الاتحاد والشباب.. الرابحان الكبيران من توقف الدوري السعودي

5 فرق استغلت الفرصة لالتقاط أنفاسها وحل مشكلاتها قبل العودة

الاتحاد استغل فرصة التوقف لإصلاح مشكلاته الفنية (تصوير: صادق الأحمد)  -  الجابر مدرب الشباب تنفس الصعداء بعد تسجيل المحترفين الأجانب («الشرق الأوسط»)
الاتحاد استغل فرصة التوقف لإصلاح مشكلاته الفنية (تصوير: صادق الأحمد) - الجابر مدرب الشباب تنفس الصعداء بعد تسجيل المحترفين الأجانب («الشرق الأوسط»)
TT

الاتحاد والشباب.. الرابحان الكبيران من توقف الدوري السعودي

الاتحاد استغل فرصة التوقف لإصلاح مشكلاته الفنية (تصوير: صادق الأحمد)  -  الجابر مدرب الشباب تنفس الصعداء بعد تسجيل المحترفين الأجانب («الشرق الأوسط»)
الاتحاد استغل فرصة التوقف لإصلاح مشكلاته الفنية (تصوير: صادق الأحمد) - الجابر مدرب الشباب تنفس الصعداء بعد تسجيل المحترفين الأجانب («الشرق الأوسط»)

تترقب جماهير كرة القدم السعودية عودة عجلة دوري المحترفين إلى الدوران من جديد بعد التوقف الأول هذا الموسم الذي دام قرابة 30 يوما، نظير مشاركة المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا، وخوضه مباراتي تايلاند والعراق التي كسبها وحقق من خلالها العلامة الكاملة.
وتعود الحياة مجددا إلى ملاعب كرة القدم السعودية يوم الجمعة المقبل، حيث تنطلق الجولة الثالثة التي تُحضّر فيها عدد من المباريات التنافسية المثيرة، مثل قمة بريدة، حيث يلتقي الرائد غريمه التقليدي التعاون، إضافة إلى مواجهة الأهلي مع مضيفه الشباب في العاصمة الرياض.
وتقام يوم الجمعة المقبل ثلاث مواجهات؛ تجمع الأولى منها بين الخليج والباطن، في حين تعقبها مواجهة القمة بين الرائد وغريمه التقليدي التعاون، وأخيرا يستضيف الهلال نظيره الاتفاق على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض.
وتستكمل هذه المنافسات يوم السبت، حيث تقام مواجهتان، تجمع الأولى بين الفيصلي والفتح، والثانية بين النصر ونظيره القادسية، على أن تختتم منافسات الأسبوع الثالث يوم الأحد الذي يشهد إقامة مواجهة الشباب والأهلي، والوحدة مع نظيره الاتحاد.
وتنفس عدد من الفرق المشاركة بدوري المحترفين السعودي الصعداء خلال فترة التوقف الطويلة التي لملمت فيها أوراقها بعد تسجيل بداية غير جيدة على صعيد المستوى أو حتى النتائج، ويأتي في المقدمة فريق الاتحاد الذي حقق العلامة الكاملة، لكنه كان يعاني من وجود بعض الثغرات الفنية نظير تأخر انطلاقته في الإعداد.
وبدأت خمسة فرق هي الأكثر استفادة من فترة التوقف الحالية، حيث يتقدم هذه القائمة فريق الاتحاد، يليه فريق الشباب، ثم الخليج، ورابعا الاتفاق، وأخيرا فريق الباطن، الذي أعاد ترتيب أوراقه بعد صعوده الطارئ إلى دوري المحترفين السعودي، على خلفية قرار صادر من لجنة الانضباط بحق نادي المجزل وهبوطه إلى مصاف دوري الدرجة الثانية، وصعود الباطن بديلا عنه، نظير تلاعبات في بعض مباريات الفريق في دوري الدرجة الأولى.
وأقام فريق الاتحاد معسكرا إعداديا طويلا في تركيا بعد أن كان من المقرر له في إسبانيا، وخاض فيه عددا من المواجهات الودية تحت قيادة مدرب الفريق التشيلي خوسيه لويس باندو، كما أنهت إدارة النادي مشكلة اللاعب التونسي أحمد العكايشي الذي سيكون ضمن خيارات المدرب في مواجهة الوحدة المقبلة.
ورغم الإعداد الجيد لفريق الاتحاد خلال فترة التوقف الحالية للدوري، فإن وفاة رئيس النادي أحمد مسعود الذي تعرض لأزمة قلبية أثناء رئاسته لبعثة الفريق في تركيا قد تساهم في إحداث الخلل في تركيبة النادي هذا الموسم، رغم الاستقرار الذي بدا عليه النادي، حيث تسلم حاتم باعشن رئاسة النادي، وحل نجل الرئيس السابق عمر أحمد مسعود نائبا لرئيس مجلس الإدارة، بعد أن كان يشغل منصب الأمين العام قبل وفاة والده.
ويأتي فريق الشباب ثاني المستفيدين من فترة التوقف بعد الظهور الباهت الذي بدا عليه الفريق، وأخفق بالتعادل السلبي أمام القادسية في الجولة الأولى، قبل أن يخسر أمام الباطن في الجولة الثانية ويبتعد عن تحقيق الانتصارات تحت قيادة مدربه الوطني سامي الجابر الذي كان يعاني من غيابات الأسماء الجديدة المنضمة إلى صفوف الفريق، بحجة وجود مستحقات مالية وعدم قدرة النادي على قيدهم.
وخلال فترة التوقف الحالية نجح الشباب في تجاوز أزمته المالية بعد مبادرة الأمير خالد بن سلطان الرئيس الفخري للنادي وتسديده للمستحقات الحائلة بين النادي وتسجيل لاعبيه الجدد، حيث سيكون بمقدور الوطني سامي الجابر الاستعانة بخدماتهم في مواجهة الأهلي يوم الأحد المقبل، وهي المباراة التي يبحث من خلالها الليث عن تحقيق انتصاره الأول وتعويض إخفاقات البداية.
أما فريق الخليج فقد سارع لإقالة مدربه البلجيكي باتريك دي وايلد، وقرر إعادة التونسي جلال القادري الذي أشرف على الفريق خلال المواسم الماضية التي كان فيها أبناء مدينة سيهات في دوري المحترفين السعودي، كما أبرم الخليج تعاقده مع المدافع الأوغندي إيفان ليحل بديلا عن الكونغولي ساجيس بايلي الذي لم يظهر بصورة جيدة، حيث سارعت إدارة النادي لتعديل الأوضاع وتعزيز خط الدفاع.
ويحضر فريق الاتفاق بوصفه أحد هذه الفرق التي حققت استفادة كبيرة خلال فترة التوقف، حيث سارعت إدارة النادي الوافد حديثا لدوري المحترفين لإنهاء التعاقد مع اللاعب الجزائري سفيان خليلي والتعاقد مع المدافع الكاميروني أمينو بوبا لاعب فريق الخليج، ليحل مكانه في دفاعات الفريق، ويعزز من قوة فارس الدهناء الدفاعية، كما أبرمت إدارة النادي الشرقي التعاقد مع المهاجم يوسف السالم الذي وقع على مخالصة مالية مع ناديه الهلال، لينجح الاتفاق في تعزيز قوته الهجومية والدفاعية خلال فترة التوقف الحالية.
ورغم تدعيم صفوفه بصفقة الكاميروني بوبا، فإن الاتفاق قد يعاني خلال الفترة المقبلة من افتقاره إلى خدمات لاعب محور الارتكاز محمد كنو الذي يقضى عقوبة الإيقاف الداخلية على خلفية تجاوزات حدثت من اللاعب، وأعلنت إدارة النادي إيقافه لمدة شهر، ما يعني غيابه عن مواجهتي الجولتين الثالثة والرابعة.
أما فريق الباطن فقد كان هو الآخر من أكثر الفرق تحقيقا للفائدة، وذلك بعدما أقامت إدارة النادي معسكرا إعداديا في العاصمة القطرية الدوحة، خاض فيه الفريق السماوي كثيرا من المباريات الودية تحت إشراف مدربه المصري عادل عبد الرحمن الذي قدم فريقه بصورة جيدة خلال الجولتين الأولى والثانية لدوري المحترفين السعودي.
وأكمل فريق الباطن عقد محترفيه الأجانب، بعدما أعلن تعاقده مع المصري أحمد حمودي، وهو يلعب في خط الوسط، لينضم إلى الثنائي البرازيلي نينو سانتوس وجورجي سيلفا، واللاعب المالي لاسانا فاني، المتوقعة مشاركتهم أمام فريق الخليج في الجولة المقبلة.
وأمضت عدة فرق فترة التوقف الحالية دون تغيير في أوضاعها، كما حدث لفريق الأهلي الذي استمر على ذات النهج في التدريبات الاعتيادية، إضافة لخوض المواجهات الودية، كما هي الحال لفرق الفتح والرائد والقادسية والتعاون.
في حين بدأت الفائدة حاضرة بشكل أقل لفرق الهلال والنصر والفيصلي والوحدة، حيث بات بإمكان مدرب فريق الهلال الاستعانة بخدمات المحترف البرازيلي تياجو ألفيس، الذي تأخرت وصول بطاقته الدولية وغاب عن انطلاقة الدوري لهذا السبب، كما اقترب لاعبو الهلال الغائبون بداعي الإصابة ياسر الشهراني وماجد النجراني وعبد الله الزوري من الشفاء، وباتت عودتهم شبه مؤكدة في الجولة ما بعد القادمة.
أما فريق النصر فقد بات بإمكان مدربه الكرواتي زوران ماميتش الاستعانة بخدمات المحترف الباراغواياني فيكتور أيالا، بعدما أصدرت لجنة الاحتراف بطاقة بديلة للاعب الذي تأخرت بطاقته الأصلية في الوصول وحرمته من المشاركة في المباريات الافتتاحية للفريق بمنافسات الدوري.
ورغم اكتمال صفوف فريق النصر فإن غياب محمد السهلاوي المتوقع في الجولة الثالثة بعد إصابته في معسكر المنتخب السعودي الأخير قد يعكر صفو الفريق، إضافة إلى الأحداث التي نشبت خلال فترة التوقف وأدت إلى استقالة مدير الكرة بدر الحقباني، بعدما أعلن الأخير أن هناك شخصا في النادي له قرار نافذ قاده لإعلان رحيله وسط تكهنات بأن المقصود هو قائد الفريق حسين عبد الغني الذي حدثت له مشكلة مع الحقباني بعد نهاية الجولة الثانية.
وعزز فريقا الفيصلي والوحدة صفوفهما بصفقة يتيمة خلال فترة التوقف، إضافة إلى خوض المواجهات الودية والتدريبات الاعتيادية طيلة فترة التوقف، حيث أبرمت إدارة الفيصلي تعاقدها مع اللاعب خالد الزيلعي الذي كانت آخر محطاته الاحترافية في صفوف فريق التعاون، أما إدارة نادي الوحدة فقد تعاقدت مع ياسر الفهمي لاعب فريق الأهلي الذي غيبته الإصابة عن الملاعب كثيرًا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».