيد هذه السيطرة أسيرا لمقاعد البدلاء حتى الدقائق الستة الأخيرة على نهاية المباراة. يواجه كونتي عدة مشاكل تعوق وصول فريقه إلى قوته الكاملة، لكن من الواضح أنه لا يملك الأفراد المطلوبين لتنفيذ أسلوبه على مستوى رفيع. سيواجه تشيلسي آرسنال مساء السبت وسيحظى لاعب وسط إسبانيا بالطبع لإثبات نفسه أمام ناديه السابق. وفي ظل ابتعاد نيمانيا ماتيتش عن تقديم الأداء المقنع، ربما يكون الوقت مناسبا لحصول الإسباني على أول مشاركة له في التشكيل الأساسي هذا الموسم.
خبرة الغائبين مفصلة على مقاس سوانزي
الأمور لا تمضي بسهولة بالنسبة إلى المدرب فرانشيسكو جيدولين، فبعد الهزيمة من ساوثهامبتون، يواجه فريقه سوانزي سيتي مباريات لا رأفة فيها، حيث يصطدم بمانشستر سيتي قبل أن يواجه ليفربول وآرسنال.
ما يمكن أن يلجأ إليه جيدولين الآن هو الاعتماد على اللاعبين المخضرمين في فريقه، بما في ذلك غيلفي سيغودرسون صاحب الحلول، والقائد جاك كورك، وأنخيل رانجيل، والظهير الأيسر المبعد نايل تايلور. لقد كان تايلور من اللاعبين الأساسيين في الفريق على مدار السنوات الست الماضية، وكذلك مع منتخب ويلز في بطولة يورو 2016، لكن تم استبعاده من قائمة سوانزي لمواجهة ساوثهامبتون بعد استبداله خلال الشوط الأول من مواجهة تشيلسي.
ومع هذا، فسيحصل تايلور على فرصة أخرى للظهور بمظهر مقنع ضد سيتي غدا في كأس الرابطة، وفقا لمدربه الإيطالي الذي قال: «أفضل الاعتماد على ستيفن كينغسلي في هذه الفترة»، بعد أن شعر بالحاجة للرد خلال المؤتمر الصحافي على أسئلة حول ما إذا كان اللاعبون يحترمون مدربهم بما فيه الكفاية.
وأوضح: «يستطيع كايل نيوتن أن يلعب كظهير أيسر أيضا، ومن ثم لا أجد حاجة إلى ظهير أيسر آخر ضمن الاحتياطيين. إذا أظهر لي نايل قدرته على تقديم مردود مختلف ضد مانشستر سيتي، فأنا مستعد للتغيير، ليست هناك مشكلة بيني وبينه، تحدثت معه وهو جاهز للعب غدا». لن يغير تايلور كل شيء بالطبع لكن خبرته يمكن أن تكون عظيمة الفائدة في الأسابيع القادمة. وثمة حاجة إلى العودة إلى الأساسيات بعد التغيير على مستوى طرق اللعب واللاعبين، وهذا بالنسبة إلى فريق لم يذق طعم الفوز منذ 13 أغسطس (آب)، أول أيام الموسم الجديد. وفي هذه المرحلة سيفتقد سوانزي جهود أشلي ويليامز، قائد الفريق الذي انتقل إلى إيفرتون خلال الصيف.
الشاذلي عائد بقوة ليعوض ما فاته
وجد ناصر الشاذلي صعوبة في إحداث الفارق خلال الوقت الذي شارك فيه مع توتنهام الموسم الماضي، وهو ما قد يفسر انتظاره بفارغ الصبر لتعويض ما فات منذ انضمامه إلى وست بروميتش ألبيون الشهر الماضي.
غاب الدولي البلجيكي عن بطولة أوروبا بعد أن ظل حبيس مقاعد البدلاء في أغلب فترات الموسم الماضي، وبعد أن عبر سابقا عن شعوره بالفخر للعب لبلجيكا، لا بد وأن استبعاده تسبب بضربة معنوية. قدم الشاذلي واحدا من أفضل مستوياته في الفترة الأخيرة بأقل مجهود ضد وستهام يوم السبت، حيث سجل هدفين وصنع هدفين آخرين، رغم أنه لم يلمس الكرة إلا 39 مرة فقط. كان هذا أقل من معدلات كل لاعبي وستهام باستثناء سيمون زازا، الذي لعب في الشوط الثاني. بإمكان الشاذلي أن ينتعش في وست بروميتش ويصبح اللاعب الذي تلهث وراءه الأندية. هل من الممكن أن ينهي الموسم متخطيا حاجز العشرين هدفا؟