معركة «قادسية الجنوب».. تقدم المعارضة نحو فك حصار بيت جن

أعطت الأمان لأهالي بلدة حَضَر الدرزية مقابل عدم وقوفهم إلى جانب قوات الأسد

أعمدة الدخان تتصاعد من أماكن تعرضت للقصف في بلدة جبات الخشب التي تسيطر عليها المعارضة في ريف القنيطرة (رويترز)
أعمدة الدخان تتصاعد من أماكن تعرضت للقصف في بلدة جبات الخشب التي تسيطر عليها المعارضة في ريف القنيطرة (رويترز)
TT

معركة «قادسية الجنوب».. تقدم المعارضة نحو فك حصار بيت جن

أعمدة الدخان تتصاعد من أماكن تعرضت للقصف في بلدة جبات الخشب التي تسيطر عليها المعارضة في ريف القنيطرة (رويترز)
أعمدة الدخان تتصاعد من أماكن تعرضت للقصف في بلدة جبات الخشب التي تسيطر عليها المعارضة في ريف القنيطرة (رويترز)

ناشدت غرفة عمليات معركة «قادسية الجنوب»، التي أطلقتها القوات المعارضة لنظام بشار الأسد في جنوب سوريا، أهالي بلدة حَضَر الدرزية، بـ«التزام الحياد في المعركة الدائرة بالقرب من البلدة» مؤكدة على «حرص الفصائل المنضوية تحت رايتها على سلامتهم وسعيها لتجنيبهم أي آثار جانبية للعمل العسكري».
وفي حين أعلنت الفصائل العسكرية المعارضة أنها تمكنّت من تحرير مواقع استراتيجية، وطرد مقاتلي النظام والميليشيات المتحالفة معه منها، أوضح عضو المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر» أبو أحمد العاصمي، أن «أهمية المناطق التي تحررت في الجبهة الجنوبية، تكمن في أنها مناطق محصنة وتشكل خطوط إمداد للنظام». وأكد العاصمي لـ«الشرق الأوسط» أن «رمزية تحرير هذه المواقع تشبه إلى حد كبير، تحرير كلية المدفعية وكلية التسليح في حلب»، معتبرًا أن «الإنجاز الأهم يكمن في الحفاظ على ما تم تحريره، ليتمكن الثوار في الأيام المقبلة من التقدم نحو الهدف الأساسي، والوصل إلى مشارف بلدتي بيت جن وبيت ساير المحاصرتين».
وحول مطالبة غرفة عمليات معركة «قادسية الجنوب» أهالي بلدة حضر الدرزية بالتزام الحياد، أوضح العاصمي أن «بلدة حَضَر تقع مقابل بلدة مجدل شمس التي تحتلها إسرائيل، أي في الجهة الأخرى المطلة على الجولان، وهي على آخر خط المناطق السورية غير المحتلة». وأردف أن «الثوار يحاولون قدر الإمكان إبعاد الإخوة الدروز عن الاصطفافات، كي لا يزج بهم النظام في توتر أو مواجهة مع الغالبية السنية، وهم حذرون من أن أي توتر في حَضَر قد ينسحب على درعا».
هذا، وتعهدت غرفة عمليات «معركة قادسية الجنوب» في بيان بـ«تأمين الممرات الإنسانية بشكل مستمر إلى داخل حَضَر، مع وضع لجنة متخصصة للتواصل مع وجهائها، لضمان السير السلس للحياة اليومية فيها، وذلك بشرط عدم وقوف أهالي حضر مع قوات الأسد». وقالت الغرفة إنها «أطلقت المعركة لفك الحصار عن المناطق المحاصرة، حتى لا يقوم نظام الأسد بتطبيق سياسة الجوع أو الركوع بحقهم»، في إشارة إلى هدفها في الوصول إلى الغوطة الغربية ومنطقة بيت جن.
من جهة ثانية، أعلن قائد «لواء فجر التوحيد» أبو محمد أخطبوط، أن «الثوار قسموا جبهة الجنوب إلى قطاعين، الأول أطلقوا عليه اسم «معركة مجاهدين حتى النصر»، والثاني «معركة قادسية الجنوب»، مشيرًا إلى أن الأولى تولت مهمة العمل الميداني ضمن ما يعرف بـ«مثلث الموت»، وأخذت على عاتقها تحرير تل غرين وعيون العلق وتل كروم وتل بزاق. أما الثانية، فتولت مهمة تحرير الحميرة وسرية طرنجة وسرية «م. د» وفريق حَضَر وبيت جنّ والتل الأحمر.
وتابع أخطبوط في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بعد تحرير سرية طرنجة، وصل الاشتباك إلى تلة حميرة، حيث حاولت ميليشيات الدفاع الوطني وسرايا (حزب الله) استرجاع المنطقة فلم يستطيعوا، ولا تزال الاشتباكات العنيفة تدور على محور تل حميرة الذي يصر الثوار على تحريره». ثم قال: «استطاعت غرفة عمليات (معركة مجاهدين حتى النصر) تحرير تل غرين، وخلال الـ24 ساعة الأخيرة، تمكن الثوار وبعد اشتباكات عنيفة من تحرير مزارع تل غرين التي نسميها (منطقة القتل)، اقتحمناها بمدرعات (بي إم بي) لأنها منطقة مكشوفة، وبثلاث مجموعات من الانغماسيين، لكننا خسرنا فيها 30 شهيدًا»، وكشف في الوقت نفسه أن «معركة قادسية الجنوب» بصدد إطلاق مرحلتها الثانية الهادفة لفتح الطريق إلى بلدة بيت جن المحاصرة.
ورأى أخطبوط أن مطالبة «قادسية الجنوب» سكان حضر بالتزام الحياد «لا يعني أنهم يريدون اقتحام هذه البلدة، بل لأنها تقع إلى جانب الطريق المؤدي إلى بيت جن، وحتى لا تكون حَضَر خاصرتهم الرخوة». وشدد قائد «لواء فجر التوحيد»، على «أهمية فك الحصار عن بيت جن؛ لأنه يمكّن الثوار من تطويق النظام بقوس ناري، وإطباق الحصار على الريف الغربي لدمشق، ويسمح بضرب اللواء 68 والوحدات الخاصة على أبواب دمشق». وأوضح: «الثوار يعتبرون أن الطريق من الريف الغربي هو الأفضل للوصول إلى دمشق، بحسب استراتيجية العمل العسكري»، لافتًا إلى أن «نقطة الثوار في بيت المقنطرة، تبعد 17 كيلومترًا كخط نار عن مدينة معضمية الشام، و23 كيلومترًا عن مطار المزة العسكري»، ومشيرًا إلى «قرب هذه المنطقة من دمشق وتضاريسها الجغرافية مهمة جدًا للثوار».
على صعيد آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت مجددًا مساء الثلاثاء، مواقع عسكرية للنظام السوري، ردًا على سقوط قذائف في الجولان المحتل. وقال في بيان، إن «قذيفتين أطلقتا مساء الثلاثاء من الأراضي السورية، سقطتا في الشطر المحتل من الهضبة السورية من دون أن تسفرا عن إصابات». ثم أضاف: «إن الطيران الإسرائيلي ردّ باستهداف بطاريات مدفعية للنظام السوري في وسط مرتفعات الجولان السورية، واستهدفت الغارات مواقع بالقرب من بلدة أبو قاووق القريبة من بلدة سعسع وقلعة جندل في مرتفعات جبل الشيخ الشرقية».
وحول القصف الإسرائيلي، توقف القيادي في «الجيش الحر» أبو أحمد العاصمي، عند أبعاد زيادة وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع للنظام في القنيطرة، ولفت إلى أن «القصف الإسرائيلي يطال مراكز الأسلحة الاستراتيجية لجيش النظام». وشرح قائلا: «لقد قصف الإسرائيليون مرابض المدفعية الثقيلة علما بأنها لم تقصف الجولان، والسبب برأيي أن هناك شعورًا لدى الإسرائيليين بأن هذه المنطقة قد تسقط بيد مقاتلي المعارضة، وقد تصبح هذه الصواريخ بيد الثوار. والسبب الثاني، محاولة تعويم شعبية النظام، والإيحاء بأنه مستهدف من إسرائيل ولا يزال في جبهة الممانعة المزيفة، والدليل على ذلك الدعاية الإعلامية التي تروجها قنوات إيران والنظام، والزعم أن الضربات الإسرائيلية استهدفت الجيش السوري من دون أن تقترب من المسلحين، وتسويق أكذوبة التواصل مع الإسرائيليين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.