التعليم في إنجلترا.. من المؤسسات الخيرية إلى خيارات متفرعة

الدراسة مجانية للصغار والجامعات باهظة التكلفة

التعليم في إنجلترا.. من المؤسسات الخيرية إلى خيارات متفرعة
TT

التعليم في إنجلترا.. من المؤسسات الخيرية إلى خيارات متفرعة

التعليم في إنجلترا.. من المؤسسات الخيرية إلى خيارات متفرعة

يختلف التعليم داخل بريطانيا بين إنجلترا وويلز واسكوتلندا التي تعتمد على نظام مغاير. وحتى عام 1870 لم تكن المدارس في إنجلترا سوى مؤسسات خيرية تعمل وفق قناعات القائمين عليها. ولكن قانون التعليم لعام 1870 سمح للدولة بدعم نظام التعليم القائم وبعد ذلك تم تكليف المجالس المحلية بتأسيس المدارس الثانوية في عام 1902. ثم جاء قانون عام 1918 لكي يؤسس لمجانية التعليم في إنجلترا للمدارس الابتدائية.
ومنذ ذلك الحين تفرعت أنواع المدارس في إنجلترا وتعددت مسمياتها وأصبح التعليم إلزاميا حتى سن 18 سنة مع حرية ترك المدارس النظامية من سن 16 سنة. ويمكن بعد ذلك للطالب أن يتوجه إلى التعليم المهني أو الحرفي ولكنه إذا ما توجه إلى التعليم الجامعي فعليه أن يدفع تسعة آلاف إسترليني (11.7 ألف دولار) لكل عام دراسي ولمدة ثلاث سنوات حتى يحصل على درجة جامعية معتمدة. وإذا لم يكن باستطاعة الطالب دفع هذا المبلغ يمكنه أن يقترضه من مؤسسة حكومية توفر قروضا للطلبة على أن يكون دفع القرض وفوائده بعد التخرج ومن الأجر السنوي.

