ناشدت غرفة عمليات معركة «قادسية الجنوب»، التي أطلقتها القوات المعارضة لنظام بشار الأسد في جنوب سوريا، أهالي بلدة حَضَر الدرزية، بـ«التزام الحياد في المعركة الدائرة بالقرب من البلدة» مؤكدة على «حرص الفصائل المنضوية تحت رايتها على سلامتهم وسعيها لتجنيبهم أي آثار جانبية للعمل العسكري».
وفي حين أعلنت الفصائل العسكرية المعارضة أنها تمكنّت من تحرير مواقع استراتيجية، وطرد مقاتلي النظام والميليشيات المتحالفة معه منها، أوضح عضو المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر» أبو أحمد العاصمي، أن «أهمية المناطق التي تحررت في الجبهة الجنوبية، تكمن في أنها مناطق محصنة وتشكل خطوط إمداد للنظام». وأكد العاصمي لـ«الشرق الأوسط» أن «رمزية تحرير هذه المواقع تشبه إلى حد كبير، تحرير كلية المدفعية وكلية التسليح في حلب»، معتبرًا أن «الإنجاز الأهم يكمن في الحفاظ على ما تم تحريره، ليتمكن الثوار في الأيام المقبلة من التقدم نحو الهدف الأساسي، والوصل إلى مشارف بلدتي بيت جن وبيت ساير المحاصرتين».
وحول مطالبة غرفة عمليات معركة «قادسية الجنوب» أهالي بلدة حضر الدرزية بالتزام الحياد، أوضح العاصمي أن «بلدة حَضَر تقع مقابل بلدة مجدل شمس التي تحتلها إسرائيل، أي في الجهة الأخرى المطلة على الجولان، وهي على آخر خط المناطق السورية غير المحتلة». وأردف أن «الثوار يحاولون قدر الإمكان إبعاد الإخوة الدروز عن الاصطفافات، كي لا يزج بهم النظام في توتر أو مواجهة مع الغالبية السنية، وهم حذرون من أن أي توتر في حَضَر قد ينسحب على درعا».
هذا، وتعهدت غرفة عمليات «معركة قادسية الجنوب» في بيان بـ«تأمين الممرات الإنسانية بشكل مستمر إلى داخل حَضَر، مع وضع لجنة متخصصة للتواصل مع وجهائها، لضمان السير السلس للحياة اليومية فيها، وذلك بشرط عدم وقوف أهالي حضر مع قوات الأسد». وقالت الغرفة إنها «أطلقت المعركة لفك الحصار عن المناطق المحاصرة، حتى لا يقوم نظام الأسد بتطبيق سياسة الجوع أو الركوع بحقهم»، في إشارة إلى هدفها في الوصول إلى الغوطة الغربية ومنطقة بيت جن.
من جهة ثانية، أعلن قائد «لواء فجر التوحيد» أبو محمد أخطبوط، أن «الثوار قسموا جبهة الجنوب إلى قطاعين، الأول أطلقوا عليه اسم «معركة مجاهدين حتى النصر»، والثاني «معركة قادسية الجنوب»، مشيرًا إلى أن الأولى تولت مهمة العمل الميداني ضمن ما يعرف بـ«مثلث الموت»، وأخذت على عاتقها تحرير تل غرين وعيون العلق وتل كروم وتل بزاق. أما الثانية، فتولت مهمة تحرير الحميرة وسرية طرنجة وسرية «م. د» وفريق حَضَر وبيت جنّ والتل الأحمر.
وتابع أخطبوط في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بعد تحرير سرية طرنجة، وصل الاشتباك إلى تلة حميرة، حيث حاولت ميليشيات الدفاع الوطني وسرايا (حزب الله) استرجاع المنطقة فلم يستطيعوا، ولا تزال الاشتباكات العنيفة تدور على محور تل حميرة الذي يصر الثوار على تحريره». ثم قال: «استطاعت غرفة عمليات (معركة مجاهدين حتى النصر) تحرير تل غرين، وخلال الـ24 ساعة الأخيرة، تمكن الثوار وبعد اشتباكات عنيفة من تحرير مزارع تل غرين التي نسميها (منطقة القتل)، اقتحمناها بمدرعات (بي إم بي) لأنها منطقة مكشوفة، وبثلاث مجموعات من الانغماسيين، لكننا خسرنا فيها 30 شهيدًا»، وكشف في الوقت نفسه أن «معركة قادسية الجنوب» بصدد إطلاق مرحلتها الثانية الهادفة لفتح الطريق إلى بلدة بيت جن المحاصرة.
ورأى أخطبوط أن مطالبة «قادسية الجنوب» سكان حضر بالتزام الحياد «لا يعني أنهم يريدون اقتحام هذه البلدة، بل لأنها تقع إلى جانب الطريق المؤدي إلى بيت جن، وحتى لا تكون حَضَر خاصرتهم الرخوة». وشدد قائد «لواء فجر التوحيد»، على «أهمية فك الحصار عن بيت جن؛ لأنه يمكّن الثوار من تطويق النظام بقوس ناري، وإطباق الحصار على الريف الغربي لدمشق، ويسمح بضرب اللواء 68 والوحدات الخاصة على أبواب دمشق». وأوضح: «الثوار يعتبرون أن الطريق من الريف الغربي هو الأفضل للوصول إلى دمشق، بحسب استراتيجية العمل العسكري»، لافتًا إلى أن «نقطة الثوار في بيت المقنطرة، تبعد 17 كيلومترًا كخط نار عن مدينة معضمية الشام، و23 كيلومترًا عن مطار المزة العسكري»، ومشيرًا إلى «قرب هذه المنطقة من دمشق وتضاريسها الجغرافية مهمة جدًا للثوار».
على صعيد آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت مجددًا مساء الثلاثاء، مواقع عسكرية للنظام السوري، ردًا على سقوط قذائف في الجولان المحتل. وقال في بيان، إن «قذيفتين أطلقتا مساء الثلاثاء من الأراضي السورية، سقطتا في الشطر المحتل من الهضبة السورية من دون أن تسفرا عن إصابات». ثم أضاف: «إن الطيران الإسرائيلي ردّ باستهداف بطاريات مدفعية للنظام السوري في وسط مرتفعات الجولان السورية، واستهدفت الغارات مواقع بالقرب من بلدة أبو قاووق القريبة من بلدة سعسع وقلعة جندل في مرتفعات جبل الشيخ الشرقية».
وحول القصف الإسرائيلي، توقف القيادي في «الجيش الحر» أبو أحمد العاصمي، عند أبعاد زيادة وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع للنظام في القنيطرة، ولفت إلى أن «القصف الإسرائيلي يطال مراكز الأسلحة الاستراتيجية لجيش النظام». وشرح قائلا: «لقد قصف الإسرائيليون مرابض المدفعية الثقيلة علما بأنها لم تقصف الجولان، والسبب برأيي أن هناك شعورًا لدى الإسرائيليين بأن هذه المنطقة قد تسقط بيد مقاتلي المعارضة، وقد تصبح هذه الصواريخ بيد الثوار. والسبب الثاني، محاولة تعويم شعبية النظام، والإيحاء بأنه مستهدف من إسرائيل ولا يزال في جبهة الممانعة المزيفة، والدليل على ذلك الدعاية الإعلامية التي تروجها قنوات إيران والنظام، والزعم أن الضربات الإسرائيلية استهدفت الجيش السوري من دون أن تقترب من المسلحين، وتسويق أكذوبة التواصل مع الإسرائيليين».
معركة «قادسية الجنوب».. تقدم المعارضة نحو فك حصار بيت جن
أعطت الأمان لأهالي بلدة حَضَر الدرزية مقابل عدم وقوفهم إلى جانب قوات الأسد
معركة «قادسية الجنوب».. تقدم المعارضة نحو فك حصار بيت جن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة