تركمان العراق يطالبون تركيا بعملية لتحرير الموصل وتلعفر من «داعش»

دعوا إلى عملية مماثلة لـ«درع الفرات» في سوريا

تركمان العراق يطالبون تركيا بعملية لتحرير الموصل وتلعفر من «داعش»
TT

تركمان العراق يطالبون تركيا بعملية لتحرير الموصل وتلعفر من «داعش»

تركمان العراق يطالبون تركيا بعملية لتحرير الموصل وتلعفر من «داعش»

تلقت تركيا مطالبات من تركمان العراق للقيام بعملية عسكرية مماثلة لعملية «درع الفرات» في شمال سوريا، لتطهير الموصل وتلعفر من تنظيم داعش الإرهابي.
وقال النائب التركماني في برلمان كردستان العراق آيدن معروف: «ننتظر من تركيا تنفيذ عملية درع دجلة للسلام في الموصل وتلعفر»، لافتا إلى جهود الحكومة التركية في تقديم المساعدة للتركمان والمكونات الأخرى في مدينة الموصل منذ بدء الأحداث فيها. وأشار معروف، في تصريح لوكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية، إلى أن التركمان «عاشوا مأساة كبيرة في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش، وأن كل أملهم هو أن تقوم تركيا بتنفيذ عملية عسكرية على غرار عملية (درع الفرات) في شمال سوريا».
واحتل «داعش» في عام 2014 مبنى القنصلية التركية في الموصل، واحتجز القنصل العام أوزتورك يلماز و48 من الدبلوماسيين والموظفين وعائلاتهم، وأفرادا من القوات الخاصة التركية لمدة أكثر من 3 أشهر، ثم دمر طيران التحالف الدولي مبنى القنصلية بالتنسيق مع تركيا في أبريل (نيسان) الماضي.
وقال النائب التركماني: «لقد حان الوقت لبدء عملية تحرير الموصل، وإن من يقوم بعرقلة أو تأخير العملية يرتكب خطأ ضد الإنسانية. نحن تركمان العراق نعتقد بضرورة بدء تلك العملية في أقرب وقت ممكن، لإنقاذ السكان المظلومين في تلك المناطق»، مشددا على ضرورة أن يتم التوافق بين مكونات محافظة الموصل قبيل بدء عملية عسكرية لتحرير المحافظة، وأنه «ينبغي ألا يتكرر في الموصل وتلعفر سيناريو الأنبار والفلوجة».
وأكد معروف ضرورة مشاركة التركمان في عملية تحرير الموصل من قبضة «داعش»؛ لأن عملية تحرير الموصل دون مشاركة التركمان لن تخدم الأخوة والسلام، وينبغي أن يكون هناك اتفاق سياسي بين المكونات الإثنية في المنطقة قبل بدء العملية؛ لأن المكونات الدينية والإثنية في المنطقة قلقة من سيطرة حزب أو قوة واحدة هناك بعد طرد «داعش»، الأمر الذي سيؤدي إلى خلافات وصراعات جديدة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قد أكد، الأربعاء، أن الموصل تحتاج إلى عملية شبيهة بـ«درع الفرات» التي نفذتها القوات التركية مع عناصر الجيش الحر والتحالف الدولي في شمال سوريا، وحررت خلالها جرابلس والراعي من تنظيم داعش. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه لا يمكن للقوات التركية التدخل دون مشاركة العناصر المحلية من أجل تحرير الرقة في شمال سوريا والموصل في شمال العراق.
وطرح التدخل التركي في الرقة والموصل للمرة الأولى عقب لقاء الرئيس التركي مع نظيريه الروسي والأميركي، خلال أعمال قمة العشرين في الصين الأسبوع قبل الماضي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.