«عندما نغطي الأحداث الكبيرة والمأساوية في منطقة الشرق الأوسط، فإننا نقابل الناس في أسوأ أيام حياتهم.. باستثناء الحج، انظر إلى صور الحجيج في عرفة.. إنهم يقضون أسعد يوم في حياتهم، فكثير منهم أمضى سنين طويلة انتظارا لهذا اليوم».
بهذه الجملة ترد الصحافية شمس الوزير مشرفة تحرير في قناة «سي إن إن»، على سؤال حول فارق التجربة التي يخوضها الصحافيون في المنطقة، وقالت خلال تغطية موسعة للقناة إبان موسم الحج إن السعودية أنجزت عملا لوجيستيا وجبارا في إدارة الحشود، وتطوير الخدمات، مستدلة بـ«الأساور» الإلكترونية الجديدة التي استحدثت هذا العام.
وشهد الموسم المنقضي بنجاح قبل أيام، اهتماما واسعا من قبل وسائل الإعلام بمناسك الحج، وبعثت مختلف المؤسسات الصحافية والقنوات الفضائية مراسلين إلى السعودية للعمل على نقل أقرب لما يحدث في المشاعر المقدسة.
يقول الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام السعودي إن أكثر من 250 صحافيًا أجنبيًا غطوا مناسك الحج ميدانيًا هذا العام، وذلك في مقابلة مع قناة «الإخبارية السعودية» الرسمية.
وفي تعليق لها على تغطية المناسك، قالت ضياء حديد موفدة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى الحج: «لا أستطيع وصف تلك المشاعر هنا، إنها مشاعر محبوبة، محبوبة جدًا»، وذلك في أحد التقارير المصورة التي نشرتها الصحيفة التي بعثت للمرة الأولى مراسلاً ميدانيًا لتغطية الأحداث ونشر قصص من داخل المشاعر، للفريضة التي اجتمع فيها نحو مليوني إنسان، يتحركون في المكان والزمان نفسه.
الصحيفة لم تكتف بنشر التقارير على صفحاتها أو موقعها الإلكتروني وحسب، بل كثفت من التغطية على حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي ونشراتها البريدية أيضًا، إذ أشارت إلى أن الصحافية ستشارك تجربة الحج، بالإضافة إلى التقارير التي ستبعثها.
وبدورها، دأبت حديد على نشر التقارير المكتوبة والمرئية، إلى جانب صور ومقاطع فيديو نشرتها في حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«تويتر»، وتنوعت بين تلخيص مفهوم الحج وخطوات النسك لقراء الصحيفة، ومقابلات أجرتها مع الحجاج أثناء تأديتهم الركن الخامس من أركان الإسلام، ونقل تجاربهم وحكاياتهم، إضافة إلى رصد مشاهدات بكاميرا هاتفها المحمول.
ضياء حديد كانت نموذجًا واحدًا من عشرات الصحافيين، والمراسلين والكوادر الفنية والإدارية المساندة الذي قدموا من 40 دولة في العالم بحسب تصريحات الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع السعودية.
وشهد حج هذا العام سابقتان إعلاميتان. فبالإضافة إلى حديد.. أوفد التلفزيون الرسمي الفلبيني حبيبة ساريب أول مذيعة محجبة لتغطية المناسك ميدانيا. وقالت المذيعة التي نقلت الأحداث للبلاد التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة وغالبيتهم غير مسلمين: «إنه شعور لا أستطيع وصفه، لم أتوقع أن أشاهد الكعبة يوما ما بعيني».
ويقول الدكتور عبد المحسن إلياس وكيل الإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والإعلام السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن كثيرا من وسائل الإعلام بعثت طواقمها، مثل قناة «بي بي سي» البريطانية، ووكالة الصحافة الفرنسية وقناة «سكاي نيوز»، ومن آسيا هناك «قناة إن إتش كي» اليابانية والتلفزيون الصيني الرسمي، إلى جانب قناة الإسلام البريطانية، وغيرها من القنوات العربية والعالمية.
ووفقًا للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، فإن 646 كادرا إعلاميا وصلوا إلى السعودية لتغطية المناسك، ويشمل العدد المذيعين والمراسلين والأطقم الفنية والمساندة، يمثلون 150 قناة تلفزيونية ومحطات إذاعية قدمت لهم الخدمات.
