لجنة توثيق البطولات تفتح أبواب الجدل

خلوها من أبرز المؤرخين السعوديين أوقعها في مواجهة مع الأندية والجماهير

نادي النصر من أوائل المعترضين على تقارير لجنة توثيق البطولات ({الشرق الأوسط})
نادي النصر من أوائل المعترضين على تقارير لجنة توثيق البطولات ({الشرق الأوسط})
TT

لجنة توثيق البطولات تفتح أبواب الجدل

نادي النصر من أوائل المعترضين على تقارير لجنة توثيق البطولات ({الشرق الأوسط})
نادي النصر من أوائل المعترضين على تقارير لجنة توثيق البطولات ({الشرق الأوسط})

يبدو أن الجدل الدائر حول قضية توثيق بطولات الرياضة السعودية سيستمر في شكل تصاعدي، وذلك على إثر مسارعة بعض الأندية إلى إصدار بيانات صحافية توثق من خلالها بطولاتها الخاصة بعيدا عن فريق التوثيق الذي اعتمده الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، والذي كان من المقرر له عقد مؤتمر صحافي لإعلان نتائجه يوم الاثنين الماضي قبل أن يتم تأجيله لمشاركة المنتخب السعودي الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا.
وبدأت فكرة توثيق بطولات كرة القدم السعودية منذ سنوات بعدما شُكلت عدة لجان تتولى هذه المهمة، إلا أن هذه اللجان انحلت ولم تكمل المهمة لأسباب غير معروفة، ليسارع الأمير عبد الله بن مساعد إلى تشكيل فريق عمل مهمته توثيق بطولات الرياضة السعودية وليس كرة القدم فحسب، برئاسة تركي الخليوي نائب رئيس نادي الشباب الأسبق ورئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد.
وضمت اللجنة كلا من: فريد زاهد وفالح السمحان وبدر العسكر وسعود البركاتي وإبراهيم اليحيى ونعيم البكر. واللافت في الأمر أن اللجنة افتقدت لثلاثة من أبرز المؤرخين في الوسط الرياضي السعودي هم: عبد الله جارالله المالكي ومحمد القدادي وأمين ساعاتي، وهو ما أثار التساؤلات حول صحة ودقة المعلومات التي قد تقدمها اللجنة للشارع الرياضي.
وكان الخليوي نفسه وجه دعوات للثلاثي من أجل الانضمام للجنة، لكن جميعهم أصر على وجود تعميد وخطابات رسمية من قبل الأمير عبد الله بن مساعد رئيس هيئة الرياضة وإلا رفض هذه العضوية، وهو ما حدث بالفعل بعد إبلاغهم من قبل الخليوي أن الاعتماد سيكون من جانبه فقط لأعضاء اللجنة. وأكد المؤرخ الرياضي عبد الله المالكي صحة هذه المعلومة قائلا: وجهت لنا خطابات للبدء في العمل مع هذه اللجنة لكننا اشترطنا وجود تعميد رسمي من رئيس هيئة الرياضة منعا للجدل وتداخل الصلاحيات والمعلومات لكنه أصر على تعميد الأمر بنفسه ما دعانا إلى رفض العمل في هذه اللجنة المستحدثة. وكانت لجنة التوثيق الجديدة أمضت عملها في رصد كافة البطولات السعودية لمختلف الألعاب وبعد أن أعلنت الهيئة العامة للرياضة موعد المؤتمر الصحافي للإعلان عن النتائج، أصدر نادي النصر بيانا إعلاميا استباقيا قبل عقد المؤتمر بيوم واحد، مستغربا الإجراءات المتبعة من قبل اللجنة والإجراءات السرية التي سارت عليها مما يثير الشكوك حول النتائج، وأعلنت إدارة النادي العاصمي أنها لا تعرف نتيجة فريق العمل لكنها تسجل رفضها المسبق لعدة أسباب أبرزها طريقة العمل المتبعة. كما أوضحت إدارة النادي الأصفر أن الكثير من البطولات بدأت بشكل مختلف حتى وصلت لشكلها الحالي، مثل كأس العالم وكأس أمم أفريقيا «فهل نواصل عدم الاعتراف ببطولات دوري المناطق؟».
