العطوي: «الوطني» مرفوض لأنه لا يسمح بالتدخل في عمله

مدرب الأخضر الشاب قال إنه يراهن على «أبطال الخليج» في المستقبل

العطوي يوجه أحد لاعبي المنتخب الشاب («الشرق الأوسط») - من تتويج الأخضر بلقب كأس الخليج للشباب مؤخرًا («الشرق الأوسط»)
العطوي يوجه أحد لاعبي المنتخب الشاب («الشرق الأوسط») - من تتويج الأخضر بلقب كأس الخليج للشباب مؤخرًا («الشرق الأوسط»)
TT

العطوي: «الوطني» مرفوض لأنه لا يسمح بالتدخل في عمله

العطوي يوجه أحد لاعبي المنتخب الشاب («الشرق الأوسط») - من تتويج الأخضر بلقب كأس الخليج للشباب مؤخرًا («الشرق الأوسط»)
العطوي يوجه أحد لاعبي المنتخب الشاب («الشرق الأوسط») - من تتويج الأخضر بلقب كأس الخليج للشباب مؤخرًا («الشرق الأوسط»)

أكد المدرب الوطني خالد العطوي أن الكرة السعودية تواجه كثيرا من المشكلات، وهي بحاجة إلى حلها في أسرع وقت. وقال العطوي، الذي قاد المنتخب السعودي الشباب «مواليد 98» لتحقيق لقب كأس الخليج مؤخرا، إن المدرب السعودي الكفء بحاجة إلى فرصة ومساحة أكبر لتحقيق طموحاته ورغباته، متهما رؤساء الأندية بتغييب المدرب الوطني وإحضار الأجنبي، كي تكون هناك فسحة للتدخل في عمله.
وقال العطوي لـ«الشرق الأوسط»، إن الكرة السعودية بحاجة إلى نقلة كبيرة حتى تعود إلى وضعها الطبيعي، وشدد على أنه لا بد من وجود تدخل للنهوض بالفئات السنية التي أصبحت قاعدة أساسية للمنتخب الأول، مراهنا على قدرة لاعبي منتخب الشباب على التأهل إلى كأس العالم 2022 في ظل الإمكانيات التي يمتلكونها.
> كيف ترى تحقيق الأخضر الشاب لقب كأس الخليج مؤخرا؟
- هذا الإنجاز جاء بتوفيق من الله، ثم نظير المستوى والروح اللذين قدمهما اللاعبون منذ بداية البطولة، حيث كان التكاتف والانضباط سمة الفريق، ولم نعان ولله الحمد من أي مشكلات، أضف إلى ذلك أن الكرة السعودية باسمها وتاريخها ووجودها منافسا من المفترض أن تكون «رقم واحد» في أي بطولة، فإذا لم نحقق مثل هذه البطولات حتما سيكون هناك خلل ومشكلة، فالمملكة ولادة، ولديها الإمكانيات والمواهب، ويوجد لديها إرث وهيبة، حتى اللاعبون الذين شاركوا هم أقل أعمارا من السن المطلوبة، وما شاهدناه يعتبر أمرا طبيعيا، وكان يفترض أن نكون من الأوائل في البطولات الآسيوية، لكن توجد أمور لا بد أن تعالج، والجميع يعرف ما أقصده، ويوجد لدينا خبراء رياضيون أدرى مني بمكمن الخلل، وكل ما نحتاجه خطوات شجاعة لمن يستحق الاستمرار سواء المدرب أو الإداري أواللاعب.
> هل بإمكانك ذكر مكامن الخلل التي تحدثت عنها؟
- أنا بوصفي مدربا في الاتحاد السعودي لكرة القدم لست مخولا بالحديث عن هذه الأمور عبر وسائل الإعلام، وأي كلمة أتفوه بها هي محسوبة علي، ولو واجهت المسؤول وصاحب القرار لوضحت له كل ما يعود لمصلحة الكرة السعودية، أتمنى لو تسنح لي الفرصة لمقابلة أي مسؤول لتوضيح نقاط الخلل والمشكلات التي تواجهنا بوصفنا مدربين أو إداريين أو لاعبين، وأنا لدي الشجاعة لقول هذا الكلام، لأن لدي الغيرة على وطني، وكأمانة لا بد أن أكشف كل ما يقف عثرة أمام الكرة السعودية.
> رغم الإنجازات التي حققها المدرب الوطني إلا أنه عرف بوصفه مدرب طوارئ، ما السبب بوجهة نظرك؟
- للأسف ما نشاهده هو قمة التناقض، وأقصد هنا عندما ينجح المدرب الوطني في المهمة التي يكلف بها في وقت قصير، هذا دليل على أن المدرب الوطني مميز فلماذا لا يمنح فرصة ومساحة أكبر ويتم توفير الأدوات التي تساعده على النجاح؟! أتحدى أن تجد أكثر إخلاصا من المدرب السعودي على وطنه، وأنا أقصد هنا المدرب الكفء الذي يستحق ذلك بشرط ألا يتدخل في عمله، فاتركوا المجال له ليعمل وينتج، بمعنى يعمل وفق الإمكانيات المتاحة له، وبالتالي يتم تقييم عمله، وهذا هو الصحيح، لكن أن يتدخل في عمله، فأي مدرب لا يمكن له النجاح، وعلينا أن نثق بعقولنا وأفكارنا حتى نحقق النجاح. ولو نتابع بطولات العالم فإننا نجد في جميع المنتخبات المشاركة في كأس العالم أن أغلب المدربين مواطنون، فالناس تغيروا وأيضا أفكارهم وعقولهم تغيرت.
> وهل لديك رؤية حول معالجة الأخطاء والمشكلات التي تواجه الكرة السعودية؟
- قبل النظر في أوضاع المدربين نحن بحاجة إلى تطوير المنتخبات واللاعبين في الأندية.. المدرب الممتاز هو الذي يستطيع أن يطور اللاعبين، وهذا هو من نحتاجه للعمل، والمدرب السيئ الذي لا يعرف كيف يطور من اللاعبين لسنا بحاجه إليه، أيضا من المهم تغيير بيئة العمل في الأندية، فمخرجات المنتخبات تأتي من الأندية على مستوى الفئات السنية وحتى الفريق الأول.. نحن نحتاج إلى القيمة الفنية للاعب وليس القيمة المادية. ويجب أن يتميز اللاعب بالعطاء الفني داخل الملعب بغض النظر عن اسمه وتاريخه وناديه، فكرة القدم عطاء وتجدد ورغبة وطموح وشجاعة.
> كيف وجدت الدعم الجماهيري والإعلامي بعد تحقيقكم بطولة الخليج؟
- من المؤسف والمخجل عدم نقل أي مباراة للمنتخب الشاب، فلقد تابعنا المباريات عبر قنوات «أبوظبي» و«دبي» و«عمان» و«الكأس»، حتى خبر وصور التتويج التي نشرت ليست للاعبين ولا للجهاز الفني. يبدو أنهم لا يعرفون من المنتخب المشارك ولا يعرفون من الفريق البطل، وأعتقد أن إعلامنا هو إعلام يبحث عن الإثارة فقط، وأنا هنا لا أتحدث عن نفسي، ويشهد الله أنه لا يهمني الخروج في القنوات أو الصحف فأنا لا أبحث عن شيء، وكل ما أبحث عنه هو العمل وتشريف وطني، ومستعد أن أحترق من أجل الوطن. حتى اللاعبون يعرفون أنهم جاءوا لهدف وهو تمثيل الوطن وتحقيق البطولة، ولم يهتموا للإعلام ولا غيره، وتمت تهيئتهم على ذلك منذ البداية.. لو تشاهد اللاعبين أثناء تحية النشيد الوطني وصيحاتهم وتعابيرهم لعرفت أن هؤلاء اللاعبين جاءوا من أجل تشريف منتخب بلادهم بصدق.
> كيف ترى الكرة السعودية في الفترة الحالية؟
- حال الكرة السعودية الآن مختلف تمام، حيث أصبحنا نتخوف من منتخبات ليس لها تاريخ أمامنا، ونحن قادرون على تقديم أفضل المستويات، الآن نحن بحاجة إلى جيل يدافع عن وطنه، وعلينا أن ندرك أن عالم كرة القدم لا يعتمد على الأسماء، وشاهدنا منتخب تايلاند أمامنا شارك باللاعبين الذين شاركوا في التصفيات الأولمبية، بمعنى أن كرة القدم لا تعترف إلا بما يحدث في الملعب بالعطاء وبالمنهجية والاستراتيجية الواضحة.. نحتاج إلى لاعبين يحترقون داخل الملعب وإلى وجود رغبة طموح، وأنا هنا أتكلم عن واقع رياضي على مستوى منتخبات العالم وليس فقط في السعودية، فمثلا اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو حقق كل شيء في كرة القدم على المستوى الشخصي، ويوم جاء شعار منتخب بلاده شاهدناه يبكي بحرقه عندما أصيب، ولم يستطع إكمال المباراة في نهائي كأس أوروبا، فهذا اللاعب يستطيع أن يملك ناديا عالميا بأمواله، لكن مع كل ذلك يريد أن يحقق شيئا لمنتخب بلاده، فنحن بحاجة إلى مثل هذه النوعيات.
> هل تراهن على منتخب مواليد 98 أنه قادر على البروز والوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022؟
- أراهن ولدي الثقة الكاملة، هؤلاء نموذج وهناك كثير من المواهب، بشرط أن يكون هناك عمل تطويري مستمر، ولدينا كثير من اللاعبين القادرين والمملكة ولادة، والمشكلة التي نواجهها في كرتنا أننا خائفون، ومشكلتنا أننا لا نتحمل المسؤولية ولا نمنح الفرص، أنا أخذت الفرصة ولله الحمد، لكن هناك الكثير من المدربين أفضل مني، لكن تجدهم مغيبين من أصحاب القرار في الأندية الذين يجلبون الأجنبي ويمنحونه الفرصة من أجل التدخل في عمله، أنا هنا لست ضد المدرب الأجنبي المميز، لكن لا بد من إيجاد آلية لتطوير كرتنا.
> ماذا تقول في نهاية الحوار؟
- أتمنى أن تعود الكرة السعودية إلى وضعها الطبيعي، هناك خطوات تطوير، ونتمنى أن نجد الدعم للمدربين واللاعبين، ولدينا القدرة على العمل متى ما تهيأت لنا الفرصة الكاملة سواء للمدرب أو الإداري أو اللاعب، ونحتاج إلى أشخاص غيورين على وطنهم، ومثل ما لدينا مقاتلون في الحدود نحن بحاجة إلى مقاتلين داخل الملعب، وأقدم الشكر والتقدير إلى الأمير عبد الله بن مساعد على وقفته ودعمه المستمر من أجل تطوير الرياضة السعودية بمختلف مجالاتها.. أيضا أقدم الشكر إلى رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد، والمشرف على الفئات السنية خالد الزيد، ونائبه عبد الله المصيليخ على دورهم ومتابعتهم الدائمة لنا أثناء البطولة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».