تعليم إجباري حتى سن الـ16

وتنقسم المرحلة التعليمية الإجبارية إلى مرحلتين: الأولى هي المرحلة التأسيسية وهي تشمل أربع مراحل أو درجات تسمى (Key Stages) ثم مرحلة ما بعد 16 عاما والتي تسمى أحيانا الفئة السادسة (Sixth Form).
وبصفة عامة، يبدأ الأطفال مرحلة الحضانة من سن الثلاث سنوات ثم تبدأ مرحلة التعليم الابتدائي من سن خمس سنوات حيث يبدأ العام التأسيسي تليه المرحلة الأولى (Key Stage 1) وتشمل عامين حتى سن السبع سنوات وتليها المرحلة الثانية لمدة ثلاث سنوات تنتهي باختبارات تشبه نهاية المرحلة الإعدادية في نظام التعليم العربي. وتسمى هذه الاختبارات «ساتس 11+» وهي مخصصة للأطفال في سن الحادية عشرة. وحتى هذه المرحلة يكون الاختيار بين المدارس الحكومية المجانية أو المدارس الخاصة.
وبعدها ينتقل الطفل إلى المدرسة الثانوية في المرحلة الثالثة والتي يبدأ بها العام السابع من تعليمه، وهي تستمر أيضا لثلاث سنوات. ويمكن للطالب في هذه المرحلة أن يختار بين المدارس الحكومية التي تسمى «هاي سكول» أو بديلها وهي مدارس تسمى «غرامر سكول» وبعضها حكومي مجاني أو التوجه إلى المدارس الخاصة التي تسمى «سينيور سكول».
وفي نهاية العام الثالث لهذه المرحلة، أي العام الحادي عشر للتعليم يدخل الطلبة إلى اختبار الثانوية العامة الذي يسمى الشهادة العامة للتعليم الثانوي أو (GCSE) اختصارا.
ولمن يريد الاستمرار في التعليم المدرسي بعد ذلك يمكنه أن يكمل عامين آخرين بين سن 16 و18 عاما من التعليم الثانوي الذي يسمى المرحلة السادسة وتنتهي باختبارات الثانوية العليا أو ما يعرف باسم (A Levels).
وتدخل نسبة 93 في المائة من الطلاب إلى المدارس الحكومية المجانية في إنجلترا بين سن الثالثة والثامنة عشرة، ولا يدفع أهل الطلاب سوى تكاليف النشاطات الخاصة مثل السباحة والرحلات والأدوات الموسيقية. ومنذ عام 1998 توجد في إنجلترا ستة أنواع من المدارس الحكومية المجانية وهي:
* المدارس الأكاديمية: وبدأتها حكومة حزب العمال أثناء فترة توني بلير (1997 - 2010) لكي تكون بديلا للمدارس غير المنجزة في المناطق الفقيرة. ويشجع حزب المحافظين حاليا تحويل عدد كبير من المدارس إلى أكاديميات تحت رعاية وزارة التعليم. وهي مدارس تقبل رعاية الشركات والمنظمات غير الحكومية ولكنها تتلقى دعمها من الحكومة المركزية ولا تتبع سلطة المجالس المحلية.
* المدارس الأهلية: وهي تتبع المجالس المحلية التي توظف مدرسيها وتملك الأرض التي تقام عليها المدارس وكذلك كافة المنشآت عليها. وتشرف المجالس أيضا على سياسة القبول في هذه المدارس.
* المدارس الحرة (أو المجانية): وأنشأتها حكومة حزب المحافظين في عام 2010 ويمكن تأسيسها من خلال الأهالي أو الشركات أو الجمعيات الخيرية وتمولها وتشرف عليها الحكومة. وتعد هذه المدارس جزءا من برنامج الأكاديميات القائم وافتتح منها في عام 2011 نحو 24 مدرسة.
* المدارس التأسيسية: وهي تتبع إدارات خاصة تشرف على سياسة القبول فيها.
* المدارس الممولة خيريا: وهي متنوعة وبعضها يتبع كنائس أو ديانات متعددة وبعضها علماني غير ديني.
* المدارس التطوعية: وهي تتبع الكنائس والمؤسسات الخيرية ولكنها تقع تحت إشراف المجالس المحلية التي تعين مدرسيها.
وجميع هذه المدارس محلية وتجذب إليها الطلاب من المناطق القريبة منها جغرافيا. وتنقسم المدارس إلى ابتدائية حتى سن سبع سنوات أو من سبع إلى 11 سنة.

المرحلة الثانوية.. اختيارات متعددة

وتسمى بعض المدارس الثانوية «غرامر سكولز» لأنها بدأت أكاديميا بتعليم اللغة اللاتينية في العصور الوسطى. ولكنها مع مرور الزمن تحولت إلى تدريس اللغة الإنجليزية واللغات الأوروبية والعلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا وعلم الحساب. وانتشر هذا النوع من المدارس حتى عقد الستينات حيث تحول بعضها إلى مدارس ثانوية حديثة وتحول بعضها الآخر إلى مدارس خاصة برسوم دخول. ولأن بعض هذه المدارس احتفظ باسم «غرامر سكول» فإن الاسم لم يعد يدل على هوية المدرسة سواء كانت ثانوية حكومية أو خاصة. وتعتز هذه المدارس بهويتها التي تعود في بعض الأحيان إلى القرن السادس عشر.
من ناحية أخرى يتوجه بعض الأطفال إلى مدارس خاصة تجتذب نسبة سبعة في المائة من مجموع الأطفال في سن التعليم الابتدائي. وتعرف بعض هذه المدارس في الفئة العمرية ما بين 13 و18 عاما بالمدارس العامة (Public Schools) رغم أنها مدارس خاصة وتفرض رسوما دراسية باهظة. وتقدم بعض المدارس منحا مجانية للطلبة المتفوقين. ولا تلتزم هذه المدارس بالمقررات الحكومية كما لا يوجد إشراف حكومي على مدرسيها.
ويسمح نظام التعليم الإنجليزي بالتعليم المنزلي للأطفال وبالمدارس الدينية ولكن الحكومة لا تقدم أي دعم لمن يختار التعليم المنزلي، كما أن التعليم الديني غالبا ما يعتمد على التبرعات وعلى إشراف خاص لمنع التطرف.
وهناك هيئات حكومية تشرف على التدريب المهني لمن يرغب في التوجه إلى مجال العمل بعد نهاية التعليم الثانوي. وهناك معاهد متعددة للتعليم المهني. ويجد هؤلاء الكثير من فرص العمل أسرع من زملائهم الذين يختارون التعليم الجامعي.