ويشير حمزة الغبيشي مدير فرع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع إلى تزويد الهيئة هذا العام القنوات والفرق الإعلامية بالبرامج الدينية لمناسك الحج، بالإضافة إلى تزويدهم ببرامج عن الخدمات والمشاريع التي تنفذها السعودية في تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فضلا عن تكثيف الجولات الميدانية عبر الفرق الميدانية لهيئة الإعلام المرئي والمسموع المنتشرة في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة، لافتًا إلى تلقي الهيئة إشادات مكتوبة من معظم الفرق الإعلامية نظير التنظيم الجديد الذي قدمته والتسهيلات الممنوحة للقنوات خلال هذا العام.
وأعدت وزارة الثقافة والإعلام السعودية برامج إعلامية متنوعة، تتناسب مع كل وسيلة إعلامية، وتشمل البرامج الميدانية والمؤتمرات الصحافية والجولات السياحية للمدينة المنورة ومكة وجدة، فضلا عن تغطية الفعاليات المصاحبة لشعيرة الحج، وتسهيلات لجميع الإعلاميين في القنوات الفضائية ووكالات الأنباء الدولية، وتوفير الإمكانيات الفنية، مع تخصيص طاقم مؤهل من الوزارة لخدمة الإعلاميين.
يضيف الوكيل: «حرصت الوزارة ممثلة في وكالة الوزارة للإعلام الخارجي على توفير كل التسهيلات اللازمة للإعلاميين لأداء عملهم بيسر وسهولة وربطهم بوسائل الإعلام المحلية من خلال إنشاء ثلاثة مراكز إعلامية في مقر إقامتهم في جدة وعرفات ومنى، مجهزة بوسائل الاتصال الهاتفية لاستقبال وسائل الإعلام العالمية، القادمين من خارج المملكة، ووفرت لهم التسهيلات والبرامج الميدانية وعملت على ترتيب الاستضافة وبرامج التنقل بين المشاعر المقدسة، من خلال توفر التجهيزات اللازمة، ووسائل النقل بين المشاعر والمراكز الإعلامية الحديثة، لتعكس الصورة الحقيقة لهذه الشعيرة وإبراز هدفها في التواصل الثقافي الإنساني بين شعوب العالم».
وتقول وكالة الإعلام الخارجي إنها قدمت التسهيلات باستخراج التصاريح الخاصة بالحج لجميع الإعلاميين الضيوف مع عائلاتهم، إضافة إلى عملية التنسيق والترتيبات الخاصة بالتغطية الإعلامية للمؤتمرات الصحافية المصاحبة للحج، وتزويد جميع الطواقم الإعلامية بالمعلومات التي يحتاجونها.
كما شملت البرامج التي قدمتها الوزارة زيارة مصانع كسوة الكعبة المشرفة، ومتحف عمارة الحرمين الشريفين، والاطلاع على عمل غرف عمليات الهلال الأحمر السعودي، وحضور العروض العسكرية الخاصة بتأمين سلامة أمن الحج والحجيج، فضلا عن التنسيق للتصوير الجوي عبر الطيران العمودي لمشعر عرفات.
وكان الدكتور عبد الملك الشلهوب رئيس «هيئة الإذاعة والتلفزيون» السعودية، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه جرى توفير عدد كبير من الكاميرات المحمولة والثابتة لعمل الاتصالات المرئية على الهواء، كما وفرت الهيئة استوديو مجهزًا لاتحاد إذاعات الدول العربية المشارك في تغطيات الحج لهذا العام بوفد موجود في المشاعر المقدسة، إضافة إلى مركزين إعلاميين في منى وعرفات يقدمان كل الخدمات والتسهيلات الإعلامية والاتصالية للمراسلين والوفود الإعلامية.
7:57 دقيقة
الإعلام الأجنبي في الحج.. 40 دولة وسابقتان
https://aawsat.com/home/article/740891/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-40-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D8%AA%D8%A7%D9%86
الإعلام الأجنبي في الحج.. 40 دولة وسابقتان
صحافية غربية: الفريضة جمعت أسعد وجوه يقابلها مراسلو المنطقة
- جدة: بدر القحطاني
- جدة: بدر القحطاني
الإعلام الأجنبي في الحج.. 40 دولة وسابقتان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة