المشنوق يوقع على حل حزب مقرب من النظام السوري على خلفية تفجيرات طرابلس

أكد أن لبنان في قلب معركة العرب.. رافضًا التطاول على المقدسات

نهاد المشنوق
نهاد المشنوق
TT

المشنوق يوقع على حل حزب مقرب من النظام السوري على خلفية تفجيرات طرابلس

نهاد المشنوق
نهاد المشنوق

أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه تقدم بطلب إلى مجلس الوزراء لحل «الحزب العربي الديمقراطي» الذي يتزعمه رفعت عيد، المقرب من النظام السوري، و«حركة التوحيد» فرع هاشم منقارة، وذلك بعد نحو أسبوع على صدور القرار الاتهامي في تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، الذي أظهر تورط المخابرات السورية في التفجيرين، منتقدًا بشدة في الوقت نفسه «مشهدية التضامن مع سفير جهة متهمة بارتكاب أحد أكبر التفجيرات منذ الحرب الأهلية اللبنانية»، في إشارة إلى زيارة بعض الشخصيات والهيئات للسفير السوري في بيروت، بعد صدور القرار الاتهامي.
ولاقى إعلان المشنوق ترحيبًا سياسيًا، إذ أعلن وزير العدل المستقيل أشرف ريفي أنه «قد يشارك استثنائيًا في مجلس الوزراء، عندما يوضع قرار حلّ الحزبين على جدول أعمال المجلس»، علمًا بأن ريفي كان قد أرسل كتابا آخر لوزير الداخلية الأسبوع الماضي، يطلب فيه حل الحزب العربي الديمقراطي «لثبوت تورط مؤسسه وأفراد منه بالجريمة، عبر إيواء منفذي الجريمة وتهريبهم»، وطلب اتخاذ الإجراء نفسه بحق «حركة التوحيد الإسلامي» فرع هاشم منقارة، في حال كانت تعمل بموجب ترخيص قانوني.
وفي احتفال تكريمي أقامه الحاج بشار صلاح الدين شبارو على شرفه، في دارته في ضهور العبادية، انتقد المشنوق «الاستعراضات عند صدور القرار الاتهامي بتفجير المسجدين في طرابلس»، متوجهًا إلى أهالي طرابلس: «لا تنصتوا للتهويل من هنا أو هناك، ولا لعراضة هنا أو عراضة هناك، راهنتم وراهنا دائما على الدولة والمؤسسات والقانون، وها هي الدولة والمؤسسات والقانون تجلوا بهذا القرار الاتهامي، كل الصراخ والعويل والزيارات الخالية من أي حس وطني لن تغير حرفا كتب في القرار الاتهامي، وكل الأصوات المرتفعة دفاعا عن القتلة لن تغير حرفا دفاعا عن القتلة»، وأكد أنه «لن تستطيع عراضات أيتام نظام الوصاية السورية في لبنان أن تعيدنا إلى الوراء في مسارات العدالة المفتوحة من قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى قضية المسجدين».
وأضاف المشنوق: «ما يقلقني في مشهدية التضامن مع سفير جهة متهمة بإراقة دم اللبنانيين في أحد أكبر التفجيرات التي عرفها البلد منذ انتهاء الحرب الأهلية التي سقط فيها 50 شهيدا و700 جريح، هي الرسالة الموجعة التي يبعثها مواطنون لبنانيون لمواطنين لبنانيين آخرين»، مستطردا: «لنقل الأمور بصراحة: ماذا سيشعر أهلنا وإخواننا في بيئة حزب الله، لو أن شخصيات من تيار المستقبل أو 14 آذار قررت زيارة أبو مالك التلي، بعد توجيه القضاء اللبناني الاتهام لجبهة النصرة بالمسؤولية عن تفجيرات الضاحية المؤلمة لنا جميعا؟ ماذا سيكون موقف وشعور أهالي الضحايا الأبرياء من أهلنا في الضاحية، لو حصل مثل هذا التضامن، ولو حتى شفهيا، لا سمح الله؟ أليس التضامن مع ممثل الجهة المتهمة بتفجيرات طرابلس كالتضامن مع النصرة بعد تفجيرات الضاحية؟ أي سلم أهلي نحمي بعد ذلك؟ أي استقرار يمكن له أن يصمد في وجه صلف من هذا النوع وتعال على أبسط المشاعر الوطنية والإنسانية المشتركة بين الناس؟».
وأعلن المشنوق التوقيع على طلب إلى مجلس الوزراء بحل «الحزب العربي الديمقراطي» و«حركة التوحيد» فرع هاشم منقارة، قائلاً: «سنتابع هذه القضية في السياسة والقانون حتى خواتيمها، للاقتصاص من كل القتلة، حماية لبقية الدماء من كل اللبنانيين، وإحقاقا لحق من أهدرت أرواحهم وأثخنت جراحهم. وسنتقدم بطلب حل أي حزب أو جمعية لبنانية، وملاحقة أي فرد يثبت تورطه، أو اشتراكه، أو تحريضه على هدر دم أهلنا في طرابلس».
وأكد المشنوق على خيارات لبنان العربية، قائلاً: «لمن لم تهدأ مساعيهم لضرب العروبة، أقول بالفم الملآن: لبنان لا يتهرب من مسؤوليته العربية، لبنان في قلب معركة العرب، واحد منهم يصيبه ما يصيبهم بالسراء والضراء، ولن نسمح بأن تكون خيارات لبنان العربية سببا للاختباء، أو مناسبة لأخذ لبنان إلى مواقف لا تشبه تاريخه».
وأضاف: «عندما سمعت الكلام الذي تردد بالمدة الأخيرة عن إدارة أماكن الحج، اعتقدت أنهم يتحدثون عن شركة لها مجلس إدارة»، مؤكدًا: «هذه أرض يملكها أهلها، ويحكمها أهلها، وهي أرض عربية عربية عربية»، ومشددا: «إننا في لبنان، بما نمثل سياسيا واجتماعيا، نقول إن التطاول على هذه المقدسات لا يصيب إلا أصحابه، في حين أن المملكة العربية السعودية وأهلها شجرة طيبة تفيض بالخير، ولا تطولها حجارة الطيش».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».