جامعات عريقة.. وأقساط باهظة الثمن

بعد التعليم الثانوي يمكن التقدم للجامعات والمعاهد العليا في كافة التخصصات ويتم الاختيار وفقا للدرجات المحققة في اختبار الثانوية العامة. وكان التعليم الجامعي مجانا في إنجلترا حتى التسعينات حينما تم قبول اقتراح بمشاركة الطلبة بنسبة من المصروفات بدأت رمزية وانتهى بها الأمر الآن إلى نحو تسعة آلاف إسترليني للسنة الجامعية الواحدة.
وهناك ترتيب لأفضل الجامعات في إنجلترا منها مجموعة راسل التي تضم 24 جامعة من بينها جامعات أكسفورد وكمبردج ومدرسة الاقتصاد في جامعة لندن وكينغز كوليدج في لندن بالإضافة إلى جامعات إقليمية مثل برمنغهام وليدز وادنبره وغلاسكو ومانشستر ونيوكاسيل وكارديف وشيفيلد وساوثهامتون. ولا تسيطر الدولة على مناهج الجامعات ولكنها تتدخل في سياسة القبول لترسيخ مبدأ العدالة. وهناك وكالة مستقلة تتخصص في متابعة نوعية التعليم في المعاهد العليا والجامعات كما تشرف الدولة على تدريب المعلمين في مراحل التعليم المختلفة وترسل مفتشيها لتفقد المدارس عبر وكالة متخصصة اسمها «اوفستيد». وفي مراحل التعليم العالي يمكن التدرج بعد التخرج من الجامعات بدرجة بكالوريوس إلى الماجستير ويمكن إكماله في عام واحد ثم الدكتوراه وتستغرق ثلاث سنوات.
مما يذكر أن الطلاب الأجانب في الجامعات الإنجليزية تفرض عليهم مصروفات أعلى من الطلاب المحليين. وتصل المصروفات السنوية للطالب الأجنبي إلى ما بين خمسة آلاف إسترليني و20 ألف إسترليني (6.5 إلى 26 ألف دولار) وفقا للتخصص.
ولا تثق بعض الجامعات في الشهادات الثانوية المعادلة وتطلب من الراغبين في الالتحاق بها النجاح في اختبار القبول الخاص بها. وكانت بعض الشركات قد شكت من انخفاض المستوى الأكاديمي للخريجين في مجالات اللغة والحساب وحل المشاكل والعمل الجماعي ضمن فريق وفي فن الإدارة. واضطر هذا بعض الشركات البريطانية إلى توفير دورات تدريبية خاصة للخريجين أو تعيين موظفين من خارج بريطانيا.
ولكبار السن هناك نوافذ تعليمية متاحة في مجالات تعليم الكبار من خلال دورات مسائية وكورسات مهنية ونظام الجامعة المفتوحة التي تتم الدراسة فيها عبر الإنترنت وهي تمنح شهادات جامعية معتمدة أيضا.

التعليم في بريطانيا إلزامي حتى سن الـ18 مع حرية ترك المدارس النظامية في سن الـ16



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.