هاجي ورحلته العجيبة بين إسبانيا وإيطاليا

الروماني الذي غادر ريـال مدريد واستراح في بريشيا.. ثم انضم إلى برشلونة

تألق هاجي (يسار) في مونديال 94 في الولايات المتحدة فتح له آفاقًا في برشلونة («الشرق الأوسط»)
تألق هاجي (يسار) في مونديال 94 في الولايات المتحدة فتح له آفاقًا في برشلونة («الشرق الأوسط»)
TT

هاجي ورحلته العجيبة بين إسبانيا وإيطاليا

تألق هاجي (يسار) في مونديال 94 في الولايات المتحدة فتح له آفاقًا في برشلونة («الشرق الأوسط»)
تألق هاجي (يسار) في مونديال 94 في الولايات المتحدة فتح له آفاقًا في برشلونة («الشرق الأوسط»)

من الصعب أن يتذكر المرء أسماء الكثير من اللاعبين الذين قاموا برحلة مكوكية إلى بريشيا الإيطالية في فترة تتوسط اللعب لريـال مدريد وبرشلونة. بل من الغريب أن نفكر بلاعب يترك ريـال مدريد لفريق صعد حديثا إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي «سيري إيه»، ثم يتحمل الهبوط إلى الدرجة الثانية «سيري بي»، ولا يعود إلى الدوري الإسباني الممتاز «لا ليغا» إلا بعد أن يكون قد تم تأمين الصعود من جديد والفوز بالكأس الأنجلو - إيطالية (بطولة أقيمت من عام 1970 و1996 بين الأندية الإنجليزية والإيطالية). ومع هذا، ففي صيف 1992، فعل جورجي هاجي صاحب الـ27 عاما هذا، بانتقاله من إسبانيا إلى إيطاليا. ورغم أن هذا الانتقال لم يكن ناجحا تماما، فلقد سمحت له هذه الفترة القصيرة بأن يصير أسطورة مع فريق بريشيا.
يتمتع بريشيا بقدرة استثنائية على اجتذاب اللاعبين المشهورين، وقد وطأت أقدام لاعبين من أمثال روبرتو باجيو وجوسيب غوارديولا، وأندريا بيرلو ولوكا توني البساط الأخضر على ملعب ستاديو ماريو ريغامونتي. بدأ هاجي وعدد قليل من اللاعبين الدوليين الرومانيين هذا الاتجاه؛ وهو ما جعل بريشيا هو الاختيار الشائع في هذا الزمان.
وفي حين قد يبدو تدفق اللاعبين الرومانيين على ناد إيطالي متواضع المستوى اختيارا غريبا الآن، فقد كان ذلك هو العصر الذي كانت فيه القواعد الخاصة باللاعبين الأجانب تقيد انتقالات اللاعبين. لم يكن مسموحا للأندية سوى بـ3 لاعبين أجانب، في الوقت الذي كانت أندية الدوري الإيطالي الممتاز تحقق نجاحات من خلال هذه الاستراتيجية نفسها؛ كان لدى ميلان 3 لاعبين هولنديين، هم ماركو فإن باستن ورود خولت وفرانك ريكارد، في حين كان لدى الإنتر 3 لاعبين ألمان، هم لوثر ماتايوس وأندرياس بريمي ويورغن كلينسمان.
ومن ثم فقد سعى بريشيا للحل الروماني. استعان مدرب النادي، مرسيا لوتشسكو باللاعبين الرومانيين على مدار 13 عاما ودرب 5 منهم، ومن ثم فقد كان الرجل المثالي لتأسيس نموذج روماني مصغر في شمالي إيطاليا. كان هاجي هو الانقلاب، ولا شك في هذا، حيث توصل رئيس النادي لويجي كوريوني إلى اتفاق بقيمة 8 مليارات ليرة مع ريـال مدريد لضم لاعب الوسط بالراتب نفسه الذي كان يحصل عليه في إسبانيا. انضم إلى زملائه الدوليين الرومانيين، دورين ماتيوت، الذي قدم من ريـال سرقسطة، وفلوريان رادوتشيو، الذي انتقل من هيلاس فيرونا، وإيوان ساباو القادم من فاينورد.
كان الموسمان اللذان قضاهما هاجي في بريشيا متضاربين. تلقى بطاقة حمراء في أول مباراة في الدوري وهبط النادي إلى الدرجة الثانية في النهاية، بعد الهزيمة في مباراة حاسمة مع أودينيزي. كان هاجي قد أحرز ضمن مسيرة غير مقنعة. وتعرض لغرامة لتأخره في حضور التدريبات؛ ودخل في جدال مع المدرب حول مسؤولياته الإعلامية؛ بل والأسوأ، أنه كان كسولا في المباريات.
كان كسولا؟ ربما، لكن غير مخلص للفريق، لا. بقي هاجي مع بريشيا ليؤكد أنه «ليس جبانا أو خائنا»، وأصبح نجم الفريق. ربما أدى بتراخ كبير في الموسم الأول في إيطاليا؛ اعتقادا منه أن الدوري الإيطالي الممتاز سيكون نزهة بعد أن لعب بقميص ريـال مدريد، لكنه قدم مستوى أعلى وصنع قصة نجاح في الدرجة الثانية.
في موسم 1993 - 94، ظهر «مارادونا البلقان» فعليا، حيث فتحت تمريراته الساحرة الثغرات في دفاعات المنافسين، وزادت ثقته، وأظهر قدرته على تخطي المدافعين ببراعة وأحرز 9 أهداف في الدرجة الثانية، أقل قليلا من أوليفر بيرهوف وغابرييل باتيستوتا، لكنه سجل كان كافيا ليعيد بريشيا إلى أضواء الدوري الممتاز. كذلك، فاز هاجي بلقبه الوحيد مع بريشيا في 1994، عندما هزم نوتس كاونتي 1 – 0، أمام 17.185 مشجعا في ويمبلي ليحقق لقب الكأس الأنجلو - إيطالية.
عاد هاجي بفضل التحسن الذي طرا على مستواه، إلى الخريطة من جديد، وعندما قاد منتخب رومانيا الذي استحوذ على قلوب العالم في مونديال أميركا 94، بدأت نخبة الأندية الأوروبية تطرق بابه من جديد. ودع هاجي إيطاليا عندما تدخل يوهان كرويف ليتعاقد معه ليلعب بقميص برشلونة، بطل الدوري الإسباني في ذلك الوقت. وبهذا أسدل الستار على مسيرته القصيرة الحافلة التي لا تنسى في إيطاليا. كان هاجي كسولا ومتمردا في بعض الأحيان خلال وجوده في بريشيا، لكنه كان رائعا ولا شك.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».