الجامعات الروسية تستعيد مكانتها في التصنيف الدولي للأفضل عالميًا

بعدما عززت نشاطها بنشر الأبحاث باللغة الإنجليزية وتقدمت في العلوم

جامعة موسكو تحافظ على الصدارة بين الجامعات الروسية ضمن التصنيف الدولي
جامعة موسكو تحافظ على الصدارة بين الجامعات الروسية ضمن التصنيف الدولي
TT

الجامعات الروسية تستعيد مكانتها في التصنيف الدولي للأفضل عالميًا

جامعة موسكو تحافظ على الصدارة بين الجامعات الروسية ضمن التصنيف الدولي
جامعة موسكو تحافظ على الصدارة بين الجامعات الروسية ضمن التصنيف الدولي

تمكنت الجامعات الروسية هذا العام من تحسين مستواها عالميًا وفق ما تشير نتائج التصنيف الدولي للجامعات (QS)، ومن بين 22 جامعة روسية دخلت إلى قوائم أفضل ألف جامعة عالميا، تمكنت 18 جامعة روسية من تحسين تصنيفها هذا العام.
على سبيل المثال، تقدمت جامعة نوفوسيبيرسك الحكومية من الترتيب الـ317 إلى الـ291، بينما تقدمت جامعة «باومن» الحكومية للهندسة في موسكو من الترتيب الـ338 إلى الترتيب الـ306، أما جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية فتقدمت من المرتبة الـ397 إلى المرتبة الـ350، ضمن قائمة أفضل ألف جامعة في العالم، كما ورد ذكر 17 جامعة روسية 71 مرة في 29 فئة في تصنيف فئات المواد العلمية.
وهذا العام حافظت جامعة موسكو الحكومية الشهيرة، المسماة باسم «لومونوسوف» على الريادة في التصنيف بين الجامعات الروسية الأخرى، وورد ذكرها في فئات التصنيف المختلفة 24 مرة.
أما المادة الأهم التي حققت عبرها الجامعة تقدما على قائمة أفضل جامعات فهي مادة «اللغة الأجنبية»، التي تقدمت بها جامعة موسكو الحكومية من المرتبة الـ35 إلى المرتبة الـ17، وفي فئة مادة «الفيزياء وعلوم الفضاء» دخلت جامعة موسكو الحكومية قائمة أفضل 50 جامعة، وحسنت وضعها مقارنة بمرتبتها عام 2015، حيث كانت حينها في المرتبة الـ36، بينما جاءت هذا العام في المرتبة الـ27 في هذه الفئة. الأمر ذاته بالنسبة لفئة مادة «الرياضيات»، حيث تقدمت جامعة موسكو بتسع نقاط وانتقلت من المرتبة الـ42 لعام 2015 إلى المرتبة الـ33 هذا العام. وبشكل عام، سجلت جامعة لمونوسوف الحكومية الروسية هذا العام تقدما في 10 فئات مواد علمية من أصل 19 مادة، بينما تراجعت في مادتين فقط.
وقد ساعد قرار إدخال ست مواد إضافية إلى التصنيف عددا من الجامعات الروسية بالدخول لأول مرة إل قائمة تصنيف أفضل الجامعات عالميًا. على سبيل المثال، دخل معهد موسكو للموسيقى المسمى باسم الموسيقار تشايكوفسكي لأول مرة إلى قائمة أفضل 100 جامعة عالميا في فئة «الأنواع التنفيذية من الفنون» أو «الفنون المسرحية»، حيث احتل معهد تشايكوفسكي المرتبة الـ27 في ذلك التصنيف. الأمر ذاته بالنسبة لمعهد بطرسبورغ للموسيقى المسمى باسم الموسيقار ريمسكي كورساكوف، حيث دخل إلى القائمة وشغل في أول مشاركة له المرتبة الـ47 في تصنيف أفضل 100 جامعة عالميا في فئة الفنون المسرحية. بعيدا عن الفنون المسرحية، انضم هذا العام إلى قائمة أفضل جامعات عالميًا الجامعة الوطنية الروسية للخامات الطبيعية والموارد المعدنية، وكذلك جامعة موسكو الحكومية للنفط والغاز، في واحدة من الفئات الجديدة على قائمة التصنيف هي فئة «الهندسة في صناعة التنقيب والتعدين والمناجم»، حيث احتلت الجامعة الأولى المرتبة الـ51، والثانية المرتبة الـ100 في تلك الفئة عالميًا.
كذلك حسنت موقفها في التصنيف الدولي المدرسة العليا الروسية للاقتصاد، التي أدرجت على القوائم هذا العام وفق التصنيف عن سبع مواد علمية، هي: الاقتصاد والاقتصاد القياسي، وعلم الاجتماع، ومادة السياسة والعلاقات الدولية، والفلسفة، فضلا عن مادة البيزنس وإدارة الأعمال، ومادة الرياضيات، وأخيرا مادة الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات. أما جامعة نوفوسيبيرسك التي تشغل دوما مكانة جيدة على قائمة التصنيف، فقد حسنت هي الأخرى موقفها هذا العام، وأدرجها الخبراء في (QS) على قائمة أفضل جامعات بخمس مواد، هي: الفيزياء وعلم الفلك، الرياضيات، اللغات المعاصرة، الكيمياء، وتقنيات الكومبيوتر والرقميات.
ويقول ياروسلاف كوزمينوف، عميد المدرسة العليا للاقتصاد إن المؤسسات التعليمية الروسية تشارك تقليديًا في المنافسات الدولية على التصنيف في مجالات العلوم الطبيعية والهندسيات، أما في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصاد فلم تكن تشارك سوى جامعة موسكو الحكومية. والسبب في ذلك، وفق ما يرى كوزمينوف، هو أن «الدراسات والبحوث الروسية في العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصاد كانت تحمل طابعا وطنيًا (محليًا) بالمطلق، ولم تكن تُترجم إلى اللغات الأجنبية، وتُنشر باللغة الروسية فقط، لذلك كانت الاقتباسات العملية التي تؤخذ منها محدودة؛ وهو ما انعكس بصورة مباشرة على سمعتها التي تشكل واحدا من الأسس الرئيسية المعتمدة في التصنيف وفق فئات المواد العلمية». ويوضح عميد المدرسة الروسية العليا للاقتصاد، أن «العمل الذي بذلته المؤسسات التعليمية الروسية للتقدم في بيئة تنافسية، ودعم نشر أعمال العلماء والباحثين باللغة الإنجليزية في المجلات العلمية العالمية، تساعد الجامعات الروسية حاليا لتعلن عن نفسها عبر التصنيفات الدولية». وتعتمد مؤسسة (QS Quacquarelli Symonds) البريطانية العالمية في وضع تصنيف الجامعات على أسس تأخذ بالحسبان عوامل عدة، منها السمعة الأكاديمية للمؤسسة التعليمية، نشاط الكادر العملي للمؤسسة التعليمية في مجال نشر الأبحاث العلمية، وعدد الأساتذة بالنسبة لعدد الطلاب، نسبة الأساتذة والطلاب الأجانب في المؤسسة التعليمية.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.