وأشارت إدارة النصر إلى أنها تملك وثيقة من الاتحاد السابق بأن عدد بطولاتها 42 بطولة، وتساءلت هل العمل تكاملي بين الاتحادات أم انتقائي. وبعد ساعات من بيان نادي النصر أعلنت الهيئة العامة للرياضة تأجيل المؤتمر الصحافي لفريق توثيق البطولات السعودية رغبة في دعم المنتخب السعودي الأول الذي كان يستعد لخوض مواجهة أمام العراق في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال.
وانضم نادي الأهلي إلى النصر وأصدر بيانا صحافيا أعلن فيه عدد بطولاته التي ارتفعت إلى الرقم 51، وبدأ بيان النادي الأخضر أكثر حدة من نظيره النصراوي، حيث رفض الأهلي التعامل مع فريق التوثيق بسبب أنه يفتقد للتخصص الذي يكفل له البحث في تاريخ البطولات السعودية، موضحا النادي أن سبب الرفض هو اجتزاء فريق التوثيق تاريخ النادي وبطولاته.
تاريخيا ووفقا لما تسير عليه غالبية الاتحادات الرياضية حول العالم، فإن اعتماد المعايير الواضحة للبطولات المعتمدة رسميا، إضافة إلى تحديد تواريخ البدايات لكل بطولة دوري أو كأس، ستكون وحدها كفيلة بمعرفة الأرقام الخاصة بكل نادي دون الحاجة لهذا الضجيج الكبير. ولا يزال الجدل كبيرا ويتواصل في ظل الارتفاع غير المبرر لبطولات كل نادي خاصة على صعيد كرة القدم، حيث ترتفع الأرقام دون حصول هذه الأندية على بطولات حينها، كما حدث مع فريقي النصر والأهلي على وجه الخصوص اللذين يبرران هذه الارتفاعات بمراجعة التاريخ واعتماد بطولات سابقة، فضلا عن وجود بطولات غير مصنفة وغير متعمدة كالبطولات الصيفية والتنشيطية التي تعتد بها الأندية وتدونها في سجلاتها، كما هو الحال في بطولة الصداقة الدولية في نادي الهلال، وبطولة دمشق وبطولة الأمير تركي بن ناصر في سجلات نادي النصر، إضافة إلى كأس المصيف وكأس جدة والمدينة المنورة وكأس المنطقة الغربية في سجلات النادي الأهلي، وكأس بطولة المصيف وجمعية البر وكأس أمير منطقة مكة في سجلات نادي الاتحاد.
وعودا على لجنة توثيق بطولات الرياضة السعودية التي زادت إثارة الجدل بوجود تغريدات مسيئة لبعض أعضائها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» والسخرية من هذه الأندية بطريقة متعصبة ومستفزة، وهو الأمر الذي اعتدت به جماهير الأندية وبعض الإعلاميين المنتمين لهذه الأندية في التشكيك بنتائج فريق العمل التي لم تظهر بعد.
وزاد الجدل حول عمل فريق توثيق البطولات يوم أمس بعد تصريحات للمؤرخ الرياضي محمد القدادي لصالح قناة العربية، أوضح من خلالها أن فاقد الشيء قد لا يعطيه وأن هناك ارتباك في المشهد، موضحا أن بطولات المناطق حق للأندية كما هي البطولات التي سبقت تحت مظلة وزارة الداخلية ووزارة العمل، وأنه بأي حال من الأحوال لا يمكن أن نلغي بطولات المناطق، مضيفا أنه في كل عام يوجد ثلاثة أبطال لمنطقة الوسطى والغربية والشرقية.
وطالب القدادي الذي سبق له العمل في لجنتين لتوثيق بطولات كرة القدم السعودية دون أن يكتب لها النجاح، أن يعطي الاختصاص لأهله وهي الاتحادات الرياضية، مضيفا: إن الأندية تتحمل مسؤولية المعلومات التي تقدمها وأن يقوم اتحاد كرة القدم بالتدقيق فيها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».