حذّر مفتي موريتانيا وإمام المسجد الجامع في العاصمة نواكشوط لمرابط ولد حبيب الرحمن، من خطر انتشار المد الصفوي الفارسي في البلاد، مؤكدًا أن لديه أدلة تثبت سعي بعض أتباع هذا المد إلى بث التفرقة في المجتمع الموريتاني؛ وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول بهذه المرتبة عن خطر السياسات الإيرانية في موريتانيا، ويرفض دعوات إيران لتدويل الحرمين الشريفين.
وجاءت تحذيرات المفتي خلال خطبة عيد الأضحى التي ألقاها أمس في باحة المسجد العتيق، أقدم مساجد العاصمة نواكشوط، بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والوزير الأول يحيى ولد حدمين، وأعضاء الحكومة وغرفتي البرلمان الموريتاني، بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في البلاد، ومئات المواطنين.
وقال الإمام في خطبته إنه على السلطات في موريتانيا التصدي للدعوة التي تجسد المد الصفوي الفارسي، مؤكدًا أن لديه أدلة تثبت أن عددًا من أتباع هذا المد ينشطون في البلاد، ويعملون على بث الفرقة في المجتمع؛ وفي هذا السياق قال الإمام: «موريتانيا جمهورية إسلامية سنية مسالمة، تمد يدها للتعاون على أساس القواسم المشتركة، دون المس بديننا وبثوابته ومقدساته».
وأضاف مفتي موريتانيا أن «المد الصفوي الفارسي يقوم على ما لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال، وهو التعرض بالسب والشتم للصحابيين الجليلين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق، وكذا لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعًا، مع أن القرآن الكريم زكاهم بشكل لا لبس فيه»، على حد تعبيره.
وفي سياق حديثه عن السياسات الإيرانية التي اعتبر أنها تشكل خطرًا على العالم الإسلامي، قال مفتي موريتانيا إن الدعوات الإيرانية الأخيرة لتدويل الحرمين مرفوضة، وأضاف: «وضعيتهما الحالية ضرورية لصيانتهما وتطويرهما وجعلهما في متناول جميع المسلمين»، معربًا عن دعمه للموقف السعودي.
وخلص إلى تأكيد أهمية «الوحدة والتعاضد بين المسلمين، والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن الاختلاف»، واستعرض في هذا السياق وسطية الدين الإسلامي وتسامحه، محذرًا من المذاهب التي تخدم أجندات سياسية تهدد نسيج المجتمع الإسلامي.
وحث في خطبته التي استمع لها الرئيس الموريتاني وجميع أعضاء الحكومة، على ضرورة التصدي للدعوات الغريبة على المجتمع، وخصوصًا المد الصفوي الفارسي المتمثل في المذهب الشيعي، قبل أن يشدد على أهمية المحافظة على «ما تنعم به موريتانيا من الاستقرار والسيادة والاعتبار»، على حد تعبيره.
وتأتي تحذيرات أكبر شخصية دينية في موريتانيا من خطر الأجندات الإيرانية، لتسلط الضوء على تزايد النفوذ الإيراني عبر نشر المذهب الشيعي في موريتانيا وغرب أفريقيا.
وسبق أن حظرت السلطات الموريتانية العام الماضي أنشطة عدة أحزاب سياسية مرتبطة بالمسؤولين الإيرانيين، كما منعت جميع الأنشطة السياسية والثقافية التي تدعم «حزب الله» اللبناني، وذلك في إطار موقف حكومي واضح يرفض المواقف الإيرانية العدوانية تجاه المملكة العربية السعودية، خاصة بعد إضرام النار في القنصلية السعودية بطهران.
وكانت القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في نواكشوط نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، فرصة لرفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، فيما أصدرت هيئة متابعة وتنفيذ القرارات الصادرة عن القمة هذا الأسبوع توصيات بشأن التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية.
تحذيرات من انتشار {المد الصفوي الفارسي} في موريتانيا
المفتي: بلادنا إسلامية سُنية ونرفض تدويل الحرمين
تحذيرات من انتشار {المد الصفوي الفارسي} في موريتانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة