رئيس بعثة الحج السورية: 6 آلاف حاج من الداخل.. وادعاءات النظام باطلة

حاجة قدمت من حلب بعد أن أباد النظام أسرتها

الأمين العام لـ«الائتلاف السوري» رئيس بعثة الحج السورية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» بمشعر عرفات يوم أمس.. وفي الصورة (يسار) يبدو الحاج السوري خالد عزيز.. وتبدو الحاجة السورية عروبة زبدية التي حرمها النظام من أسرتها (تصوير: عدنان مهدلي)
الأمين العام لـ«الائتلاف السوري» رئيس بعثة الحج السورية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» بمشعر عرفات يوم أمس.. وفي الصورة (يسار) يبدو الحاج السوري خالد عزيز.. وتبدو الحاجة السورية عروبة زبدية التي حرمها النظام من أسرتها (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

رئيس بعثة الحج السورية: 6 آلاف حاج من الداخل.. وادعاءات النظام باطلة

الأمين العام لـ«الائتلاف السوري» رئيس بعثة الحج السورية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» بمشعر عرفات يوم أمس.. وفي الصورة (يسار) يبدو الحاج السوري خالد عزيز.. وتبدو الحاجة السورية عروبة زبدية التي حرمها النظام من أسرتها (تصوير: عدنان مهدلي)
الأمين العام لـ«الائتلاف السوري» رئيس بعثة الحج السورية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» بمشعر عرفات يوم أمس.. وفي الصورة (يسار) يبدو الحاج السوري خالد عزيز.. وتبدو الحاجة السورية عروبة زبدية التي حرمها النظام من أسرتها (تصوير: عدنان مهدلي)

أكد عبد الإله فهد، الأمين العام للائتلاف السوري رئيس بعثة الحج السورية، أن ادعاءات النظام السوري بمنع السعودية حجاج بلاده من أداء الفريضة غير صحيحة جملة وتفصيلاً، مبينًا وجود 6 آلاف حاج جاءوا من داخل الأراضي السورية، تواجدوا في مقر سكن بعثة الحج السورية في مشعر عرفات يوم أمس.
وقال رئيس بعثة الحج السورية لـ«الشرق الأوسط» «لدينا حجاج من داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام وقدموا إلى مكة المكرمة عبر 3 دول هي الأردن وتركيا ولبنان؛ وذلك لعدم قدرة السوريين على المغادرة مباشرة إلى السعودية».
وأضاف «النظام السوري هو من كان يسوّق قبل الحج بأنه لا يوجد سوريون سيؤدون مناسك الحج لهذا العام، ومن استطاع الخروج إلى البلدان المجاورة يمكنه الالتحاق ببعثة الحج والقدوم لأداء الفريضة».
وكشف عبد الإله فهد، عن وجود موظفين بوزارة الأوقاف السورية وكذلك مشايخ خرجوا من دمشق والتحقوا ببعثة الحج السورية قبل قدومهم إلى السعودية لأداء المناسك، وتابع «لدينا من الأدلة والإثباتات التي تؤكد وجودهم معنا وتدحض ادعاءات النظام».
وعبر رئيس بعثة الحج السورية عن أسفه على الحجاج الذين استعدوا للالتحاق ببعثة الحج قبل شهر، إلا أنهم لم يستطيعوا العبور من مناطق النزاع من قبل «داعش» والنظام.
وبيّن فهد أن إجمالي بعثة الحج السورية من حجاج وإداريين يقارب 12 ألفا و850 حاجا، 50 في المائة من داخل سوريا، وأردف «من دمشق وريفها خرجوا عبر مطار بيروت، وحلب وإدلب ودير الزور من المنطقة الشرقية من مطار تركيا، فيما التحق من لبنان القادمون لها من دمشق وريف دمشق وحمص، في الوقت الذي التحق السوريون من درعا الجنوبية عن طريق الأردن».
من جانبها كفكفت الحاجة السورية عروبة زبدية، القادمة من حلب دموعها التي انهمرت عند تذكرها ما وصل إليه منزل أسرتها هناك والذي تركته أنقاضا، بعد مقتل شقيقها ونجله وأبناء إخوتها وأمها ووالدتها بداخله.
وقالت زبدية لـ«الشرق الأوسط» «قدمت من مدينة حلب، بعد أن عزمت على أداء فريضة الحج، والدعاء لأسرتي التي حرمني النظام المجرم منهم، وأسأل الله أن يفك الحصار عن المدن القابعة تحت وطأة القهر والاستبداد».
وأشارت زبدية التي كانت تتحدث من مقر ببعثة الحج السورية القريب من جبل الرحمة إلى أنها «تنسى الدعاء لنفسها وباتت تدعو على النظام في بلادها».
إلى ذلك، أوضح الحاج السوري خضر عزيز، أنه قدم من مدينة الحسكة مرورًا بتركيا قبل التحاقه ببعثة الحج، لافتًا إلى أنه واجه صعوبات خلال رحلة وصوله إلى تركيا استغرقت منه أسبوعًا كاملاً.
في المقابل، امتدح عبد الغني عبد القادر، الحاج السوري القادم من ريف حلب الغربي، الخدمات التي تقدمها السعودية لهم، مقدمًا شكره العميق إزاء التسهيلات التي قدمت لهم.
بدوره، أكد المطوف عدنان حافظ، رئيس المكتب المسؤول عن خدمة الحجاج السوريين، أنهم حرصوا منذ قدوم السوريين على تهيئة سبل الراحة كافة لهم؛ استشعارًا منهم بما عانى منه البعض وللتخفيف عن البعض الآخر، وتهيئة الأجواء الإيمانية والروحانية لهم بالمخيم ليتفرغوا للعبادة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.